أعلنوا خروج المدينة عن الجاهزية

> أتابع كمواطن عن كثب المعلومات الواردة في وسائل الإعلام ومصادر الإنترنت حول الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الحالي لمدينة عدن الساحلية، التي أنهكتها أيادي عابثة تسخر من المواطن بشكل شبه يومي، وصل العبث والسخرية فيها إلى تكرار يومي لعبارة خروج محطة الكهرباء عن "الجاهزية"، حتى أضحت هذه الكلمات على صدر الصحف والمواقع الإخبارية اليومية مثل "السلام عليكم "، مع أن هناك حالات كثيرة خارجة عن الجاهزية في عدن لا تذكر، مثل أسعار المواد الغذائية والأدوية المزورة المهربة، والرواتب، وقنوات مجاري الصرف الصحي، وأسعار المشتقات النفطية والغاز ، وصرف العملة...إلخ.

بعض الأمور المؤلمة التي تقلق غالبية السكان في عدن، يجب التعبير عنها بشجاعة بعيدًا عن التسويف والكذب، ومن خلال تحديد الجاني ومعاقبته دون خوف أو محاباة، فالخدمات في المدينة اليوم تنهار الواحدة تلو الأخرى، وأمام أعين الجميع و"أوصياء المدينة " الجدد، ومن يقف خلفهم لا يستطيعون رؤية هذا الوضع، أو ربما فهمه؟ لأن أكثريتهم من خارجها، والآن في نعيم ولا يشعرون بحياة الجحيم التي يعيشها المواطن كل يوم، وعلى مدار 24 ساعة.

أداء المدينة في مؤشر العمل والحياة الحضرية صفر، وهناك انخفاض واضح للمعيشة بشكل عام، بسبب التوازن السيئ بين الدخل وتكلفة المعيشة، والحروب وانتشار الفساد وانقطاعات طويلة للكهرباء والماء، أضف عليها المنغصات اليومية من ارتفاع الأسعار اليومية للمواد الغذائية، وانتشار المخدرات، والطرقات المدمرة، وفيروس كورونا، وسعر قرص الروتي الذي يرتفع كل شهر، وغالبية السكان من مدني وعسكري بدون رواتب.

تحلوا يا هؤلاء بالشجاعة وأعلنوا المدينة بأكملها "خارج الجاهزية " ، وأنها أصبحت أتعس من قرية، تحاصرها القمامة وسوء الأحوال الصحية والبيئة والفساد...إلخ، أعلنوا أن الكهرباء والماء والميناء خارج الجاهزية، وأن الحكومة لا حول لها ولا قوة، وأن السلطة القضائية خارج الجاهزية، أعلنوا أن الطرقات ليست للسيارات؛ بل لعربات الحمير والجمال التي تملئ شوارع عدن، أعلنوا المدينة غير صالحة للسكن، ليس بسبب جغرافيتها وسواحلها النادرة؛ بل لأنها أضحت مرتعًا لفوضى العابثين من مدنيين وعسكريين، عبر الأطقم العسكرية، وناهبي الأراضي وتجار المخدرات.

أعلنوا أن الصراعات والفساد، وحرب الخدمات وعدم الاستقرار السياسي في عدن، حولتها إلى مدينة طاردة لسكانها، بعد إرهابهم و إفقارهم المنظم، أعلنوا أن عدن بمطارها ومينائها البحري وبنيتها التحتية والسكن والنقل والطعام والشراب والتعليم تتعرض للدمار الممنهج، تمهيدًا لواقع جديد بملامح غير معهودة على الصعيد الديمغرافي والعمراني لعدن، ولصالح أطراف لها مصالح خاصة من استمرار الوضع المزري الراهن، الخدماتي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى