​من أقوال عميد «الأيام»: إن الحرقة يضطرم لهيبها في قلب كل عربي على فلسطين

>
لم يكن هذا اليوم 15 مايو من عام 1948.. يوم النكبة على فلسطين
 العربية.. يوماً حل على العرب من قبيل الصدفة بل كان يوماً امتدت خطوط مؤامرته إلى 2 نوفمبر عام 1917 يوم أن وعدت بريطانيا على لسان وزير خارجيتها حينذاك بلفور، بإقامة دولة لهم في فلسطين.

أما ما بعد هذا اليوم فقد شردت العصابات الصهيونية مليون عربي عن ديارهم وحلت محلهم من اليهود على حسابهم وعذبت ثم قتلت آلاف من الشيوخ والنساء والأطفال العرب.

وقد حرصت دول الاستعمار الثلاث على بقاء إسرائيل طيلة هذه المدة ووقفت في وجه العرب ضد أية محاولة منهم لإزالتها ليمحوا بذلك وصمة عار أحلت بهم في غفلة منهم.

وليس أدل على حرص الدول الاستعمارية هذا من تواطؤ بريطانيا وفرنسا مع إسرائيل في العدوان الثلاثي الغاشم على السويس عام 1956م إذ لولا تدخل بريطانيا وفرنسا من وراء الستار لاستطاعت الجيوش العربية أن تتخلص من دولة العصابات وتعيد الأرض السليبة إلى أهلها العرب.

إن الحرقة يضطرم لهيبها في قلب كل عربي على فلسطين ولن يخمد هذا اللهيب مهما باعدت السنون الطويلة بين يوم قيام إسرائيل ويوم إزالتها ومهما اعتقدت الدول الاستعمارية استحالة ذلك.

إن ظرفاً من الظروف لا بد أن يمر.. والظروف هي التي تحدد ساعات الصفر لاتخاذ الخطوة الحاسمة وحينها تكون الدول الاستعمارية التي تقف وراء إسرائيل اليوم عاجزة عن أن تمد يدها لإنقاذها بل تكون هي في حاجة إلى من يمد إليها يده لإنقاذها.

محمد علي باشراحيل

"الأيام" العدد 194 في 16 مايو 1965م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى