مخشف أول من علمني كتابة الخبر

> سليمان حنش

> بمثل ما كان الأخ والصديق والزميل الصحافي الكبير، الراحل محمد عبدالله مخشف، تلميذا لرواد وعمالقة الصحافة العدنية، وفي مقدمتهم الراحلان"لقمان وباشراحيل"، أصبحنا، وسنظل نحن الملتحقين بالعمل الصحفي،(مهنة البحث عن المتاعب) منذ سبيعنات القرن الماضي حتى اليوم، تلاميذا عند العملاق محمد مخشف، نمارس المهنة اعتمادا على خبراته واستنادا لتجاربه المتراكمة، وتلك النصائح والإرشادات التي لم يبخل في تقديمها للكل، سواء للملتحقين بالعمل في الصحف أو في أجهزة ووسائل الإعلام الأخرى المسموعة والمرئية وغيرها.

وشخصيا بدأت معرفتي بالصحفي محمد مخشف، بصورة غير مباشرة من خلال متابعة وقراءة كتاباته الصحفية وتغطياته الخبرية المنشورة في الصفحات المخصصة للشباب والطلاب والفن والفنانون بصحيفتي "فتاة الجزيرة" و"الأيام"، وذلك في فترة الستينات، ثم أصبحت المعرفة فيما بيننا مباشرة في فترة السبعينات، وذلك بعد أن التحقت بالعمل في "وكالة أنباء عدن" التي كان الراحل محمد مخشف واحدا من مؤسسيها.

وللأسف صادف التحاقي بالعمل في وكالة أنباء عدن انتقال الأستاذ محمد مخشف منها إلى صحيفة "14 أكتوبر" الحكومية اليومية، وبرغم ذلك لم يكن بعيدا عني، فقد كانت تجمعنا العديد من الفعاليات والتغطيات الصحفية والخبرية.
ولأني حينها كنت جديدا على المهنة، فقد كنت أحرص بشدة في مثل هذه اللقاءات على أن أكون قريبا منه، مستمعا لملاحظاته وتوجيهاته المهنية، ثم أعمل على الاستفادة منها وتطبيقها لاحقا.

استمرت هذه العلاقة المهنية بين التلميذ والأستاذ، الذي كان يتواصل يوميا معي وبقية الزملاء في وكالة أنباء عدن، لمعرفة الأخبار الجديدة ليقوم بإرسالها إلى وكالة "رويترز" التي كان مراسلها بعدن، وعند زياراته المتعددة لمبنى الوكالة بمدينة التواهي لوضع ختم "الرقابة" على برقيات الأخبار التي كان يحررها ثم يرسلها إلى "رويترز" عبر شركة البرق واللاسلكي.

رحل أول من علمني فن كتابة الخبر، بعد أن منحني شهادتين بأني اكتسبت مهارات وقدرات مهنية تتيح لي الانتماء لمملكة "الأخبار" التي يتربع عرشها، فكانت شهادته الأولى لي، التي أعتز وأفاخر بها كثيرا، في عام 1978م عندما سافر إلى بيروت في مهمة عمل صحفية، دامت أكثر من شهر، وقد كلفني بإرسال الأخبار إلى وكالة "رويترز" بدلا عنه، أما الشهادة الثمينة الأخرى، فكانت بعد حرب صيف عام 94م، عندما أنقذني من إجراء "خليك بالبيت" باختياري وترشيحي للعمل محررا للأخبار في "الأيام" الغراء، وذلك عقب عودة الصحيفة للصدور بعد تلك الحرب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى