اتركوها للنساء

> تشير الدراسات العالمية إلى أن كلما زاد عدد النساء في السلطة والسياسة كان الأفضل حل قضايا الحماية الحقوقية والاجتماعية والسلم والتنمية، ويؤدي في النهاية إلى تحسين نوعية الحياة في البلاد.

المرأة اليمنية ممثلة تمثيلاً ناقصاً للغاية في الإدارات والمؤسسات الحكومية، أما في مراكز السلطة فلا يوجد حضور لها، وذلك لسيطرة الرجال على المجالات الريادية في البلاد، أضف إلى ذلك النظرة الخاطئة لدور المرأة في بناء المجتمع وربطها بالمحرمات، الأمر الذي جعل الكثير من النساء المتعلمات والمثقفات يميلن إلى أن يكونن "في الظل"، للعمل "خلف الكواليس"، بينما يخشى الكثير من أنهن قد يفتقرن إلى المعرفة والمهارات، على الرغم من أن مستواهن التعليمي غالبًا ما يتجاوز مستوى الكثير من الذكور النافشة ريشها ورؤوسها فاضية.

من الضروري تقبل حقيقة أن الناس هنا لديهم نظرة ذكورية مسيطرة تجاه السلطة وهو حاجز داخلي مدمر فرضته العقلية الذكورية ذاتها من خلال تكرار وتعميم الصورة النمطية عن أنفسهم بأنهم السوبر والأقوياء والحكام الوحيدون على المجتمع اليمني، وطالما أغرق هؤلاء الرجال البلاد في مستنقع الحروب والفساد والمجاعة والفقر والنهب والتخلف، فلماذا لا تعطى فرصة للمرأة في تجربة إدارة الدولة؟، وخاصة أن اليمن لديها تجارب ناجحة لنساء يمنيات حكمت اليمن بكفاءة وبراعة مثل الملكيتين أروى، وبلقيس التي ورد ذكرها بالقرآن في سورة النمل، وكذلك في التوراة.

إن تأثير الذكور على عدد النساء في السياسة ملموس للغاية في اليمن، ومن وجهة نظر نفسية يجد معظم الرجال اليمنيين صعوبة في قبول المكانة العالية للمرأة، لذلك من الأفضل لنا السعي لإحضار شخصيات نسوية بارزة من وراء الكواليس إلى المقدمة وهن موجودات وكفاءة، من أجل إصلاح أوضاع البلاد بعد أن دمرتها العقلية الذكورية التي تؤمن بالحرب أكثر من السلم والتنمية، ولكي يكون ذلك ممكناً فمن الضروري أولاً إيجاد طريقة للحد من التأثير الضار للرأي العام والصور النمطية السوداء عن المرأة اليمنية.

فقدت المرأة الجنوبية طيلة فترة الوحدة اليمنية التأثير والمشاركة في بناء الدولة والمجتمع بعد أن كانت جزءاً من حياتها قبل الوحدة وقبل الاستقلال كذلك، والآن يمكن أن تأتي إلى السياسة فقط من خلال الديمقراطية والنشاط في القضايا ذات الأهمية الاجتماعية والاقتصادية كما تفعل دول تقف فيها المرأة على رأس السلطة، حيث يتم حل المشكلات الاقتصادية والسياسية و الاجتماعية للسكان بشكل أفضل من الرجال مثل أنجيلا ميركل مستشارة ألمانيا، وإلين جونسون سيرليف رئيسة ليبيريا، وكريستينا فرنانديز دي كيرشنر رئيسة الأرجنتين، وميشيل باتشيليت رئيسة تشيلي، ومايا ساندو رئيسة جمهورية ملدوفا، وكيرستي رئيسة استونيا، وحليمة يعقوب رئيسة سنغافورة، وهناك وزراء دفاع في الدول الإسكندنافية وفي إسبانيا وفرنسا من النساء.

انتهاك حقوق المرأة هو سمة من سمات الأنظمة الاستبدادية، وهناك اتجاه عالمي مثبت يقول، إن الرجال يفضلون إستراتيجيات القوة ما يسمى بـ "المنطق الحديدي" للسلطة، بينما تفضل النساء "المنطق الناعم"، وهذا يعني أن القوة والمال مهمان بالنسبة للرجال، وبالنسبة للنساء، فإن التفاهم المتبادل مهم، وبالتالي فإنهن يسترشدن بحل توافقي للقضايا بعيداً عن دافع القوة والسلاح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى