الطود الشامخ الذي لم يبرح قلوبنا

> الفقيد الدكتور صالح علي عمر باصرة المؤرخ والوزير ورئيس الجامعتين (صنعاء وعدن)، إن الحديث يطول حول هامة وقامة سامقة وعلوها يضاهي أعلى القمم على هذه البسيطة.

الفقيد باصرة كان رجل الحداثة وتحديث جامعتي عدن وصنعاء. وله دور بارز في افتتاح مشاريع الأبحاث العلمية بدءا بالماجستير ولاحقا الدكتوراه.

كان الفقيد شعلة نشاط في جوانب النشاطات كافة من التاريخ إلى السياسة إلى افتتاح مركز التدريب مركز الرشيد.

وكان رحمه الله مستبشرا بالتسمية بأحد الخلفاء العظام من بني العباس إنه "هارون الرشيد" ذلك الخليفة الذي خاطب السحاب ذات يوم بقوله: " امطري حيث شئت فسوف يأتيني خراجك".

وبالتالي أسس مركز "الرشيد والمنتدى" وجل اهتمامه أنه بعد ترك المناصب الرسمية سيستمر في العطاء الذي انتهجه حياة وممارسة سلوكا وعملا، العطاء والتنمية للإنسان الذي هو عماد التنمية.

لقد كان لي شرف الحضور بين فترة وأخرى لأمسيات منتدى الرشيد الأسبوعية التي كانت تعقد كل أسبوع مرة واحدة، وهي من أمتع وأفضل وأنفع المنتديات، خاصة أن المنتدى يعقد جلساته بمواضيع يتم التحضير لها وتوثيقها وعرضها بصورة راقية، والنقاش فيها موثق أيضا.

يذكرني ذلك بطريقة الفقيد الدكتور جعفر الظفاري في لقاءاتهم، وكنت أذهب بمعية الدكتور أحمد باقيس، الله يوفقه في مقامه الجديد منذ ربع قرن في جمهورية المجر الشعبية.

عود على بدء، الفقيد الدكتور صالح علي عمر باصرة لم يكن مؤرخا ومثقفا وإداريا محنكا فقط، بل كان سياسيا لامعا وصريحا في طرحه ولا يخاف في قول كلمة الحق، ولعل الناس تتذكر له كلمته الشهيرة للرئيس صالح حينما كان بلجنة هلال - باصرة، حيث قال لصالح: اختر الشعب في الجنوب أو اختر الخمسة عشر الناهبين للأرض.

الفقيد الدكتور صالح باصرة لا تزال ذكراه تعيش معنا، وبالذات مع جميع طلبته وزملاءه من الأساتذة في جامعتي عدن وصنعاء وفروعهما.

الفقيد صالح باصرة لم يكن رجل الحاضر بل كان رجل المستقبل أيضا، وعمل على ذلك؛ مما جعل الأساس الذي اختطه يثمر بشكل رائع بوصول وتسنم رؤساء الجامعات ممن خلفوه فيما بعد.

الفقيد أوصى ببقاء مركز ومنتدى الرشيد. وبمناسبة ذكرى وفاته الثالثة نتمنى أن يقوم مجلس أمناء مركز ومنتدى الرشيد بتنفيذ وصية الفقيد خير تنفيذ حتى تطمئن روحه السامية والعظيمة في مرقدها العالي بروضة من رياض الجنة بمشيئة الله تعالى.

ختاما لن نستطيع إن نوفيه حقه، ولكن نترحم مجددا ودائما وأبدا على روحه الطاهرة، متمنين له المغفرة والرحمة والمقام العالي مع المتقين والصالحين من عباد الله الطيبين.

لك الرحمة ولروحك وأعمالك الخلود الدائم أيها الطود العظيم الذي لم يغادرنا أبدا.

الرحمة والخلود للفقيد في ذكراه الثالثة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى