الإنسان!

> مخلوق نبيل قد وُلِدَ على فطرة لا تعرف الكُره والتعصب مذهبا وطريقا. ولكن نحن بأيدينا نلون ونبدل فطرة الله التي فطر الناس عليها، ونبدل سياسته الإلهية الداعية للمحبة والتعايش والسلام إلى سياسة حيوانية مُحِبة للحرب والنزاع، بل متعطشة للافتراس.

إن التعايش والتسامح منحة وقدرة ومهارة يهبها الله لأصحاب القلوب الطيبة والنفوس ذات الهمم العالية، فمن يحض على التعايش والتسامح كمن ينثر عبير الزهور بدلا من رائحة البارود. إنه صانع السعادة ورسام الفرح يلون الحياة بألوان زاهية مبهجة، ورؤيته واسعة مُلِمة بملامح المشهد من كل جوانبه دون أن يركز في تفاصيل صغيرة سوداء تشوش الفكر، لأنه مُدرك لمفهوم الحياة وسياسة الله في كونه بأننا قد خُلقنا متباينين تباينا يُثري إصلاح العالم، ومختلفين اختلاف تكامل لا اختلاف تناحر وعداء.

في الحقيقة، إن أساس التعايش والتسامح قائم على فهمنا بأن العالم لن يعيش إن لم يتعايش أهله سلميا، وأن التحدي الحقيقي يكمن في عملية البناء لا الهدم، وأن قوتنا وقدرتنا تظهر حين قبول الآخر. هذا الأساس المحكم المتين يخلق فينا طاقة فعل كبيرة تدفعنا نحو ميدان الإعمار والبناء وخدمة الجنس البشري.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى