حولت شغفها إلى عمل تجاري نافع.. سلوى وركائز النجاح الخمس

> عملت سلوى من اليمن على إظهار فائدة التعليم لجيرانها، فقد أصبح الأطفال في مجتمعها قادرون على اكتساب المهارات الأساسية من خلال أساليب تدريس حديثة وممتعة، بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة كير الدولية..
في منزلٍ صغير مليء بأطفال لم يبلغوا سن الدراسة، يلعبون والسعادة تغمرهم، التقينا بسلوى، امرأة عصامية، تبلغ من العمر اثنين وثلاثين عاما من محافظة لحج، جنوب اليمن. أرادت سلوى أن تحكي قصتها، والركائز الخمسة التي ساعدتها على النجاح، حتى تشجع الآخرين كي تصبح أحلامهم أكبر، كما فعلت هي.

الركيزة الأولى: اكتشف قدراتك
تقول سلوى: في الوقت الذي كنت أتألم فيه بسبب عدم قدرتي على إكمال تعليمي الجامعي، زادت الرغبة بداخلي أن أعمل وأساعد الآخرين.
تعيش سلوى مع والديها وأربعة أشقاء وشقيقتين في مديرية تبن، محافظة لحج. لم تتمكن سلوى من الالتحاق بالجامعة بسبب الوضع المالي الصعب الذي تعيشه الأسرة، أقل من 100 دولار أمريكي هو كل ما تعتمد علية الأسرة.

تقضي سلوى وقتها في رعاية والدتها التي تعاني من الإعاقة، إلى جانب تعليم أطفال الحي القراءة والكتابة. تمكنت سلوى من اكتشاف إمكاناتها الحقيقية. تشرح سلوى قائلةً: "رغبتي في مساعدة هؤلاء الأطفال على تحسين مستوى تعليمهم هي التي أثارت اهتمامي وكانت دافعا وفرصةً كي أحصل على مصدر دخل".
سلوى وطلابها
سلوى وطلابها

وأضافت: "يجب أن تعرف النساء مقدار الثروة الفكرية والعملية التي يملكنها داخل أنفسهن".

الركيزة الثانية: ابحث عن شخص لتوجيهك وخطط لمشروعك
في عام 2021، علِمت سلوى بمبادرة مشتركة من قبل منظمة كير الدولية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تهدف إلى مساعدة اليمنيين على خلق فرص عيش مستدامة.
لطالما كانت سلوى شغوفة بالتعليم ومتحفزة لتحسين الظروف المعيشية لها ولأسرتها، ولحسن الحظ، تم اختيارها كمشاركة.

تقول سلوى: حصلت على تدريب لستة أيام. وحفاظا على سلامتنا من جائحة كورونا، تم إجراء التدريب عبر تطبيق الواتس آب، وكان مفيدًا للغاية. لقد تعلمنا كيفية إدارة المشاريع الصغيرة، وفي ذلك إدارة الشؤون المالية، الأرباح والمبيعات، وأهم ما تعلمته هو أن يكون للمشروع الصغير أثر على المجتمع. كنت أفكر في بدء مشروع تجاري ربحي مثل النقش، ولكن بعد التدريب، ساعدتني توجيهات المدرب القيّمة على إعداد فكرة وخطة مشروعي الخاص، حينها قررت أن افتح روضة لتعليم الأطفال الصغار، فلطالما حلمت بذلك".

الركيزة الثالثة: إقناع الآخرين برؤيتك
من أكبر التحديات التي تعيق رائدات الأعمال في اليمن الدعم المالي. تم تدريب سلوى وآخرين على إعداد خطط لمشاريعهم الصغيرة وتقديمها للحصول على التمويل. وإيمانا برؤيتها، تم اختيار سلوى لتلقي منحة مالية من خلال مشروع مشترك لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة كير الدولية.

تصف سلوى فرحتها قائلة: "لقد كنت سعيدة للغاية في اللحظة التي علمت فيها أنني أحد الفائزين بمنحة مالية مقدارها 336 ألف ريال يمني (ما يعادل 600 دولار أمريكي). ذهبت إلى المنزل لإبلاغ عائلتي. كنا متحمسين للغاية، فذهبنا مباشرة إلى المدينة واشترينا الطاولات، الكراسي، السبورات وأدوات التدريس الأخرى. التحق بالروضة 42 طالبا. أتقاضى 4000 ريال يمني عن كل طالب، وأحصل على دخل شهري قدره 168 ألف ريال يمني، أي ما يعادل 280 دولارا أمريكيا".
برنامج الأمم المتحدة الانمائي
برنامج الأمم المتحدة الانمائي

الركيزة الرابعة: أَحِط نفسك بالأشخاص الداعمين لك
يحتاج أصحاب الأعمال الصغيرة إلى كثير من الدعم لتحقيق النجاح، سواء كان ذلك دعما ماليا أو تشغيليا أو عاطفيا.
تقول سلوى: "الحمد لله، كان دعم عائلتي لي غير محدود، أختي تساعدني في رعاية الطلاب، وأنا ممتنه دائما لدعوات أمي التي لا تفارقني، ناهيك عن والدي الذي يقف دائما بجانبي.

يقول محمد، والد سلوى: "أرادت ابنتي فتح روضة أطفال في المنزل. لم أعترض، بل شعرت بالفخر ودعمتها".

الركيزة الخامسة: طور نفسك باستمرار
تحكي سلوى عن مسيرتها قائلة: "لقد مر ما يقرب من سبعة عشر عامًا منذ أن بدأت في تعليم الأطفال في غرفة معيشة صغيرة في منزل والديّ، ولم أفقد شغفي في تعليمهم أبدًا".
وتُعبّر سلوى عن رأيها في التدخل: "لقد خدم هذا المشروع الناس في منطقتي وكذلك عائلتي، لقد حصلنا أخيرًا على دخل يساعدنا على العيش بشكل أفضل".

ساعد الشغف والتفاني والعمل الجاد، بالإضافة إلى دعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة كير الدولية، من خلال البرنامج المشترك لدعم سبل العيش والأمن الغذائي في اليمن (الصمود الريفي 2)، سلوى على إظهار فائدة التعليم لجيرانها، فقد أصبح الأطفال في مجتمعها قادرون على اكتساب المهارات الأساسية من خلال أساليب تدريس حديثة وممتعة.

تقول إحدى الأمهات: "أحيانًا، ترفض ابنتي العودة إلى المنزل، وتُفضل البقاء في روضة الأطفال. و تقول إحدى جيران سلوى: "أشعر بالأمان عند إرسال أطفالي إلى الروضة والذهاب إلى العمل دون أن أشعر بقلق. منذ زمن طويل، درس ابني وابنتي على يدها، وهم يدرسون في الكلية الآن".
تختم سلوى قصتها قائلةً: "أشعر بالفخر لأنني حولت شغفي الشخصي إلى عمل تجاري ناجح. آمل في توسيع روضة الأطفال في مبنى أكبر وتعليم المزيد من الطلاب".

"تم تنفيذ هذه الأنشطة كجزء من البرنامج المشترك لدعم سبل العيش والأمن الغذائي في اليمن (الصمود الريفي 2) بالشراكة مع منظمة كير الدولية، أوكسفام، مؤسسة التنمية المستدامة، مؤسسة تنمية القيادات الشابة، مؤسسة الألفية للتنمية ومؤسسة من أجل الجميع. يهدف البرنامج إلى تعزيز قدرة المجتمعات المتضررة من الأزمات على الصمود من خلال خلق سبل عيش مستدامة والوصول إلى الخدمات الأساسية".

"برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى