الصليب الأحمر مستعد لتقديم 28 مليون فرانك سويسري لليمن

> تغطية/ عبدالقادر باراس

> ​أبدى رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير، استعداد الصليب لإتمام عملية تبادل معتقلين بين جميع الفرقاء في القريب العاجل.
جرى ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد مساء أمس الخميس في مقر البعثة بالعاصمة عدن.

وقال ماورير إنه طالب أطراف الصراع، خلال زيارته هذه لعدن التي تعد الثالثة، طالبهم بالسماح للبعثة بالوصول إلى المعتقلين ومعرفة مصير المخفيين، موضحا أن هدف الزيارة الاستماع إلى المشاكل التي تعانيها المجتمعات المتضررة من النزاع.

وأكد على أن اللجنة الدولية مستمرة في مهام تعاطيها لملف المعتقلين (الاسرى) قائلا: "تنظر اللجنة الدولية للصليب الأحمر السماح بالوصول إلى جميع المعتقلين من أطراف النزاع في اليمن؛ لإيجاد فرص لتقديم الاحتياجات الإنسانية لجميع المعتقلين"، مشيرا إلى أن موضوع استعادة المفقودين والتعاون للتعرف عليهم جزء من مهام الصليب.

وقال ماورير، في إيضاح منه حول اللقاءات التي تمت مع الفرقاء: "خلال زيارتنا التقينا بالحكومة، وأمس (أمس) التقيت برئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، وبعدها سأذهب إلى صنعاء وصعدة، وسوف أغادرها يوم الاثنين"، وتابع: "هناك عمليات نستطيع أن نقوم ببعض منها، وليس تغطية كافة الاحتياجات، ونحن بحاجة إلى تعاون الجميع حتى نتمكن من تحقيق ذلك، فأعمال اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تمتد في مجالي الصحة والمياه والصرف الصحي لا تقتصر فقط على هذه الأعمال، وإنما نستطيع دعم الأعمال الأخرى، بالإضافة إلى كل ما يتعلق بالقانون الدولي الإنساني والانتهاكات والمقدرة للوصول إلى المسؤولين والقبليين".

وألمح إلى أن تعقيدات الوضع السياسي في اليمن لم تجعل تركيزهم فقط على المشاريع الأكثر أهمية، ولكن هناك مشاريع تنموية تساعد في البنى التحتية، من ضمنها مشاريع تنمية المجتمعات التي تعود بالفائدة وذات مردود عائد لتتمكن الأسر اليمنية من الاستفادة منها، حد قوله.
وتطرق رئيس اللجنة الدولية إلى ما قدمته بعثة الصليب الأحمر فيما يتعلق بجائحة كوفيد 19 لليمن قائلا: "شكلت جائحة كورونا قلقا كبيرا بالنسبة لليمنيين مثلهم مثل بقية مواطني العالم، وقد عملت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بكل إمكانياتها لإنشاء مركز لمكافحة فيروس كورونا في مستشفى الجمهورية بعدن، ولكن خلال زيارتي وجدت هنا لألفت انتباه المجتمع الدولي، ليس لإخراجها من كورونا، وإنما إلى حاجة اليمن إلى الاهتمام الكبير، وما تعانيه من احتياجات أخرى بعيدا عن كورونا".

وقال: "اليمن تعاني كثيرا من الحروب والصراعات، فهناك أكثر من 50 منطقة نزاع ملتهبة على طول الأراضي اليمنية، والسماح للجنة الدولية للصليب الأحمر في الوصول إلى تلك المناطق هو أساس عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر حتى تتمكن من تقديم خدماتها واحتياجاتها إلى المتضررين من النزاع".

ودعا ماورير المجتمع الدولي للوقوف إلى جوار الشعب اليمني لحاجته إلى المساعدات والتبرعات الإنسانية، " 80 في المائة من المجتمع اليمني بحاجة إلى دعم كبير، وهناك 20 مليون بحاجة إلى المساعدات الغذائية، وهناك شيء مهم جدا ورسالة أريد أن أوصلها للإقليم والمجتمع الدولي، هو حاجة اليمن إلى زيادة تعاونهم وتبرعهم بتقديم المساعدات بشتى المجالات"، مضيفا: "قبل أن تسألوني عن الاحصائيات وعن أعمالنا، اللجنة الدولية للصليب قريبة جدا لمناطق النزاع وقريبة جدا من مناطق الاحتياج، ونحن نحاول دوما أن نكون أكثر قربا في مختلف مناطق النزاع باليمن".

وأجاب رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير، عن أسئلة الصحفيين، حيث كان رده لمراسل إذاعة مونت كارلو بعدن نشوان العثماني، عن مدى أولوية اليمن  للصليب الأحمر الدولي من حيث الاحتياج، قال: "بالنسبة للجنة الدولية للصليب الأحمر، يأتي وجودها في اليمن ضمن إطار الدول الرئيسية الخمسة المتأثرة بالصراعات والنزاعات كسوريا والعراق وأفغانستان، وهناك أرقام أولية تشير إلى أن لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميزانية خلال هذه السنة مايقارب 30 مليون دولار تستطيع أن تقدمها لليمن".

وعن إمكانية لقاءاته بزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، بصورة مباشرة، وعن إمكانية الوصول إلى كافة المحتجزين من الأسرى في سلطة الأمر الواقع في صنعاء، أجاب: "لا نستطيع أن نخبركم بمن سنلتقي، لكننا سنلتقي بالقيادات العليا من أنصار الله في صنعاء، وبالنسبة للوصول إلى المعتقلين، نحن نزور السجون في اليمن، وزرنا عددا كبيرا، لكن هناك مشكلة في الوصول إلى جميع المعتقلين الذين لديهم عواقب النزاع، وخلال زيارتنا اجتمعنا وسنجتمع بكل المسؤولين المعنيين، وسنطرح معهم أهم النقاط للسماح لنا بالوصول إلى جميع المعتقلين الذين لديهم علاقة بالنزاع المسلح باليمن".

وفي ما يتعلق بمعرفة اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن أرقام محددة لعدد الأسرى لدى طرفي النزاع، والإشكالات التي تعيق جهود مهام اللجنة لإنهاء مشكلة الأسرى، أوضح: "بخصوص إحصائيات المعتقلين التي لدينا، لا يمكن أن تكون لدينا أرقام دقيقة وموثقة، إذا لم يكن لدينا الفرصة للوصول إلى جميع المعتقلين، وفيما يتعلق عن الإشكالات التي تعيق مهام اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إطلاق سراح المعتقلين، مهمتنا تتعلق بتسهيل إطلاق سراح المعتقلين، وليست مهمتنا إطلاق المعتقلين، وإطلاق سراحهم هي مسؤولية جماعية تعود لأطراف الصراع، ومهمة اللجنة في المقام الأول زيارة مراكز الاعتقال والتعرف على أحوال ظروف المعتقلين والمحتجزين، وفي وضعنا الحالي نأمل الوصول إلى نقاش بين المتحاورين مثلما حصل في اتفاقية استكهولم بإطلاق الأسرى، كما أنه في الآونة الأخيرة حدثت نقاشات حول مسألة المعتقلين بين العائلات وحتى بين القبائل، وفي الوضع الحالي لتبادل المعتقلين يعود إلى جميع السلطات في التعاون فيما بينهم مثلما حصل إطلاق الأسرى في المرة الأولى عددهم 1052 معتقلا في أواخر السنة الماضية، ونحن في اللجنة الدولية جاهزون لتسهيل وتقديم الدعم بين الفرقاء لإطلاق الدفعة الثانية من المعتقلين، وعلى الجميع العمل سريعا لإنهاء هذا الموضوع في القريب العاجل".

وأشار ماورير خلال إجابته عن أحد الأسئلة إلى أنه خلال لقاءه عيدروس الزبيدي، لم يتطرق الأخير إلى موضوع نقل مقر البعثة الرئيس من صنعاء إلى عدن، " أتذكر خلال زيارتي منذ سنوات كان عدد الموظفين قليلا جدا، ولكن خلال زيارتي هذه وجدت عدد الموظفين الحاليين لا يمكن أن يتسعوا في هذه القاعة، وهذا يشير إلى التطور الكبير الذي شهدته بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن وفي عدن، وأريد أن أشير أيضا إلى نقطة إضافية، نحن موجودون في الشمال أو الجنوب أو الشرق أو في أي مكان آخر، ونؤكد أن اللجنة الدولية موجودة حيث الاحتياج موجود، وحيث الوصول والسماح لها، وهاذان الأمران أساسيان، فالأمر الأول الاحتياج، والثاني القدرة على الوصول، ويحددان حجم عمل اللجنة في أماكن كثيرة حول اليمن".

وفي معرض رده حول الجهود التي تبذلها اللجنة الدولية في صنعاء في مكافحة جائحة كوفيد 19 (كورونا)، قال: "تبذل اللجنة الدولية قصار جهودها في توصيل الادوية إلى المحتاجين، ونحن هنا لم ندخل في صميم عملنا إذا كان المرض منتشر أو لا، ولكننا نبذل مجهوداتنا من خلال تقديم الإجراءات الوقائية، كما أود أن أشير إلى الأعمال الجليلة للهلال الأحمر اليمني فنحن وهم على تواصل في مكافحة الجائحة، وهم الشريك الوطني للجنة الدولية للصليب الأحمر، كما أريد أن أشير إلى نقطة إيجابية عن موضوع الهلال الأحمر سواءً اليمني أو في أفغانستان أو في ليبيا وفي أكثر من الدول، حيث وجد الانقسام في تلك البلدان نتيجة الصراعات المجتمعية، ولكن في أماكن الهلال الأحمر في تلك البلدان نجدها موحدة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى