زواج للقاصرات.. نشاطات مريبة للبعض.. "الأيام" تزور مراكز تجمع النازحين بعدن

> تقرير/ عبدالقادر باراس:

>
  • الفقر والعادات يدفعان النازحين بتزويج بناتهم القاصرات
  • معظم زواج القاصرات مرتبط بعادات موروثة وظروف معيشية ولا يرون خطورتها.
زواج القاصرات في اليمن ليس مرتبط بظروف الحرب أو نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية التي يعيشها المواطن اليمني، فهناك أسر شجعت وبعض منها أجبرت على الدفع ببناتها إلى الزواج المبكر، وبحسب فهمهم بأنها ضرورة للاستقرار المعيشي، ولا يعتبرونه جُرمٌ بتزويج بناتهم في سن مبكر، إنما هي عادات مترسخة عند الكثيرين بمقتضى التقاليد، أو أنها في أحيان أخرى تكون طمعًا بمال يقدمه الزوج لبنتهم.
نازحة قاصرة متزوجة
نازحة قاصرة متزوجة

وظاهرة زواج القاصرات على الرغم من أنها تراجعت نوعًا ما قبل الحرب نتيجة تحرك منظمات المجتمع المدني بالنزول الميداني وتوعية المجتمع بخطورتها، وبأنها تجعل الفتاة القاصرة المتزوجة أمام مسؤولية يصعب تحملها، ولا تتناسب مع قدراتها العقلية والجسمية والنفسية والتعليمية، كما نبهت كثير من المنظمات الدولية بأن تلك الظاهرة انتهاك مباشر لحقوق الإنسان، وتحول الفتيات إلى مجرد سلع تباع وتشترى في تعدًّ واضح على كل الاعتبارات الأخلاقية، وضد كل المعاني المرتبطة بإنسانية الإنسان.
إحدى النازحات بمخيم عمار بن ياسر
إحدى النازحات بمخيم عمار بن ياسر

الأماكن التي يتفشى فيها تزويج القاصرات هي مخيمات النازحين، وفي عدن تكثر المراكز والمخيمات المكتظة بالنازحين، ومعظمها واقعة في ضواحي شمال عدن وتحديدًا بمديرية دار سعد، ومدينة الشعب ومديرية البريقة، إلى جانب وجود مراكز أخرى في محافظات لحج وأبين، غالبيتهم نزحوا من مناطق النزاع المسلح في المحافظات الشمالية.
نازحة قاصرة متزوجة
نازحة قاصرة متزوجة

قمنا بحصر الفتيات القاصرات من النازحات من المحافظات الشمالية وتحديدًا من الحديدة اللاتي تزوجن في مركز المخيمات بمديرية دار سعد بالعاصمة عدن، ولاحظنا انتشار تلك الظاهرة وهي بازدياد نتيجة الفقر والعادات والتقاليد السائدة، ولعدم تمكن أولادهم من الحصول على فرص تعليم مما دفع أهاليهم إلى تزويج بناتهم القُصر نتيجة ظروف معيشتهم.
مخيم عمار بن ياسر
مخيم عمار بن ياسر

وللبحث عن معرفة أسباب حدوث زواج القاصرات التقت "الأيام" بعدد من النازحات لمعرفة ارتباط زواجهن بظروفهم المعيشية، وهل له علاقة بإقدام أسرهم إلى تزويجهن في سن مبكر أو أن الظاهرة على علاقة بالعادات والتقاليد السائدة في المجتمع نفسه، والتي بات جزءًا منها موروثًا، حيث تبين من أحاديث النازحات أن الكثيرات منهن اعتبرن زواجهن أمرًا عاديًا وتم برضاهن، والبعض تم إجبارهن على الزواج وإرغامهن على الموافقة.
مخيم المعهد السعودي
مخيم المعهد السعودي

> تروي نرمين عصام، قصة تزويجها في سن 14 عامًا، والتي أجبرها والدها وإخوانها على الزواج في 2015م دون رضاها على شخص من عدن عمره في الخمسينات، ولكن الزواج باء بالفشل، ولم يستمر أكثر من شهر فتطلقت منه، لعدم موافقتها على الزواج وإرغامها عليه، وانتقلت إلى والدتها في الحديدة، وتعرفت حينها على رجل تزوجته برضاها وأنجبت منه 3 أولاد. ثم أتت إلى عدن من ضمن الذين أتوا كنازحين.
نازحة قاصرة متزوجة
نازحة قاصرة متزوجة

> كذلك بالمثل البنت فاطمة محمود حسن، عمرها 16 عامًا، قالت بأنه تم عقد قرانها منذ شهر، ووالدها هو من دفع بها إلى الزواج.
> تقول ربيعة حسن لـ "الأيام": "إنها تزوجت في سن الـ 16 عامًا، على ابن خالها، وهو نازح ويعمل حمالًا، واعتبرت أن سن زواجها مناسب، ولا ترى أن هناك خطورة أو جريمة في حقها، واعتبرت أنها تزوجت برضاها وسعيدة مع شريك حياتها؛ لأنها اختارته بنفسها ".
نازحة قاصرة متزوجة
نازحة قاصرة متزوجة

> زهرة عبده علي عبده دحمان، عمرها 19 عامًا، وهي حامل في شهرها الثامن، تزوجت وكان عمرها 12 سنة في تعز، وانتقلت مع زوجها إلى الحديدة، وبعدها نزحت إلى عدن، وتوضح زهرة عن تلك الظاهرة بالقول: "عندنا في عادة الزواج هو أنه يجب علينا أن نوافق، وهي عادة بمجرد أن تبُلغ البنت يتم تزويجها مباشرة".
نازحة قاصرة متزوجة
نازحة قاصرة متزوجة

> نعمة خليل جبران علي أحمد الجارش، عمرها 17 عامًا تزوجت قبل 3 أشهر، من أحد النازحين، عمره 21 عامًا ويعمل حمّالًا، قالت بإن أهلها من سعوا بتزوجيها وبرضاها.

> سهام سالم، 15عامًا، تزوجت قبل عام، حينها كان عمرها 14 عامًا، تقول هي من اختارت شريك حياتها النازح معها، وعمره 16عامًا، ويعمل حمَّالًا، انتقل بعدها إلى الخوخة ليعمل هناك حمّالًا.
نازحة قاصرة متزوجة
نازحة قاصرة متزوجة

> أسماء حسن 16 عامًا، تزوجت برضاها دون إكراه من جارها الذي يبلغ 37 عامًا، حين كان عمرها 13، وبحسب قولها بإن أهلها يريدون سترها.

> هدى محمد أحمد، 16عامًا، زواجها كان باختيارها ووالدها كان رافض، لكنه وافق على زواجها من نازح يعمل حمّالًا.
مياه للنازحين بمخيم عمار بن ياسر
مياه للنازحين بمخيم عمار بن ياسر

> رئيس الوحدة التنفيذية والمسؤول عن النازحين بمديرية دار سعد بعدن، محسن المزجاجي، تحدث عن أوضاع النازحين بمخيمات المديرية بالقول: "تأسست مخيمات لإيواء النازحين في منتصف 2017م بعد أن اشتدت المواجهات العسكرية في الحديدة اضطر كثير من سكان المناطق الواقعة في مناطق المواجهات ترك منازلهم بسبب اشتداد المعارك على الثلاث المديريات وهي (الحالي، والميناء، والحوّك) فنزحوا منها، وكان وجهة أكثرهم إلى عدن، وعدد قليل نزحوا إلى صنعاء. ومع بداية نزوحهم في 2017م كان أول من استقبلهم الشخصيات الاجتماعية والسلطة المحلية بعدن، كان معظمهم من دون مأوى في الشوارع، وليس لديهم مكان يسكنون فيه، بعدها تم إيوائهم في مخيم عمار بن ياسر كأول مركز، ومع اشتداد ضراوة المعارك في مناطقهم ازدادت أعدادهم والبعض منهم مكثوا عند أهاليهم وبعضهم في أماكن أخرى وكلما وجدوا مكانًا أقاموا فيه".
مخيم عمار بن ياسر
مخيم عمار بن ياسر

وتابع حديثه: "الآن توجد كثير من مخيمات النازحين في عدن، مثلًا في مديرية دار سعد هناك خمسة مراكز مخيمات منها، (عمار بن ياسر وفيه 260 أسرة نازحة، وعثمان وفيه 160 أسرة نازحة، وحوش درهم وفيها 303 أسرة نازحة، والمعهد السعودي المقابل لسوق الكراع أكثرهم عددًا من حيث عدد الأسر النازحة، فهم 321 أسرة، وآخر في مدينة السلام، وهو الأصغر، وفيه 20 أسرة)، جميع تلك المراكز والمخيمات بالمديرية تابعة لوحدتنا التنفيذية، ضمن الوحدات التابعة للوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين التي تقوم على إدارة جميع مخيمات النازحين على مستوى المحافظات المحررة في اليمن، كما أن للسلطة المحلية دور كبير في استقبال وإيواء النازحين وتنظيمهم وتفقد أوضاعهم. إلى جانب ذلك يوجد مخيمين في البريقة وآخر في مدينة الشعب.
رئيس الوحدة التنفيذية والمسئول عن النازحين بمديرية دار سعد بعدن، محسن المزجاجي
رئيس الوحدة التنفيذية والمسئول عن النازحين بمديرية دار سعد بعدن، محسن المزجاجي

وعن الصعوبات التي يواجهها النازحون يقول المزجاجي: "جميعهم عانوا أشد المعاناة عقب وصولهم إلى عدن، بعد أن تركوا منازلهم ورحلوا ولم يحملوا معهم شيئًا، عدا قلة منهم أخذ أمتعته الخفيفة، فلم يجدوا مأوى ولا من يطعمهم ويسقيهم".
ازدياد النازحين غالبًا ما يؤثر بحرمانهم من مواصلة تعليمهم، حيث يؤكد المزجاجي بالقول: "كثير من النازحين حرموا من التعليم، وسرقت سنواتهم، وقد حدث تسرب لكثير من أطفال النازحين وبالذات الفتيات، وحرموا من تلقي التعليم بسبب ظروف نزوحهم ولم يستطيعوا مواصلة دراستهم".
مخيم عثمان
مخيم عثمان

وحول تلقي النازحين الدعم والمساعدات من المنظمات، يؤكد المزجاجي بالقول: "عملت منظمة "سيف ذا شيلدرن" مشروع تعليمي يخدم نازحي مخيم عمار بن ياسر، فقامت ببناء أربعة فصول إلحاقيه لهم في مدرسة مصعبين القريب من المخيم، بهدف دعم الطلاب النازحين في المستوى الابتدائي، والمشروع مستمر وله ثلاث سنوات".
مخيم حوش درهم
مخيم حوش درهم

وأضاف: "كما هناك منظمة "إنتر سوس" تقدم مساعدات مالية من خلال تسجيل المستفيدين وفق معايير تعمل عليها، فهي تستهدف شريحة معينة وهم الأكثر تضررًا وكذا المرضى والمعاقين من النازحين".

وفيما يتعلق بدور المنظمات وما تقدمه للنازحين في المجال الصحي أفاد المزجاجي: "تعمل منظمتا "كير" و "أدرا" بإرشاد النازحين في مجال التوعية الصحية والنظافة، إلى جانب تقديمهم سللًا صحية ومنظفات وأدوات صحية، فمنظمة "كير" تعمل في مراكزنا ومتواجدة بشكل مستمر قرابة خمسة أشهر بينما أدرا بدأت نشاطها منذ الشهر الماضي".

وعندما يتعلق الأمر بمعرفة المنظمات بزواج القاصرات، أجاب المزجاجي بالقول: "ليس للمنظمات المرتبطة بتقديم المساعدات لمراكزنا أي دراية عن زواج الفتيات في سن مبكر".

وعن تساؤلات الشارع بوجود ظاهرة عودة النازحين المسجلين في السجلات أثناء مناسبات معينة كالأعياد إلى مناطقهم ومحافظاتهم التي هربوا منها بسبب الحرب ومن ثم يعودون إلى مراكز الإيواء في عدن بعد انتهاء المناسبات.. هل يهدفون من ذلك للتكسب أو لأغراض أخرى؟، أجاب المزجاجي: "حقيقة هناك بعض الأسر تعود إلى أماكن يتواجد فيها أهاليهم في مناطق ليست فيها مواجهات، هناك بعض الأسر من خارج المخيمات تلجأ للعودة فقط لتفقد منازلهم أثناء فترة الهدنة، أما الذين هم خارج المخيمات من النازحين فليس لدي أي معلومات عنهم، فهناك نازحون لكنهم يعملون فيستطيعون التحرك".

ووصف المزجاجي أوضاع النازحين في المديرية بالقول: "غالبية النازحين كما ترونهم يعيشون في المخيمات، والبعض منهم استأجر منازل، ومن هم في المخيمات يعانون أشد الصعوبات، كونهم لا يتحصلون على المساعدات، خاصة في هذه الأيام بسبب قلة الدعم، تقريبًا إلى الآن لم يتحصلوا حتى على سلة غذائية منذ قرابة عام، ويواجهون صعوبات، فيضطر البعض للعمل، كون المساعدات لا تصلهم باستمرار وإنما تصلهم في مواسم، أغلبهم يعملون في أعمال شاقة وآخرون لجأ للتسول".

وردًا على سؤالنا حول شكاوي من النازحين بحدوث مضايقات من قبل العسكر أو وجود حالات اغتصاب تعرضت الفتيات النازحات، أو بمعلومات عن ازدياد أعداد حالات تزويج الفتيات القاصرات (السن المبكر) في مراكز الإيواء، أجاب المزجاجي: "نعم هناك حالات زواج، لكن ليس لدينا فكرة عن أعمار المتزوجات من الفتيات، ولم تصلنا بلاغات أو شكاوي تؤكد بوجود حالات زواج قسري لفتيات قاصرات، فقط معرفتنا بإتمام زواجهم وقيامهم باحتفالات الزواج، وفيما يتعلق بتعرض الفتيات للاغتصاب لم يحدث عدا محاولة واحدة من محيط النازحين أنفسهم في (مخيم عثمان) لكنها لم تتم وأنقذت الفتاة، أما مضايقات العسكر تلقينا شكاوي في الفترة الأخيرة من النازحين وتم حلها، حيث كانت سببها فرض أفراد من العسكر إتاوات على بعض النازحين يطلبون ألفين أو ثلاثة آلاف ريال مقابل إدخال الكهرباء".

> وتنفي المسؤولة عن اللجنة المجتمعية في مخيم عثمان، أم ماجد، وجود حالات زواج قاصرات في مركزها بالقول: "لا وجود لحالات زواج للقاصرات في مخيمنا، وإنما كانت توجد حالتين فقط تتراوح أعمارهن بين 14 – 15 عامًا، تزوجتا من نازحين، واحدة تزوجت من قريبها، وبعدها غادرا إلى الحديدة".

> وفي مخيم حوش درهم التقت "الأيام" بعاقل المركز سعد جماعي إسماعيل، تحدث عن حال المخيم والصعوبات التي يواجهها النازحون قائلا: "أتينا إلى هذا المخيم قبل سنتين وسبقونا نازحين، ومخيم حوش درهم كما ترونه، حيث يعيشون في صنادق (أكواخ) ويعاني النازحون الكثير من المشاكل، لعدم وجود مأوى مناسب لهم، فيتعرضون لتسرب المياه أثناء هطول الأمطار، والقليل مما نستلمه من المساعدات لا يكفينا، فالمنظمة الفرنسية "فرانس إسلامك" يقدمون لنا مواد غذائية، أما منظمة "إنترسوس" تقدم مساعداتها في الحماية فقط وفق معاييرها. وبسبب ظروفنا هناك الكثير من الطلاب لم يتمكنوا من مواصلة دراستهم وتوقفوا عن الدراسة، بينما القليل استمروا".

وأضاف: "يتم إبلاغنا لو وجدت حالات وفيات أو زواج أو انتقال نازحين، نعم هناك حالات زواج تحدث بين النازحين ويتزاوجون من نفس المخيم أو من مخيم آخر، كل ذلك يتم عبر تصاريح من الشرطة، وبحضور القاضي الذي هو الأساس، حيث يتم إحضاره من أقرب حي للمخيم الذي يقيم فيه".

وأكد جماعي، بوجود زيادة في حالات زواج الفتيات القاصرات (السن المبكر) و"عادة ما يحدث زواج ما بين فترة وأخرى ما بين أسبوع أو أسبوعين في مخيم حوش درهم، وغالبًا الفتاة هي من تختار شريكها، ويتممان الزواج بموافقة أهاليهم، وتكون الأسباب إما اجتماعية أو للستر على ابنتهم أو لشدة الحاجة يفضلون أن تستتر على ظهر رجل يعمل ويتحمل تكاليف معيشتها".

> في أثناء تجوالنا في مخيم المعهد السعودي، والذي هو عبارة عن مبنى في طور التشطيب لكنه دُمر أثناء الحرب في عدن مع دخول الحوثيين 2015م والمخيم قريب من جولة الكراع، التقت "الأيام" بمشرف الوحدة الصحية المتنقلة في معظم المخيمات، د. محمد عبدالحليم، يقول: "نحن مسؤولين على العربات المتنقلة، فمثلًا في مديرية دار سعد لدينا عربتين متنقلة، فأنا مسؤول عن ثلاث إلى أربع مخيمات منها مخيمي درهم والمعهد السعودي (الكراع) ومخيم المدينة الخضراء، ونعمل وفق جدول زمني لكل مخيم زمني، مثلًا نمكث هنا ليومين أو ثلاثة بحسب عدد المترددين، وبعدها ننتقل إلى مخيم آخر، كما لدينا فريق مكون من أربع مشرفات منها، مشرفة تغذية مهامها متابعة حالات سوء التغذية بين الأطفال، ومشرفة للصحة الإنجابية التي تقوم بمتابعة النساء الحوامل اللواتي لديهن أمراض، أيضًا لدينا مشرفة لتحصين الأطفال غير المحصنين (المواليد الجدد) الذين يجب تحصينهم، وكما لدينا مشرفة للرعاية التكاملية لصحة الطفل، ومهمتها متابعة الأطفال أقل من خمس سنوات".

> وتفيد القابلة في الصحة الإنجابية التابعة للوحدة الصحية المتنقلة، ابتسام محمد سالم، لـ "الأيام" تأكيدها بوجود كثير من حالات زواج القاصرات (في سن مبكر) في معظم المخيمات، حيث تقول: "هناك حالات زواج مبكر في كثير من المخيمات أكثرهن في سن 19 سنة، ما بين 15 إلى 19 سنة وهذا يشكل خطورة على صحتهن".
الوحدة الصحية المتنقلة في معظم المخيمات
الوحدة الصحية المتنقلة في معظم المخيمات

> يصف سليمان محمد الهندي مسؤول موقع للوحدة التنفيذية بمخيم المعهد السعودي – الكراع، عن وضع المخيم، بالقول: "في هذا المخيم يوجد قرابة 321 أسرة نازحة، وهو أكبر مخيم من حيث العدد على مستوى العاصمة عدن، مكتظ بالنازحين منذ مايو 2018م وبحاجة إلى طرابيل، وكما تشاهدون المبنى هيكله مدمر، كما يشكو المخيم من عدم توفر المياه، ولا يستلم المساعدات، ولا حتى مواد غذائية منذ قرابة ستة أشهر، كانت آخر مساعدة تلقاها نازحو المخيم في أواخر شهر شعبان، مما يضطر البعض منهم يعمل بنفسه في البحث عن لقمة العيش".

ويوضح الهندي عدم تعرض النازحين في مخيمهم للمضايقات، كما نفى وجود زواج لفتيات قاصرات، وأن الزيجات تتم ما فوق السن القانوني المحدد بـ18 عامًا.
مضيفًا: "بأن كثيرًا من الفتيات النازحات متعلمات، والمتعلمات يشكلن خمسة في المائة من الإجمالي، كما أن البعض منهن يضطرن للبحث عن عمل، وبعضهن تدربوا على أشغال يدوية، وأخذوا دورات تدريبية في مجال الخياطة والكوافير وبعضهن يبحثن عن العمل في البيوت كشغالات".
سليمان محمد الهندي مسؤول موقع للوحدة التنفيذية بمخيم المعهد السعودي
سليمان محمد الهندي مسؤول موقع للوحدة التنفيذية بمخيم المعهد السعودي

> لفهم سير دور المجلس الانتقالي الجنوبي في مخيمات النازحين بالمديرية يقول أحمد عمر تريس، وهو مكلف من المجلس بالإشراف على النازحين في نطاق مديرية دار سعد: يقول: "مهامنا تلمس هموم ومشاكل النازحين، وفي حالة حدوث مشكلة مع النازحين يستدعي تدخلنا لحلها حتى مع الأمن أو الحزام بالمديرية، أو حتى مع اللواء الرابع أو القطاع الثامن بالحزام الأمني، كل تلك الجهات نتواصل معها بهذا الصدد".
أحمد عمر تريس، المكلف من المجلس الانتقالي بالاشراف على النازحين في نطاق مديرية دار سعد
أحمد عمر تريس، المكلف من المجلس الانتقالي بالاشراف على النازحين في نطاق مديرية دار سعد

ويضيف: "الآن يوجد في كل مخيم لجانًا مجتمعية، ويبلغ عدد كل لجنة مجتمعية 13 فردًا في كل لجنة من المخيم، ويقومون بالحراسات الليلية"، وعمَّا قدمه المجلس الانتقالي للنازحين، قال تريس، أهم شيء وفرنا لهم الأمن والاستقرار بالمديرية وهذا أهم شيء. كما يتم إبلاغنا عن أي صعوبات أو مشاكل ونقوم خلالها بالتواصل مع الحزام الأمني، كما نقوم بتسليم كشوفات النازحين للجهات الأمنية، وحاليًا لدينا أكثر من 458 أسرة نازحة من المؤجرين في الدار الشرقية لوحدها".

وعن سؤالنا باستلامه بلاغات وشكاوى من النازحين يشكون من مضايقات أو تصرفات العسكر، أجاب: "بالطبع هناك إشكالية حدثت من قبل أفراد من العسكر نظرًا لقلة وعيهم وصغر سنهم وبعضهم لا يتحلى بسعة صبر والبعض منهم لا يفهمون الوضع، وعندما تقدموا بشكاوى حاولنا تخفيض نسبة العسكر في المخيمات".

وأكد تريس عن صحة قيام أعداد من النازحين بالسفر إلى مناطقهم أثناء عطلة العيد ومن ثم العودة قائلا: "عندما نسألهم عن سبب سفرهم يقولون بأنهم يذهبون إلى مناطق محررة لزيارة أهاليهم، ولكن هناك أشياء تدور ما وراء الكواليس لا نعلم بها".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى