ثورة الجياع قادمة لكنس من أفقر ملايين المواطنين

> كتب/​ المراقب السياسي

>
  • هل من مصلحة الجنوبيين العمل ضد الحكومة؟
  • أيدي الانتقالي مغلولة باخطاء الأنانيين وتعقيدات قانونية
> السؤال الذي يجب على كل جنوبي اليوم أن يسأله هو هل من مصلحة الجنوبيين العمل ضد الحكومة؟
على الرغم من كل ما يشاع عن الحكومة اليمنية والأخطار المحدقة بها، فإن من آمن المناطق لها للعمل هي مدينة عدن فشركاؤها لهم حضور فاعل على أرض المدينة، وهم من يقوم أساساً بتأمين بقائهم فيها.
هناك الكثير من العمل أمام الجميع، فالحكومة عليها إصلاح الخراب الاقتصادي الذي كان مسؤولوها أساساً فيه، وعلى رأسهم مسؤولو البنك المركزي اليمني الذين عبثوا بالصلاحيات الموكلة لهم حتى أوصلوا الريال اليمني إلى الحضيض وأفقروا ملايين المواطنين.

والمجلس الانتقالي اليوم أمام خيارات مريرة، فالحوثيون يدقون الأبواب على عدة جبهات وهو في الواجهة أمام المواطنين الذين فوضوه لخلاصهم، لكن أيدي المجلس اليوم مغلولة بسبب أخطاء ارتكبها حفنة من الأنانيين داخل المجلس، يضافة اليها تعقيدات قانونية جعلته مشلولاً..وبالرغم من ذلك تضل الحقيقة الأساسية هو انه لطالما المجلس الانتقالي شريك في حكومة المناصفة بين الشمال والجنوب فهو ملزم بالدفاع عن المحافظات الجنوبية بجانب الدفاع عن المحافظات المحررة.

توقيع المجلس الانتقالي على اتفاق الرياض كان خطوة صحيحة لكسب الصلاحيات القانونية للتدخل في شؤون الحكم، فقبل التوقيع كان الوضع القانوني للمجلس ضبابياً، لكن اليوم هو شريك في الدولة، على الرغم من أن هذه الشراكة لم تستغل لصالح المواطنين حتى اليوم، بل بقي تركيز المجلس على قواته العسكرية التي هي الضامن الوحيد لاستمراره في خضم الفوضى العارمة التي تعصف بالبلاد.

من جهة أخرى، لم يستثمر رئيس الوزراء د. معين عبدالملك حتى اليوم علاقته كشريك بالمجلس الانتقالي لفرض ما يريده هو لإصلاح بنية السلطة التنفيذية، بينما تسعى أطراف كثيرة اليوم للتخلص من عبدالملك لصالح تعيين من يرونه أصلح لهم وليس للبلاد.

القاسم المشترك الوحيد الثابت بين المجلس الانتقالي ورئيس الوزراء هو الرئيس عبدربه منصور هادي الذي ينظر إليه الطرفان باحترام، وتقع عليه اليوم مسؤولية تقريب الأطراف لإصلاح الشأن الداخلي، فالوقت أصبح مؤاتياً لإحداث تغيير كبير في بنية الدولة وإنقاذ البلاد قبل حدوث كارثة إقليمية تجعل الجميع ينسون البلاد وأهلها.

التركيز على قتال الحوثي أمر مفروغ منه، لكن يجب ألا ينسى الحُكام أن المعركة الحقيقية هي الاقتصاد وإنقاذ المواطنين من الجوع، وسقوط مناطق من شبوة لم يكن عملاً عسكرياً جباراً للحوثي بقدر ما كان يأساً من جنود الشرعية الجوعى، هم وعائلاتهم، المرابطين في الجبهات فلا يمكن لجائع أن يدافع عن وطن مهما كان عزيزاً عليه.

وحضور السفراء والمسؤولين الأجانب أمس إلى عدن هو إشارة واضحة إلى أن العالم لن يدعم سوى الحكومة وليس أي طرف آخر، لكنهم ينتظرون اقتلاع الفساد أولاً، وهذا ما يقولونه في كل اجتماعاتهم خلف الأبواب المغلقة.

إن بقاء البلاد فقيرة والثروات تذهب إلى جيوب الفاسدين هو خطأ كبير، وعلى الحكومة اليوم بكافة أطرافها العمل على رفع الإيرادات من الداخل، فلن تقبل أي دولة مساعدة اليمن ومعدلات الفساد بهذا الارتفاع وهي ليست عملية مستحيلة، فقد مرت العديد من الدول بمثل هذه الظروف وخرجت منها أكثر قوة، والبداية كانت بتولي الشرفاء مقاعد القيادة في السلطة التنفيذية.

لقد أفقر الفساد هذه البلاد ولا سبب لهذا الفقر سوى الفساد، وإلقاء اللوم على الحرب أو السعودية أو الإمارات هو عمل لتحويل الأنظار عن الفاسدين بعينهم الذين يجب محاسبتهم وإيداعهم السجون، فالفساد عمل يمني داخلي بامتياز، ولن يرى البلد خلاصاً بدون اقتلاع رموزه.

اليوم هو موعد تسليم البلاد إلى المختصين الشرفاء القادرين على تغيير بنية الدولة وإنقاذ الاقتصاد بعيداً عن المصالح الضيقة، وإلا فثورة الجياع قادمة وستتكفل بكنس الجميع خارج المشهد.
أما موضوع حق تقرير المصير للجنوب فهو آت لا محالة، ولن يستطيع أحد إيقافه طالما بقي الجنوبيون مؤمنين بقضيتهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى