ضوء أخضر دولي للسعودية لتحجيم الحوثيين

> ​ربط مراقبون سياسيون وعسكريون بين التصعيد العسكري والسياسي في الملف اليمني وبين التغيرات التي طرأت في خطاب المجتمع الدولي، الذي بات أكثر قناعة بعدم جدوى التنازلات أمام الجماعة الحوثية التي رفضت كل مقترحات السلام التي تقدم بها المبعوثان الأميركي والأممي وكذلك الوساطة العمانية والتي لم تسفر كلها عن أي تنازلات حوثية.

ولا يستبعد المراقبون أن تكون العمليات العسكرية التي شهدها الساحل الغربي لليمن، واستئناف العمليات الجوية للتحالف العربي، قد جاءت بضوء أخضر دولي، وخاصة من الولايات المتحدة، نتيجة حالة الإحباط التي فاقمها التصلب الحوثي والإصرار على استكمال المشروع العسكري للجماعة بعيدا عن كل التأثيرات الإقليمية والدولية.

ومع تمكن الجيش ورجال القبائل بإسناد من التحالف العربي من إيقاف تقدم الحوثيين باتجاه مركز مدينة مأرب، تمكنت القوات المشتركة في الساحل الغربي من تحقيق انتصارات ميدانية لافتة، بعد تحررها من قيود اتفاق السويد الخاص بمدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف وراس عيسى.

وتمكنت هذه القوات من تحرير مناطق واسعة جنوب الحديدة، امتدت إلى محافظة تعز، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر عسكرية مطلعة لـ”العرب” فشل الحوثيين في احتواء الهجوم المباغت، نتيجة تركيز معظم قواتهم على خطوط التماس السابقة التي رسمها اتفاق السويد أو جبهات محافظة مأرب.

وفي تصريح لـ”العرب” أشار الباحث العسكري اليمني وضاح العوبلي إلى ضرورة تزامن التحرك العسكري من أكثر من جبهة بالتزامن مع التحرك الأخير والمستمر للقوات المشتركة في الساحل الغربي، والتي تعمقت إلى مناطق عدة غربي تعز وعلى التخوم الغربية لمحافظة إب الاستراتيجية.

وأضاف “من الضروري أن تفكر قيادة التحالف في دعم تنفيذ عمليات عسكرية تتجاوز التحرك العسكري ‘التكتيكي’ وتطويره إلى تحرك ‘استراتيجي’ يكون له الأثر الفعلي في إعادة توزيع مناطق السيطرة، وتغيير الموازين العسكرية التي ظلت متذبذبة طوال الأعوام الماضية وذهبت في أوقات عدة لصالح الحوثي، وهو ما يجب أن يتغير الآن، وأعتقد أن هناك فرصة كبيرة لإحداث هذا التحول في هذا التوقيت”.

وقال العوبلي “هناك إمكانيات وفرص متاحة وغض طرف دولي ‘ظرفي ومؤقت’ في هذه الفترة، وهو ما لا يمكن أن يتكرر، وقد بدأت بوادر هذه الممكنات تلوح في الأفق، وفي طليعتها عودة العمليات الجوية النشطة والفاعلة للتحالف العربي لتدمير قدرات الحوثيين في العاصمة صنعاء وهو ما انقطع منذ ثلاث سنوات تقريبا إلا في النادر”.

ويجمع مراقبون على أن الملف اليمني يمر بمنعطف حاسم على الصعيدين السياسي والعسكري في ظل تزايد الحراك الدولي الرامي، لإيجاد حل لهذا الملف وإيقاف الحرب التي دخلت عامها السابع وساهمت في رفع التوتر الإقليمي.

ويرى العوبلي أن إنجاز تحولات حقيقية على الأرض يتطلب الانتقال إلى مرحلة عسكرية استراتيجية من قبل التحالف والحكومة المعترف بها دوليا، “تتناغم فيها القوات والجبهات لتنفيذ عمليات عسكرية في جبهات ومسارح تتيح تقطيع أوصال الميليشيات الحوثية، وتعزلها عن بعضها في مربعات منفصلة ومحصورة ضمن ما تبقى من الجغرافيا المحتلة من أدوات إيران، وهو ما سيفضي إلى تحرير ناجز وسريع يعيد جماعة الحوثي إلى حجمها الطبيعي”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى