قمة بغداد.. هل تخفف التوتر بين إيران والسعودية؟

> دبي «الأيام» حسين قايد:

> حرب اليمن قطعت العلاقات بين البلدين في 2016
دعا العراق إيران ودول إقليمية أخرى، بما في ذلك دول الخليج العربية، إلى حضور قمة في بغداد بهدف تهدئة التوترات التي دفعت بالجانبين إلى حافة الصراع الصريح في السنوات الأخيرة.
ويقول مسؤولون لوكالة "رويترز"، إن الاجتماع، الذي سيبحث الحرب الدائرة في اليمن وانهيار لبنان وأزمة المياه على مستوى المنطقة، ربما يخطو خطوة صوب تقارب سعودي إيراني رغم أن الدولتين لم تعلنا بعد مستوى تمثيلهما في القمة.

وصرح مسؤول مقرب من رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، لوكالة رويترز، "حتى إذا جمعنا وزراء الخارجية على طاولة واحدة، فمن الممكن أن يعتبر ذلك انفراجاً لإنهاء التوترات بين الإيرانيين وعرب الخليج".
بينما يرى المحلل السعودي عبدالله العساف، أن هذه قمة إيجابية تأتي في توقيت مناسب تعاني فيه منطقة الخليج والإقليم بشكل عام من التوترات.

ويقول العساف في تصريحات لموقع قناة "الحرة" إنه خطوة جيدة أن تجلس دول الخليج وإيران على طاولة المفاوضات برعاية رئيس الوزراء العراقي، وهو الشخصية المقبولة من جميع دول المنطقة، على حد تعبيره. لكنه أكد أن المشكلة ليست في انفتاح طهران على الحوار بل في "العقائد الخطيرة لها للتوسع على حساب دول المنطقة".

ويأمل المسؤولون العراقيون أن يحضر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي ينتمي لغلاة المحافظين الاجتماع المقرر عقده يوم السبت، ويتوقعون حضور وزراء من دول خليجية من بينها السعودية والإمارات.
حتى الآن، تأكدت نية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمصري عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني عبد الله الثاني، في حضور قمة بغداد التي يفترض أن تعقد نهاية الشهر الحالي. وكانت الكويت هي الدولة الخليجية الوحيدة التي أكدت مشاركتها وأنها سترسل رئيس وزرائها.
كانت العراق قد أرسلت دعوات إلى إيران والسعودية وتركيا والإمارات وقطر، لكن أياً من الدول هذه، لم تؤكد بعد حضور زعمائها أو ممثلين عنهم إلى بغداد.

قمة "استعراضية"
من جانبه، يشكك المحلل السياسي الإيراني، حسين رويران، في جدوى هذه القمة، ويرى أنها كانت مفاجئة وتتم بدون تحضيرات مسبقة، ولا يتوقع منها أي نتائج كبيرة لأن حضور الزعماء لها أمر مشكوك فيه، مشيرا إلى أن الرئيس الإيراني لن يحضر إلا إذا حضر زعماء المنطقة مثل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس التركي رجب طيب أردوجان.

وأضاف رويران في تصريحات لموقع قناة "الحرة" أن القمة جاءت مرتجلة وستكون استعراضية أكثر من أن تصبح محطة تغير شكل العلاقات بين دول المنطقة.
ويقول رويران، إن جمع الدول المتعارضة على طاولة واحدة خطوة جيدة، لكنها "ليست إنجازاً"، مؤكداً أن لكي تصبح هذه الخطوة إنجازاً، لا بد من أن تتبعها خطوات أخرى للتفاهم، وأشار إلى أن المؤشرات ليس مشجعة لحدوث ذلك.

وذكر رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، الثلاثاء، أن "مؤتمر بغداد سيكون تتويجاً لجهود العراق دبلوماسياً، وتأكيداً لحرص الحكومة على تطوير علاقات العراق الخارجية، التي وصلت إلى مستوى متميز"، مضيفا، بحسب بيان رسمي، أن "الحكومة العراقية حظيت بقبول على المستوى الدولي".
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن "مصادر من محيط رئيس الوزراء" تأكيدهم على أن القمة تهدف إلى منح العراق "دوراً بناء وجامعاً لمعالجة الأزمات التي تعصف بالمنطقة". لكن العراق هو ذاته يعاني من أزمات مرتبطة بسياسات تلك الدول في العراق.

تركيا على سبيل المثال، تشن عمليات عسكرية مستمرة شمالي العراق، بهدف ملاحقة حزب العمال الكردستاني، قتل في آخرها مدنيون، بالإضافة إلى قادة إيزيديين في الحشد الشعبي العراقي، الذي يتبع رسميا رئاسة الوزراء.
كما أن ملف المياه يمثل تحديا آخر، في البلاد التي تعاني من درجات حرارة مرتفعة في الصيف، ونقص واردات المياه بشكل يحرم المحافظات الجنوبية، مثل البصرة، من المياه النظيفة العذبة. وتشترك إيران مع تركيا في المسؤولية عن ملف المياه كذلك، بالإضافة إلى ملفات أخرى.
وبالنسبة لإيران، فإن ملف دعمها لميليشيات مسلحة في البلاد يعقد المشهد بشكل كبير.

استكمال لمحادثات أبريل
ويتوقع العساف أن ترسل الرياض وزير خارجيتها الأمير فيصل بن فرحان، ممثلا عنها في هذه القمة، وقال: "هذا تمثيل عظيم".
وكانت التوترات بين السعودية وإيران قد تزايدت بعد اعتداء وقع عام 2019 على منشآت نفطية سعودية أدى إلى توقف نصف الإنتاج النفطي السعودي لفترة وجيزة. وحملت الرياض إيران مسؤولية الهجوم غير أن طهران نفت صحة هذا الاتهام.

ويؤيد كل من البلدين طرفا مختلفا في الحرب الدائرة في اليمن وقطعا العلاقات في 2016، لكنهما استأنفا المحادثات المباشرة في العراق في أبريل الماضي.
وتشعر السعودية بالقلق من إحياء إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، المحادثات النووية التي قد تفضي إلى تخفيف العقوبات المفروضة على طهران وترى في التواصل وسيلة لاحتواء التوترات دون التخلي عن مخاوفها الأمنية من الهجمات التي تحمل مسؤوليتها لإيران وحلفائها، وفقاً لرويترز.

وذكر سياسي مقرب من رئيس الوزراء لوكالة "رويترز"، أن العراق الذي استضاف اجتماعات خاصة بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين في وقت سابق من العام الحالي تلقى "إشارات إيجابية" من طهران ودول الخليج تفيد باستعدادها لمزيد من المحادثات المباشرة.
بدأت الرياض وطهران المباحثات المباشرة في أبريل لاحتواء التوترات، بينما أجرت القوى العالمية مفاوضات لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران.

بدوره، قال رويران إن الجولات الخمس بين ممثلين الدول التي جرت في أبريل لم تنتهِ إلى شيء وكانت خالية الوفاق.
بينما يرى العساف هذه القمة هي استكمال للمحادثات التي جرت في أبريل، مؤكدا أنها "خطوة إيجابية لتقريب وجهات النظر بين الدولتين".

كانت السعودية قالت إنها تريد أفعالا يمكن التحقق منها من إيران. وفي وقت سابق من الشهر الجاري قال الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وزير الخارجية السعودي، إن إيران ازدادت جرأة، وتتصرف بطريقة سلبية في الشرق الأوسط بما في ذلك اليمن ولبنان وفي بحار المنطقة.
وتجري الإمارات حليفة الرياض اتصالات منتظمة مع إيران سعياً لتخفيف التوترات منذ 2019 في أعقاب هجمات على ناقلات في مياه الخليج.
ويقول العساف، إن من الأفضل جلوس الطرفين على طاولة المفاوضات منفردين، للانفتاح على بعضهما البعض بعيداً عن الشركاء الأجانب.

"الحرة"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى