جروندبرج: السلام باليمن معركة كبيرة لكننا بحاجة لسير في طريق الحل

> تعز «الأيام» خاص

> زار المبعوث الأممي إلى اليمن الدبلوماسي السويدي هانس جروندبرج، أمس الإثنين، مدينة تعز التي تعاني من حصار الحوثيين منذ أكثر من 5 سنوات أثر على الوضع الإنساني والصحي.

وهذه أول زيارة لمبعوث أممي إلى تعز منذ بدء الحرب المستمرة للعام السابع في اليمن. وتأتي تحركات المبعوث ضمن جهود دولية وإقليمية لإحياء مشاورات السلام لإنهاء الحرب.

وقال مسؤولون حكوميون ومحليون، إن جروندبرج اجتمع بمحافظ تعز نبيل شمسان وقيادات السلطة المحلية والأحزاب السياسية ونشطاء المجتمع المدني في المحافظة.

وبحث المبعوث "الأوضاع الإنسانية والمعاناة الكبيرة التي تعيشها محافظة تعز جراء استمرار الحرب والحصار والقصف والقنص وقطع الطرقات والاختطافات للمسافرين والمدنيين والأسرى والمعتقلين من قبل الحوثيين"، حسب المصادر.

وحاولت قيادات الأحزاب والنشطاء الضغط على المبعوث وإلزامه بالضغط على جماعة الحوثي لما سموه "وقف الاستهداف الممنهج للأحياء السكنية وقتل المدنيين وفتح الطرق ووقف إطلاق النار وإطلاق حوار استناداً على المرجعيات الثلاث للوصول إلى تسوية سياسية دائمة وشاملة".

وفي المساء نظمت السلطة المحلية بتعز مؤتمراً صحفياً للمبعوث الأممي، وقال جروندبرج للصحفيين، "أنا أخوض غمار عملية سياسية جامعة للسلام، وأنا هنا في تعز للاستماع إلى آراء جميع المكونات بما فيها الشباب والمرأة".

وأضاف، "سأمضي بالتركيز لإنهاء الأوضاع الإنسانية المقلقة خصوصاً مع تدهور الأوضاع الاقتصادية التي يجب التركيز عليها في المفاوضات القادمة".

وقال جروندبرج، "لقد مررنا في الطريق إلى مدينة تعز وعشت المعاناة، وشاهدنا كذلك أشكالاً مختلفة تعبر عن المعاناة الكبيرة التي تواجه التنقل ووصول الخدمات والحصول على السلع وبشكل أكبر مما نراه في كل اليمن".

ولاحقاً صدر بيان صحفي للمبعوث الأممي هانس جروندبرج عقب زيارته إلى تعز جاء في نصه "عقدت للتو اجتماعاً بنّاءً جداً مع مُحافظ تعز ومع ممثلين آخرين من الأحزاب السياسية. ناقشنا قضايا تواجهها تعز، وكذلك الوضع في أماكن أخرى من اليمن، حيث نشهد عمليات عسكرية تتسبب بخسائر كبيرة في الأرواح، وتؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني وتقويض جهود السلام. إن المجيء إلى تعز للمرة الأولى أمر مهم بالنسبة إليّ. فتعز تحتضن الكثير مما يُعتبر مركزياً بالنسبة لليمن، ففيها التعددية السياسية وروح الريادة التجارية والغنى الثقافي والتاريخي والطاقة غير المحدودة لمعالجة الألم والصعوبات التي ألحقتها هذه الحرب بسكانها. وتعز تتشارك الآلام عينها مع أماكن أخرى من اليمن. فنرى أشخاصاً يواجهون قيوداً شديدة على حرية حركتهم، ونرى أشخاصاً تأثروا بتدهور الوضع الاقتصادي وبالانقطاع المتكرّر في توفير الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء، وبالحالة العامة من غياب الأمن. نرى ذلك في أنحاء عديدة من اليمن، ولكن تلك الصعوبات مركّزة أيضاً هنا في تعز. ونرى هنا أيضاً أطفالاً قتلوا أو تشوهوا، كما حدث في الهجوم المستهجن الذي وقع في 30 أكتوبر والذي أودى بحياة ثلاثة أطفال. في هذا الصدد أود أن أتوجّه بتعازيّ الحارة لعائلة الأطفال الذين قتلوا. إنّ العمل من أجل السلام في اليمن معركة شاقة، ولكن يجب ألّا ننسى أن هناك دائماً وسيلة لكسر دائرة العنف. هناك دائماً فرص للحوار السلمي. وأبناء تعز يعرفون هذا تماماً، فقد كانوا في صدارة مبادرات المجتمع المدني للوساطة في مجال تبادل الأسرى، ومبادرات أخرى لتحسين توفير الخدمات الأساسية، أو للسعي من أجل فتح الطرق وإيجاد حلول للمشاكل الناجمة عن النزاع الذي طال أمده. إنني أدعم وأشجع جهودهم الجسورة. باختصار، تذكرنا تعز بإمكانية قيام دولة يمنية تتسم بالتعددية، وستظل تعز جزءً أساسياً في الوصول إلى تحقيق السلام المستدام في اليمن. شكرًا جزيلاً لكم".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى