أطباء بلا حدود: خط المواجهة في تعز.. تماس يعمق معاناة المدنيين

> عدن «الأيام» خاص:

> يعاني المئات من الأهالي القاطنين في منطقة التماس في مدينة تعز من ويلات الصراع الدائر بين الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة الحوثيين للعام السابع على التوالي، وتشهد نقطة التماس أحداثا عسكرية بين حين وآخر، لأنها تفصل بين أجزاء واسعة من المدينة باتجاه الجنوب تسيطر عليها القوات الموالية للحكومة والحوبان المدينة الصناعية الواقعة تحت قبضة الحوثيين.

هذه المواجهات تنعكس سلبا على سلامة المئات من الأهالي وتفاقم معاناتهم يوما تلو الآخر، هذا خلاف ضحايا القذائف العشوائية التي تسقط على منازلهم وأحلامهم في آن، الألغام هي الأخرى عمقت مآسي الحياة، وعقدت ظروف العشرات من الأهالي العاجزين عن مغادرة مناطقهم تلك التي تشهد أسوأ أحوالها منذ بدء الحرب.

وفاء ثلاثينية أعياها الوقوف على الأطلال، تتحمل عبء أختها التي أخذت القذيفة بصرها في طرف من نهار، تقول بهزيمة أخت وعجز أم: "صعب أن أنسى لحظة إصابة أختي بالقذيفة، كان أسوأ موقف في حياتي، كل ما قصفوا كنت أهرب أنا وأختي لنختبئ ويختبئ أطفالي تحت البطانيات وهم خائفين".

تتأقلم وفاء مع مخاوفها، لكنها لا تستطيع أن تخفي المعاناة من ملامحها، خاصة لحظة تذكرها حال شقيقتها التي أعدمتها الحرب الحياة الآمنة التي حلمت بلوغها كثيرا.

وتعد وفاء واحدة من مئات الفتيات اللاتي تتضاعف معاناتهن إثر المعارك التي تعيشها تعز، ومع فشل المساعي السياسية بين الأطراف تتسع رقعة الوجع في منازل المدنيين، وتكبر خيبة الأمل في ديارهم الهشة التي حولتها الحرب إلى ركام، حتى أن كثيرا من الأسر أصبحت تسكن بيوتا مكشوفة لا أمن فيها ولا يبدو فيها أمل لحياة كريمة.

ومنذ اندلاع المواجهات من العام 2015م لا يكاد يمر يوم دون مأساة في تلك الحدود العسكرية التي تجزئ المدينة بل الحياة، وتخنقها بالقصف العدائي دون شفقة. "كنت بالمستشفى السويدي أعالج ابنتي من الصرع، ويضيف تركتها مع والدتها وذهبت لأقترض المال من جيراني، وعند خروجي، أطلق قناص النار علي وأصاب كتفي الأيسر، وغطى الدم جسمي وأنا هارب دست على لغم أرضي فانفجر، وخسرت ساقي ولم يلتفت لدعم أحد، وليس لدي القدرة على شراء طرف صناعي أستند عليه". هكذا سرد هشام مشقته ومواجعه من المستشفى حيث ترقد ابنته إلى خشية ترك زوجته بمفردها، ثم إصابته في الكتف، وقد بالغ السوء في بياض هشام حيث انفجر به لغم قبيل عودته نحو المستشفى لعلاج نفسه من رصاصة القناص، و أضرار اللغم الذي انفجر بساقه، جعله الوجع ينسى مرض صغيرته التي ترقد في المستشفى ذاته.

ومع استمرار الحرب يستحيل توقف المعاناة عند هذا الحد، وقد تتسع الفجوة نحو السيء بل الأسوأ وسط تراكم الأزمات المعيشية والاقتصادية والسياسية في اليمن بشكل عام وتعز بشكل خاص، تتصاعد دعوات هؤلاء المدنيين رغبة في الحصول على حياة حميدة لا قاسية يطغى فيها الموت على الحياة، فهل من مجيب؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى