محلل سياسي: إيران استشفت أن الصبر الأميركي بدأ ينفد تجاه مماطلتها المفاوضات

> «الأيام» غرفة الأخبار

>
​قال الكاتب والمحلل السياسي السعودي طارق الحميد: "بدون مقدمات أعلنت إيران على لسان وزير خارجيتها دعوة كافة الأطراف المعنية بملف المفاوضات النووية للقاء قريباً، كما أعلنت أن لديها حلاً للأزمة في اليمن، فلماذا هذا الحرص الإيراني الآن؟”.

وأضاف خلال مقاله المنشور في صحيفة "الشرق الأوسط" أمس الأحد بعنوان "إيران وخشية الخطة «ب»" الواضح أن إيران استشفت أن الصبر الغربي بدأ ينفد تجاه المماطلة الإيرانية، وتحديداً الأميركي، وليس ذلك لأن واشنطن حازمة تجاه المواقف الإيرانية، وإنما بسبب الضغط الإسرائيلي، وضغط الواقع السياسي الداخلي بأميركا. الإدارة الأميركية بعد سقوط أفغانستان بيد طالبان وانسحابها المهين والمربك، باتت لا تتحمل أزمات جديدة بملفات كبرى مثل الملف الإيراني، ولأسباب حزبية داخلية قد تؤثر على الديمقراطيين بالانتخابات النصفية المقبلة.

وبالتأكيد أن إيران قرأت جيداً كيف صوّت مجلس النواب بأغلبية واضحة لصالح تشريع لتقديم مليار دولار لإسرائيل لتحديث منظومة «القبة الحديدية» للدفاع الصاروخي، ما يقول لطهران إن تأثير تل أبيب بواشنطن قوي.

وتابع: الأمر الآخر الذي جعل إيران تتحرك الآن، ولو لكسب الوقت، هو الحديث عن اجتماعات أميركية – إسرائيلية لتجهيز الخطة «ب» في حال لم تتجاوب إيران مع الغرب تفاوضياً بالملف النووي، ويضاف إلى ذلك الإعلان عن زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي للمنطقة، ومنها السعودية. ويبدو أن هذه الزيارة هي ما دفع إيران إلى الإعلان الآن، والأكيد بشكل دعائي، عن خطة للحل في اليمن، يضاف إلى ذلك اجتماع وزير الخارجية الأميركي بنظرائه الخليجيين في نيويورك علي هامش اجتماعات الأمم المتحدة، وحديثه عن أهمية هذا التحالف الأميركي الخليجي لمواجهة الإرهاب، والتخريب بالمنطقة.

وأردف: بالنسبة لليمن تفعل إيران ذلك بعد أن أثبتت السعودية للمجتمع الدولي ككل، وقبله اليمنيين، حرصها على اليمن، وقامت بتقديم عدة مبادرات عطلتها إيران من خلال الإرهابيين الحوثيين، وعليه، وبسبب كل ما سبق، فإن إيران تحاول التحرك الآن للخبطة الأوراق، وقطع الطريق على الخطة «ب»، ومحاولة إرباك واشنطن وحلفائها في مفاوضات فيينا التي تحاول إيران الحصول فيها على أكبر قدر ممكن من التنازلات، تفعل إيران ذلك كونها لاحظت رغبة أميركية واضحة لتحقيق الاتفاق، وبأي ثمن، ومن المؤكد أيضاً أن إيران تفاوض الولايات المتحدة وعينها على الطريقة التي أجرت بها واشنطن مفاوضاتها مع طالبان.

وأضاف: بالتالي فإن طهران تطمح للحصول على أكبر جزء من الكعكة، وهذا الجزء هو النفوذ بمنطقة الشرق الأوسط، وقد يشكك البعض في المصداقية الأميركية حول التحالف مع دول الخليج، وهذا أمر طبيعي، حيث إن أوروبا نفسها تشكك الآن في مصداقية واشنطن، لكن في حال منطقتنا فإن نقطة الارتكاز هي إسرائيل التي لن تتخلى عنها الولايات المتحدة، ولن تتركها وحيدة تنكل بإيران، وتفسد الاتفاق النووي دون تنسيق، خصوصاً أن لإسرائيل عمقاً استخباراتياً واضحاً داخل إيران، ومؤسساتها، وأجهزتها.

واختتم مقاله قائلاً: لذلك فنحن أمام حرص إيراني للعودة إلى الحلبة، ليس التزاماً، وإنما لقتل الوقت، وتجنب الخطة «ب»، والتي إن حدثت ستكون لإسرائيل فيها اليد الطويلة، وهذا لن يكون أمراً مجدياً لإيران إطلاقاً، لأن طهران لا تفهم إلا لغة القوة، وإسرائيل الوحيدة الراغبة بفعل ذلك، وتتحين الفرصة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى