​اليمن: البحث عن سلام منفصل دعاية أم دبلوماسية سرية؟

>
اتفاقية  "السلام المنفصل" يبرمها بشكل منفرد أحد أعضاء التحالف المتحارب دون علم، أو بموافقة الحلفاء، بسبب صعوبات ومشاكل داخلية اقتصادية أو سياسية، بمعنى آخر يتم إبرام اتفاق سلام من قبل أحد المتحاربين عندما يقاتل كجزء من تحالف مع الطرف المعادي، وتحالف الحرب هو اتحاد دول ينسقون أعمالهم مع بعضهم البعض وهم في حالة حرب مع دولة أخرى أو ضد جماعة متمردة أو إرهابية.

اليوم الحرب الدائرة في اليمن تشارك فيها عدة أطراف محلية وإقليمية ودولية، ومساءلة ظهور اتفاق "السلام المنفصل" قائمة، ويجب ألا يتعجب أحد من بدء معالجة الوعي الجماهيري بطريقة عكسية داخل دولة ما من الدول المشاركة في حرب اليمن، حيث تكون خطاباتها بعيدة عن مفهوم مصالحنا وأمننا القومي ومواصلة القتال، و"كل شيء من أجل النصر" إلى السلام و"وقف الحرب على الفور".

إن أي مناقشة أو تسوية إقليمية ودولية في موضوعات الحرب والسلام في اليمن بشكل منفصل عن القضية الجوهرية المتمثلة بالجنوب وشعبه وحقوقه الأساسية، هي خطوة فاشلة وغباء سياسي  و دبلوماسي غير عملي وغير عادل، وسوف يتحول إلى آلية دعاية غير صحيحة عن الأوضاع في اليمن، ولن يؤدي دوره الرئيسي إلى إعطاء العالم فرصة لمعرفة من يهاجم من، ومن يدعم وينشر الإرهاب ومن يحاربه، ومن يهدد الملاحة الدولية والسلم العالمي، ومن يسعى إلى جعلها ممرات دولية آمنة.

الحراك السياسي والدبلوماسي الإقليمي والدولي النشط الأخير بخصوص اليمن، أظهر أن الرغبة في التفاوض بين الأطراف المتحاربة وإيجاد حلول "وسط"، قد بدأت تسود، ومنها ملامح اتفاق "سلام منفصل"، لكن يجب الحذر، لأن كل المحاولات السابقة لترويض جماعات "الحوثيين والإخوان" بشكل منفرد وإطعامها باليد، كقاعدة عامة تنتهي في الكثير من الأحيان "بدماء الضحايا الأبرياء".

اليوم، الحوثيون يضعون شروطاً تعجيزية لإفشال أي مفاوضات، لأن الحرب مصدر رزق لهم، بينما يضع الإخوان باسم "الشرعية اليمنية" في مفاوضاتهم مع المجلس الانتقالي، شروطاً صعبة التنفيذ من أجل البقاء على حالة الحرب والسيطرة على مناطق الثروات الجنوبية. المقرف أن يتعامل الطرفان "الحوثي والإخواني" مع شروطهم المتشابهة جداً والمطروحة في المفاوضات على أنها وصايا لا يمكن انتهاكها.

لدى الإخوان والحوثيين "حلم خفي ومستحيل"، مضمونه يقوم الأول بالسيطرة على الجنوب ويسلمه للثاني حاكم الهضبة، مقابل الفتات والصفح والرضا عن الأول، وسيظل "حلماً" بالنسبة للطرفين، لأن الجنوبيين أصبحوا أكثر إدراكاً لطبيعة الصراع الجيوسياسي لقبائل الهضبة والإخوان وأطماعهم، ولن يتنازلوا عن هدف استعادة دولتهم كاملة مع احترامهم لأي اتفاقات بما فيها "السلام المنفصل".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى