تعليقا على دعوة المقراط (نأمل عودة علي ناصر.. وقادة الجنوب)

> اطلعنا على مقال الأستاذ علي منصور مقراط بعنوان "عودة علي ناصر.. وقادة الجنوب"، والذي علق فيه على ما تناولته وتناقلته بعض وسائل التواصل الاجتماعي عن عودتي إلى عدن، وقد رحب بالعودة إلى أرض الوطن، ودعا إلى عودة قيادات الجنوب جميعهم.
أولاً - لا صحة لخبر عودتي إلى عدن جملةً وتفصيلاً، وبالطريقة التي صيغ به العنوان والخبر لا يخفى على القراء ما وراءه، أياً كانت الجهة التي تقف وراء نشره.

ثانياً - أما فيما يخص دعوة الصحفي علي منصور مقراط فأمر مختلف، وإدراك بأن هذه الدعوة يقصد منها تعزيز اللحمة الوطنية وبناء الوطن بنفسٍ يتمرد على المناطقية ورغبة التسلط والاستحواذ الشائعة الآن في بلادنا، ومع يقيني بأن من حق الجميع العودة والإسهام في استعادة عافية الوطن، لكن أيضاً على يقين من أن قرار العودة إلى عدن وإلى السلطة ليس بيد القيادات الجنوبية اليوم، والقرار لم يعد قرارهم وخارج عن إمكاناتهم وقدراتهم، بل صار مختطفاً بيد القوى الإقليمية والدولية.

فإذا كانت عودة الرئيس هادي قد رُفضت، وكذلك عودة حكومته للاستقرار والاستمرار في عدن، فكيف لهذه القيادات أن تبتّ في مثل هذا الأمر، وكيف لها أن تحسم أمرها وتحكم الجنوب دون قرار من الكبار، وأتذكر في عام 2014م حين عادت بعض القيادات إلى عدن في شهر أكتوبر، وأعلنوا أنهم سيعودون ليعلنوا الاستقلال وحكم الجنوب، وسيرفعون أعلام الجنوب على الدوائر الحكومية وعلى جبل شمسان، وسيستولون على الدخل من النفط والموارد الأخرى، وسيودعونه في حساب خاص حتى تشكيل الحكومة، ونُظم مهرجان كبير في ساحة العروض بخور مكسر، وأُلقيت كلمات حماسية للجماهير التي احتشدت في الساحة، وكانت الجماهير منتظرة إعلان قيام الدولة في عدن، لكنهم لم يتجرؤوا على تنفيذ تهديداتهم ولم يتحدثوا عن عودة دولة الجنوب، وأجلوا الإعلان حتى ثلاثين نوفمبر الذي يصادف عيد الاستقلال، لكن مرة أخرى لم يحدث شيء لا في أكتوبر ولا في نوفمبر، ورُفعت الخيام من ساحة العروض التي استمرت لأكثر من أربعة أشهر، وعاد الناس إلى أعمالهم وإلى بيوتهم في عدن والمحافظات. في حين عاد بعض القادة إلى مرابعهم من حيث جاؤوا، وأُصيبت الجماهير بخيبة أمل من هذه الوعود التي أُطلقت دون إذن من أصحاب القرار.

وعندما سألني البعض لماذا لا تنضم إلى هذه القيادات، وتُعلن معهم استعادة الدولة في الجنوب؟ قلتُ لهم: إنها كوميديا مضحكة وكفاهم من بيع الوهم للشعب.

ثالثاً - قبل التفكير في العودة إلى عدن والوطن، وهو أمر مشروع لكل مواطن، علينا أولاً أن نستعيد القرار الوطني المُختطف، وقبل أن نطالب اليوم بالعودة إلى السلطة، فنحن نطالب القيادات بأن ترفع صوتها عالياً من أجل وقف الحرب وإحلال السلام في الوطن الجريح، ليعود بعدها الملايين من المواطنين إلى أرض الوطن، ويشتركوا في عملية إعادة بناء الدولة ومؤسساتها ونحن منهم.

وقد أكدتُ أكثر من مرة أننا مع وقف الحرب وإحلال السلام في اليمن، لكننا لسنا مع العودة إلى السلطة، لأن في ظل اختطاف القرار اليمني، فإن من سيأتي بك إلى السلطة سيأخذها منك متى ما رأى أنك لا تنفذ أجندته وطموحاته، وإن قاومت سيأخذ روحك، كما حدث مع كثير من القيادات اليمنية وحكام المنطقة العربية. إن الوصول إلى السلطة عبر هذه القوى الإقليمية والدولية سيظل أسيراً لهذه الدول ومقيداً بتلبية مصالحها وسياساتها وليس مصلحة اليمن وشعبه، والشيء الطبيعي هو أن يتم تولي السلطة برضىً شعبي عام ولا يفرض من الخارج.

وفي ختام هذا الكلام، أوجه شكري وتقديري للصحفي القدير علي منصور مقراط على مقاله وكلامه الصادق عن تجربتنا المتواضعة في السلطة، ونحن نعتز بهذه الكلام كما نعتز بتجربتنا في بناء الدولة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى