مركز دراسات: طموح إيران بالوصول للبحر الأحمر أحد أسباب تدخلها باليمن

> «الأيام» غرفة الأخبار

> أكد موقع المشارق الناطق باسم القيادية المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط، أن الاهتمام الدولي الجديد بمنطقة البحر الأحمر مؤشر على أهميتها المتزايدة بشكل كبير، وما يستتبع ذلك من حاجة لضمان أمنها.

ونقل الموقع عن محللين قولهم، إن عمليات التطوير والتنمية الأخيرة لممر البحر الأحمر الذي يعتبر وصلة نقل واتصالات رئيسة تربط المنطقة بالعالم، قد جعلت من هذا الممر المائي منافساً قوياً للخليج العربي.

وازدادت أهمية المنطقة من الجانب التجاري والعسكري والسياسي، ويعود ذلك جزئياً لكونها الطريق الرئيسة التي يمر عبرها النفط القادم من العراق ومنطقة الخليج العربي، بغية وصوله إلى الأسواق العالمية.

وإضافة إلى سفن الشحن التي تنقل كل أنواع البضائع، فقد أصبح البحر الأحمر في السنوات الأخيرة ممراً لكبلات الألياف الضوئية، وبات يخدم كمسار حيوي تحت الأرض لطريق المعلومات العالمي السريع.

إلى هذا، المنطقة غنية بالموارد الطبيعية بينها احتياطات الغاز التي اكتشفت مؤخراً، ولم تبدأ عمليات استغلالها بعد.

وترتبط ثمان دول عبر مياه البحر الأحمر هي، مصر والسعودية والأردن والسودان واليمن وجيبوتي والصومال وإريتريا وإسرائيل.

وانخرطت هذه الدول في تشكيلات مختلفة من التعاون، بينها منتدى البحر الأحمر، كما دشنت بعضها عدة مشاريع تنموية وتجارية، وأخرى مرتبطة بالطاقة المستدامة، لاسيما السعودية ومصر.

ووفق وكالة "رويترز" للأنباء، تمر نحو 30 ألف سفينة عبر خليج عدن سنوياً، وهي في طريقها إلى قناة السويس عبر البحر الأحمر.

وبحسب هيئة قناة السويس، فقد مرت نحو 19 ألف سفينة من القناة عام 2020، بمتوسط يبلغ 51.5 سفينة يومياً.

وقال الخبير بالشؤون الإستراتيجية في جامعة القاهرة أيمن سلامة، إن "إلى جانب الأهمية التجارية والاقتصادية للبحر الأحمر، فهناك بعد أهم وأكبر لأهميته، وهو البعد الجيوسياسي والعسكري".

وأضاف أن قوى إقليمية وعالمية، مثل إيران والصين، باتت تعمل وتخطط "لتوسيع رقعة وجودها وأنشطتها" في ممر البحر الأحمر.

وأوضح أن الصين تقوم بذلك "عبر تنفيذ مشاريع تجارية"، تعمل إيران على تحقيق هذا الهدف "عبر الهيمنة السياسية والتدخل العسكري"، وتحديدا من خلال الحوثيين في اليمن.

وتابع أن "إيران حاولت مؤخرا لعب دور سلبي في منطقة باب المندب من خلال الحوثيين في اليمن".

فقد عمد الحوثيون المدعومون من إيران إلى شن سلسلة من الهجمات على السفن في البحر الأحمر باستخدام قوارب مفخخة، وهاجموا المنشآت النفطية، ومطاراً مدنياً في السعودية، إضافة إلى استهداف مرافق عسكرية في المملكة،"لكن إيران تواجه، إلى الآن، مشاكل تعيق تحقيق أهدافها بالبحر الأحمر"، وفقاً لسلامة.

ولدى دول الخليج، لاسيما الإمارات وقطر، اهتمام إستراتيجي متزايد بتأمين موطئ قدم لها في منطقة البحر الأحمر.

فالإمارات تعمل على تأسيس وجود عسكري لها في جنوب اليمن، حيث تدرب قوات الحزام الأمني، وأيضاً على أرخبيل سقطرى.

ووفقًا لتقرير أعده مركز بروكنجز الدوحة بعنوان "منافسات البحر الأحمر: الخليج والقرن والجغرافيا السياسية الجديدة للبحر الأحمر"، فإن قطر تمتلك أيضاً خططاً لتطوير ميناء حاويات ضخم في السودان.

وأكد سلامة أن الاهتمام الدولي الجديد بمنطقة البحر الأحمر يعد مؤشراً على أهميته المتزايدة بشكل كبير، مشيراً إلى "الدور الحيوي الذي تلعبه الدول المطلة عليه في رسم سياسيات وقرارات المنطقة ككل".

واستدرك أن، في ضوء هذا الواقع، "هناك حاجة إلى منع الدول الإقليمية، والدول خارج الإقليم أيضاً، مثل إيران والصين وروسيا، من مد نفوذها لهذه المنطقة تحديداً".

وقال مسؤول في وزارة الشؤون الخارجية السعودية، طلب عدم الكشف عن هويته، إن بوسع الولايات المتحدة أن تلعب دوراً في الحفاظ على ميزان القوى الإقليمي، وحماية منطقة البحر الأحمر من التوترات أو التهديدات.

وأشار إلى المناورات العسكرية المشتركة الناجحة والتعاون بين المملكة مع الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، وأيضاً مع دول خليجية أخرى ومصر.

البحر الأحمر أيضاً يمثل ممراً رئيساً للسفن التجارية، وللسفن الحربية التي تشارك في المعركة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، أو تنفذ سياسة الردع ضد أنشطة إيران المزعزعة للمنطقة.

وأضاف أن من المهم إبعاد البحر الأحمر عن أي تبعية أو نفوذ سياسي أو عسكري، سواءً من القوى الإقليمية، أو من بلد أبعد مثل الصين أو روسيا.

بدوره، قال الباحث بمركز الرافدين للدراسات الإستراتيجية، أحمد الحمداني، إن أحد أسباب تدخل إيران في اليمن ودعمها للحوثيين، هي طموحاتها في الوصول للبحر الأحمر.

وأضاف أن "امتلاك نفوذ في البحر الأحمر يعني امتلاك أدوات تفاوض وخيارات عسكرية وتجارية إضافية، وهو ما تطمح إليه إيران".

وأشار إلى أن معظم الدول المطلة على البحر الأحمر لديها علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، الأمر الذي يمكّنها من لعب دور الضامن كما فعلت في الخليج العربي.

وتابع أنه -لولا الأسطول الخامس الأميركي- لكانت إيران قد عاثت فساداً في مياه الخليج العربي، وعطلت التجارة والنقل فيه.

واستدرك قائلا: إن من المهم الالتفات للبحر الأحمر قبل أن تتمكن إيران أو غيرها من إقامة موطئ قدم لها فيه، مستغلة الأوضاع الأمنية والاقتصادية في بعض الدول المطلة عليه مثل اليمن وإريتريا والسودان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى