هل يتحمل حزب الإصلاح فشل الشرعية اليمنية سياسيا وعسكريا

> "الأيام" سبوتنيك

> في الآونة الأخيرة كثرت التحليلات السياسية والحملات الإعلامية التي تحمل حزب التجمع اليمني للإصلاح، التابع للشرعية والمكون الرئيس لقواتها المسؤولية الكبرى عن الإخفاقات العسكرية في الجبهات.
وكذلك الأزمات الاقتصادية وإطالة أمد الحرب عن طريق التفاهمات مع جماعة "أنصار الله"، علاوة على إشعال الأوضاع في الجنوب.

فهل يتحمل الإصلاح وحده إخفاقات الشرعية؟
بداية، يرى المحلل السياسي اليمني، صلاح بن لغبر، أن مشكلة حزب الإصلاح أو نهجه لا يختلف عن نهج الجماعة الأم في الإقصاء ومحاولة أخونة كل شيء.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أنه منذ سقوط نظام علي عبدالله صالح، في العام 2011، عملت جماعة الإصلاح، التي استطاعت الهيمنة بشكل أو بآخر، على السيطرة على مفاصل السلطة، عبر زرع عناصرها في كل أركان الدولة، وفيها الجيش، وهو النهج الذي أدى إلى انهيار البلاد، ومكن جماعة الحوثيين "أنصار الله" من السيطرة عليها.

وتابع المحلل السياسي أنه "بعد الانقلاب في العام 2014، استمر حزب الإصلاح في نفس النهج، ولنا أن نتخيل أن نصف قادة ألوية الجيش الوطني وكتائبه هم من مدرسي المعاهد العلمية والمدارس التي يديرها ويمتلكها الحزب، لذا فمن الطبيعي أن يكون حصاد هذا النهج هو الفشل، بعد أن انفضت كل القوى تقريبا من مائدة الشرعية أو أقصيت، بما فيها فصائل المقاومة التي قاتلت الحوثيين، حتى وصلنا إلى معادلة مفادها أن السلطة الشرعية هي الإصلاح والإصلاح هو الشرعية".

وأشار ابن لغبر، إلى أنه من الواضح أن الحزب لجأ مؤخرا إلى عقد صفقات من تحت الطاولة مع الحوثيين، ظهرت بتسليم مناطق واسعة وجبهات في شمال وشرق البلاد إلى الحوثيين دون قتال.

أما ما يتعلق بالوضع في عدن وما حدث من اشتباكات بين قوات تابعة للانتقالي وآخرين منشقين فيقول بن لغبر: "بخصوص أحداث عدن الأخيرة، فقد تأكدنا اليوم من مصادر موثوقة أن قادة الخلية الإرهابية الذين فروا من عدن، آوتهم الحكومة الشرعية وقيادات عسكرية تابعة لحزب الإصلاح في أبين، وهذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن أولئك يقفون وراء تسليح ودعم تلك الخلية الإرهابية".

من جانبه، يقول رئيس مركز جهود للدراسات، عبدالستار الشميري، إنه في اعتقادي أن حزب الإصلاح اليمني، وهو الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، ومنه ينبثق الذراع العسكري أيضا، قد مارس خلال فترة الحرب اليمنية دورا مزدوجا.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن حزب الإصلاح، من خلال الدور المزدوج الذي لعبه، شارك ضمن مكونات الشرعية من ناحية، واستفاد من الحرب لصالحه، فقد سعى منذ الوهلة الأولى لدخوله في الحكومة ووجود على محسن الأحمر نائبا للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، كممثل للإصلاح والعمود الرئيس له في اليمن، حاول الحزب من خلاله الاستحواذ على الجيش وبناء قوات خاصة به، وهنا حجر الزاوية، فقد أصبحت الألوية العسكرية تشرف عليها قيادات غير مؤهلة ولا تمتلك الكفاءة، ومعظمهم ليسوا عسكريين، بل تنظيميين في الإصلاح، ومن هنا بدأ تكوين الجيش الخاص تحت مظلة الشرعية.

وأشار رئيس مركز جهود إلى أن الجيش الخاص الذي كونه الإصلاح، لم يكن يحارب الحوثيين في الواقع، بل كانوا يحصلون على العدة والعتاد من التحالف، ويقومون بتخزينه وخذلان المعركة مع الحوثيين، والمتتبع لواقع المعارك طوال السنوات الماضية لا يجد جبهة في تعز أو مأرب أو حتى في الجنوب كان يقودها حزب الإصلاح حققت مكاسب على الأرض ضد الحوثيين، هذا في الفترات الأولى، علاوة على ذلك كان يتم الزج بكل عناصر الحزب في كل مفاصل الدولة.

وتابع الشميري: عندما أدار الإصلاح محافظتي تعز ومأرب، وهما المحافظتان اللتان لا تزالان تحت إدارة الحزب، ذهب إلى الصدام بالآخرين وارتكاب أشياء تفوق ما يحدث في المحافظات الشمالية، كل تلك الأشياء كانت تسقط الحزب شعبيا على الأرض وتحدث حالة من السخط الشعبي ضده.

أما دور الحزب فيما يتعلق بجنوب اليمن فيرى الشميري، أن الجنوبيين أدركوا مبكرا أن الإصلاح لا يحرر، بل يبني مكتسبات خاصة مالية وعسكرية، لذا حاولوا إزاحة كل كوادر الإصلاح من معظم محافظات الجنوب، ويمكن أن يتم استثناء شبوة من ذلك، كما أدرك الحوثيون أن وجود الإصلاح يخلخل كيان الشرعية ويزرع الخلاف، فاستفادوا من ذلك واستثمروه.

وأوضح مدير مركز جهود أنه في العامين الأخيرين حصلت توافقات سرية وضمنية بين الحوثيين والإصلاح برعاية قطرية وتركية لقيادات في الخارج، وأحيانا حدثت لقاءات ما جعل هناك تفاهمات حول بعض الجبهات بينهما من أجل إغلاقها أو تهدئتها تماما، وأدرك الطرفان أن بقاء كل منهما في موقعه يفيد الآخر بتبادل أو تخادم المصالح في قضايا كثيرة جدا قد يطول شرحها، لكنها أصبحت مفهومة، وهذا لا يعني أن هناك تطابقا كاملا في المصالح بين الجانبين، لكن هذا التوافق في بعض القضايا والمصالح والمناطق الجغرافية مثل تعز والبيضاء وغيرها، كل هذه الأشياء تجعل الإصلاح في مواجهة مع الشارع شمالا وجنوبا، وبلا شك أن أداؤه أربك المعركة والسياسة وحتى المدن التي يحكمها أو يسيطر عليها، وهذا يصب في خدمة المشروع الحوثي في اليمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى