كيف ستستفيد الصين من خروج أمريكا من أفغانستان؟

> ​رأت مجلة أمريكية، أن قرار الرئيس جو بايدن، سحب قواته من أفغانستان في إطار سياسة واشنطن لتقليل تدخلاتها في الشرق الأوسط سيؤدي إلى زيادة نفوذ الصين في المنطقة.
وأعربت مجلة ”أتلانتيك“ في تقرير نشرته السبت، عن اعتقادها أن ”علاقات الصين مع معظم دول المنطقة تتسارع بشكل كبير نظرا لنهج بكين في ضخ استثمارات كبيرة في هذه الدول“.

وأشارت إلى أن الصين تحافظ على ”علاقات متوازنة مع دول معادية لبعضها بعضا وعدم تقديم محاضرات في الديمقراطية لدول المنطقة مثلما تفعل الولايات المتحدة“.

وقالت إنه على ”الرغم من سياسة واشنطن تقليل وجودها في الشرق الأوسط إلا أن هناك معركة نفوذ كبيرة تدور رحاها بين الصين والولايات المتحدة في المنقطة سواء أكان الأمر يتعلق بإنفاق الصين على البنية التحتية في دول المنطقة من خلال مبادرة الحزام والطريق، أم تعطشها للنفط، أم تماسكها مع الأنظمة الاستبدادية وأعداء أمريكا“.

وتابعت المجلة ”يجب أن يفكر بايدن في كيفية ربط أولويات سياسته الخارجية وهي الصين والديمقراطية بمنطقة الشرق الأوسط، ولماذا يجب الابتعاد كثيرا عن المنطقة إذ يمكن أن يقوض عمله على المسرح الدولي“.
وأضافت ”أصبح هذا الأمر أكثر إلحاحا وصعوبة في أعقاب الصور المدمرة للانسحاب الأمريكي الفوضوي من أفغانستان، والشكوك التي ألقتها الكارثة على التزام إدارة بايدن بالقيم والمشاركة الدولية“.

الصين والمنطقة
وأوضحت ”أتلانتيك“، أن ”توقيع الصين على صفقة استثمار وتجارة بمليارات الدولارات مع إيران، أو مغازلة المملكة العربية السعودية من أجل الموارد النفطية تثير أسئلة حقيقية في الشرق الأوسط“.
وتتمحور هذه الأسئلة ”حول ما إذا كان التعاون مع الصين يمكن أن يفيد المنطقة وماذا يعني ذلك بالنسبة للنفوذ الأمريكي المتآكل بشكل سريع“.

ولفتت إلى أن ”الوجود الصيني المتنامي في الشرق الأوسط أصبح يتخذ طابعا ينذر بالسوء بالنسبة لواشنطن التي تتساءل عن تقنيات المراقبة التي تبيعها الصين بالفعل للأنظمة الاستبدادية في المنطقة ومن بينها أصدقاء أمريكا، كما فعلت في إيران“.
وأشارت إلى أنه ”على عكس أمريكا، فإن تعاملات الصين مع الشرق الأوسط لا يعيقها تاريخ من العداء مع دول معينة، مثل العلاقات المضطربة بين الولايات المتحدة وإيران وسوريا“.
”كما أن الصين لم تتباطأ بسبب لجان تشريعية تطالب بالمساءلة عن المساعدات الخارجية والمعونات العسكرية للحلفاء“، وفق المجلة.

لا محاضرات عن الديمقراطية
وبينت أنه ”في الوقت الحالي، أتاح نهج بكين، الذي يركز على الاقتصاد ويخلو من المحاضرات حول الديمقراطية للصين الاستفادة من الموارد والفرص المعروضة في المنطقة والعمل مع الدول التي يعادي بعضها بعضا، مثل: إسرائيل، وإيران، دون التورط في سياسات الشرق الأوسط الفوضوية“.
واعتبرت المجلة الأمريكية في تقريرها أن ”الصين تستفيد بشكل كبير من ضمان أمريكا للأمن في منطقة الشرق الأوسط، لأنها تشكل أكبر مصدر للنفط للصين ومنطقة ذات أهمية إستراتيجية تغذي نموها الاقتصادي وطموحاتها في آسيا“.

وقال التقرير، إنه في المقابل، تستطيع بكين تقديم مبالغ استثمارية ضخمة ظاهريا لدول المنطقة.
وأضاف ”إذا كانت أمريكا تريد أن تواجه الصين في الشرق الأوسط، فعليها أن تنظر في مجالات إستراتيجية مهمة والفرص والتحديات التي يقدمها كل منها“.

إيران وسوريا
ولفتت ”أتلانتيك“ إلى أن ”المجال الأول هو غير قابل للإصلاح من وجهة النظر الأمريكية وهو أن دولا، مثل: إيران، وسوريا، تقف بقوة في المعسكر المعادي لأمريكا“.
وأوضحت أنه ”لا فائدة من محاولة جذب حكوماتها بعيدا عن الصين على الرغم من أن بايدن يجب أن يتذكر أن السوريين والإيرانيين ما زالوا ينظرون لأمريكا من أجل اكتساب الشجاعة لمواجهة القمع في بلادهم“.

وأشارت إلى أنه ”في ظل العقوبات والعزلة عن جزء كبير من الاقتصاد العالمي، ترى دمشق وطهران أن بكين تقدم قروضا واستثمارات، وسوقا لنفطهما وحوافز أخرى“.

وأوضح التقرير الأمريكي، أن ”المجال الثاني هو حلفاء أمريكا“، مشيرا إلى أنه ”في  الرحلة ذاتها التي وقع خلالها وزير الخارجية الصيني وانغ يي، على الاتفاق الثنائي مع إيران، سافر أيضا إلى المملكة العربية السعودية وتركيا والإمارات والبحرين وسلطنة عمان – وهي الدول التي تتمتع فيها الولايات المتحدة بعلاقات سياسية وعسكرية واقتصادية قوية“.

وزاد ”يقودنا ذلك إلى المجال الثالث وهو شعوب الشرق الأوسط، ففي منطقة كان فيها للولايات المتحدة مثل هذا الوجود الضخم على مدى العقود القليلة الماضية، وهي مكروهة ومحبوبة – أحيانا من قبل الأشخاص أنفسهم، في الوقت ذاته تبدو الصين كتهديد أقل… لكن لدى أمريكا فرصة نادرة لكسب هذا المجال“.

واعتبرت مجلة ”أتلانتيك“، أن الضرر الذي ألحقته أمريكا بسمعتها نتيجة طريقة انسحابها من أفغانستان عميق جدا.
وأضافت ”لكن احتمال قيام رابطة من الأنظمة الاستبدادية في المنطقة بمساعدة أدوات القمع الصينية، هو بديل مخيف“.

ورأت أنه ”بينما تتقرب بكين من الحكومات الاستبدادية في الشرق الأوسط بمن فيهم أصدقاء أمريكا وأعداؤها فإن لدى واشنطن فرصة لإعادة التفكير في كيفية تعاملها مع المنطقة“.
وتابعت ”إذا قدمت الصين نموذجا للازدهار الاقتصادي في ظل الحكم الاستبدادي، فهل تستطيع الولايات المتحدة مواجهتها برؤية أكثر إيجابية؛ أي رؤية تأخذ _أيضا_ في الاعتبار تطلعات جيل الشباب إلى العدالة وسيادة القانون والحكم“.
وختمت المجلة تقريرها بالقول ”تظل القيم حجة أمريكا الرابحة، لكن يجب على واشنطن أن تعمل بجهد أكبر الآن لإثبات هذه القضية، خاصة في الشرق الأوسط، حيث يمكن أن تخوض منافسة عالمية مع الصين ويمكن أن تفوز بها“.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى