تركيز على أخطاء التحالف.. لماذا يتجاهل المجتمع الدولي جرائم الحوثي؟

> كتب/ يوسف حمود:

>
​يثير تجاهل المجتمع الدولي والأمم المتحدة، للجرائم التي تقوم بها جماعة الحوثي المتمردة في اليمن استياءً واسعاً في الأوساط السياسية اليمنية، في مقابل الاهتمام الدولي بأي أخطاء يسجلها التحالف العربي بقيادة السعودية في بعض هجماته الجوية.
وخلال أسبوع واحد فقط، سقط عشرات القتلى والجرحى في مأرب وتعز في هجماتٍ حوثية، وبينما كان الجميع يترقب تصعيداً دولياً إزاء تلك الجرائم، مرت تلك الأحداث بصمت، وسط اتهامات للمجتمع الدولي بمحاباة الحوثيين الموالين لإيران.

كما يرتبط هذا الاستياء اليمني، بالتوازي مع التحركات الأممية والدولية والوساطات الإقليمية التي تركز على الملفات الإنسانية التي يطرحها الحوثيون من دون الالتفات إلى معاناة المدنيين في مأرب وتعزK والتي تتعرض لهجمات مستمرة، ومحاولات للحوثيين للسيطرة عليها.
ضحايا كثر

في أحدث "جريمة" تصفها الحكومة اليمنية، سقط قتلى وجرحى، في الـ31 من أكتوبر الماضي، إثر سقوط صاروخ باليستي أطلقه المتمردون الحوثيون على منطقة سكنية في محافظة مأرب "شرق العاصمة اليمنية صنعاء".
وقال بيان مقتضب صادر عن السلطة المحلية بمحافظة مأرب: إن "مليشيات الحوثي الإيرانية استهدفت منطقة العمود الآهلة بالسكان في مديرية الجوبة جنوبي المحافظة بصاروخ باليستي".

وبينما قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، في تغريدة له على "تويتر"، إن الهجوم تسبب بمقتل وجرح 29 مدنياً بينهم نساء وأطفال، ذكرت الحكومة لاحقاً أن القتلى وصلوا إلى 39 قتيلاً وعشرات الجرحى بعضهم حالتهم خطرة.
وقبلها بثلاثة أيام قتل 13 مدنياً بقصف صاروخي للحوثيين في المديرية نفسها، وفق بيانٍ لسلطات مأرب.

وفي الـ30 من أكتوبر أيضاً، سقطت قذيفة حوثية أطلقها الحوثيون على حي حوض الأشراف بمدينة تعز، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بينهم ثلاثة أطفال أشقاء.
اتهامات للمجتمع الدولي

وتتهم الحكومة اليمنية بين الحين والآخر المجتمع الدولي والمنظمات الدولية، بالصمت وتجاهل كافة الجرائم التي ترتكبها ميليشيات الحوثي الانقلابية، وأكدت أن ذلك شجع هذه الميليشيات على التمادي في انتهاكاتها.
وفي بيانات وتصريحات مختلفة، كان من بينها تصريح أخير لوكيل وزارة الخارجية اليمنية للشؤون السياسية منصور بجاش، أشار إلى خرق الميليشيات للقوانين الدولية والإنسانية من خلال استخدامها للمواطنين كدروع بشرية وإقامة منشآت لتخزين الأسلحة في المناطق السكانية.

ولفت إلى أن الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران "ما زالت ترفض دعوات السلام وتزيد من معاناة أبناء الشعب اليمني من خلال استمرارها في تجنيد الأطفال، وزراعة الألغام، واعتقال الناشطين والصحافيين، ومماطلتها في تنفيذ اتفاقية تبادل الأسرى والسجناء".
وكان تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، انتقد في وقتٍ سابق، تقرير الخبراء الدوليين، الذي قال إنه "اعتمد على معلومات مضللة قدمت من أطراف مجهولة"، كما اعتمد على منظمات غير موثوقة ووسائل إعلام، والذي ركز على "جرائم التحالف وتجاهل جرائم الحوثيين".

وعقب تلك الاتهامات، أطيح بفريق الخبراء الدوليين بعد نحو أسبوعين من اتهامه للحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي وأعضاء التحالف الذي تقوده السعودية وسلطات الأمر الواقع في اليمن، بارتكاب انتهاكات "ترقى إلى مستوى جرائم دولية".
كما أدان المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) "النمط الواضح من الهجمات الشرسة والمستمرة التي تستهدف المدنيين في مدينة مأرب المكتظة بالسكان".

وقال المركز في بيانه: "لقد تقاعس المجتمع الدولي بصورة مخجلة عن حماية المدنيين في اليمن من وحشية الحرب المستعرة منذ ست سنوات وإن استمرار تجاهل تلك الانتهاكات الواسعة ضد المدنيين قد يجعل المجتمع الدولي شريك فيها".
ضوء أخضر

يعتقد الناشط السياسي اليمني عبدالله السامعي، أن المجتمع الدولي "يتعمد تجاهل جرائم الحوثيين اليومية بحق اليمنيين".
ويؤكد أن هذا التجاهل يأتي "رغم بشاعة المجازر التي يرتكبونها والتي دائماً ما يروح ضحاياها مدنيين معظمهم من النساء والأطفال".

كما يرى في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، أن هذا الأمر يأتي من المجتمع الدولي "لتمرير صورة خاطئة عن الحرب في اليمن بأنها بين اليمنيين والسعودية فقط، وكأن ما يحدث في الداخل ليس حرباً".
ويشير أيضاً إلى وجود إدانات دولية لأخطاء التحالف "وكذلك عندما يقصف الحوثي المناطق السعودية حتى إذا لم يسقط ضحايا"، مرجعاً هدف ذلك إلى "تعزيز النظرة الخاطئة عن الحرب بأنها بين دولتين (اليمن والسعودية)".

ويتهم السامعي المجتمع الدولي بـ"إعطاء الضوء الأخضر لمليشيا الحوثي لارتكاب الجرائم"، مؤكداً "أن قوانين حقوق الإنسان مجرد أكذوبة تستغلها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للمزايدة والابتزاز فقط".
مأرب إنموذج

ومع تركيز الحوثي هجومه على مأرب في محاولة للسيطرة عليها، كشف تقرير حقوقي صادر عن "التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان" والذي رصد انتهاكات الحوثي على مأرب منذ نهاية 2014 وحتى منتصف العام الجاري، إلى استهدافها بـ871 صاروخاً.
التقرير رصد 2287 حالة انتهاك، وكشف عن انتهاكات فظيعة مارستها مليشيا الحوثي بمختلف أنواع الأسلحة على المدينة التي نزح إليها أكثر من مليوني يمني.

وقال التحالف الحقوقي، إن "القصف العشوائي من قِبل الحوثيين على الأحياء السكنية ومخيمات النازحين في مأرب أدى إلى مقتل وإصابة 2032، سقط منهم 767 قتيلاً جراء القصف والألغام"، مشيراً إلى أن معظمهم نساء وأطفال.
ويقول رئيس منظمة "سام" للحقوق والحريات، توفيق الحميدي، إنه "من الملاحظ هو تكرار هذه الجريمة بصورة مستمرة دون أي اعتبار لمواقف المجتمع الدولي أو القوانين الدولية".

ويقول الحميدي في مداخلة له في قناة "بلقيس" المحلية مطلع أكتوبر الماضي، أن "استمرار جماعة الحوثي في هذه الجرائم هو نتيجة لإدراكها بأن المجتمع الدولي لن تتجاوز مواقفه أكثر من بيانات التنديد، كما أنها تدرك عدم قدرة الشرعية على التعامل بصورة جدية وضاغطة على المجتمع الدولي لوقف هذه الهجمات".

"الأيام" عن/ الخليج أونلاين:

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى