زماننا كان أحسن

> كنا لما نسمع الأذان نطفئ الراديو ونردد مع المؤذن ونصلي البعض في البيت والآخر يستعد ويتأهب للذهب للمسجد ويوم الجمعة نغتسل ونلبس أحسن ثياب ونروح المسجد بدري ونسمع الإمام باحترام ووقار والمريض منا كان يستمع لخطبتي الجمعة من المذياع للعالمين الجليلين الشيخ البيحاني والشيخ باحميش.

كانت صحون أنواع الأكل تتزاور وتتراوح من بيت لبيت ولو حدث وفاة في أحد البيوت يقوم الجيران بالطبخ لمدة عشر أيام ولو في حفل زواج وعرس أو رزق بخلفة وولادة الكل يقوم بالواجب وكأن الفرح فرحهم وما كان يوجد بيننا جائع.. كان كل من في الحافة والشارع أهلاً وإخواناً، ويا ويل لو قالت سيدة وصاحت يا مسلمين يلتم القريب والبعيد ويجير المستجيرة بالجيران ليساعدوا بما صار وحدث ليقوم بما وجب ولزم ويقدم يد العون بالمستطاع الممكن.

كنا نسمع عبدالباسط والحصري والمنشاوي ومحمد علي النينو وعبده عجينة وعبدالوهاب وفريد عبدالحليم وأم كلثوم والمرشدي وأحمد قاسم وإخوان فارع وبن سعد وبلفقيه وجمعة خان وأحمد يوسف الزبيدي ونبيهة عزيم وأسمهان عجمي ورجاء باسودان وفتحية وصباح منصر، كنا نعمل ونسمع ما ورد أعلاه علناً، ومن يقتات القات مخزن لحاله أو مع البعض والكل مبسوط وفرحان والبطال منا يعمل ما يعمل مستتراً وبالخفاء كي لا يفتضح أمره بيننا إلا من جاهر بالفعل يكون مذموماً بين البشر.

أتت الطامة الكبرى بأمر من الله الواحد الأحد بلحظة غضب وتمت على عجل وحدة الهرولة والجهل ورأينا فيها العجب.

سمعنا فتاوى كلام الله بما يرضي المشايخ والحكام، رأينا العلماء الشيوخ مضاربين بالأسهم تجاراً منهم من وصف السلطان بأنه ثالث العمرين، ومنهم من فجر أكثر بجواز قتل الجنوبيين العزل، سمعنا أحاديث رسول الله فيما نهى وأمر سمعنا بحديث رسول الله لا ضرر ولا ضرار وكل أقوالهم لا ضرر وأفعالهم كلها ضرار، وهذا ما طبقناه في عدن والجنوب عامة حرفياً وبالسجية والفطرة، رأينا أشقاءنا بأحسن الكلام وتطبيق الحكام بحقد مبيت وغل وطبقت فينا مبدأ من لطمك أعماك، وأكلت حقي وحق صاحبي حسيت نفسي تراجعت، وهات يا قتل ونهب وسلب بدءاً بماجد مرشد والحريبي وتوالت الأحداث والقتل والسلب والنهب مروراً بحرب الفيد في أربعة وتسعين، وبعدها لم يتركوا لنا لا قطرة نفط ولا شجرة علب ولا قطعة أرض ولا ريحة غاز من ثرواتنا وإلي يومنا.

وكي لا أطيل، واستشهاداً بحديث رسولنا الأكرم الدين المعاملة، نحن طبقنا ذلك حرفياً وهم حرفوه وطبقوه بما يتناسب مع مبدأ شيوخهم وأصبح فهمهم للحديث "الدين المؤاكلة"، وهذا ما لمسناه ويا خوفي على تركية أردوجان منهم، وبناء على ذلك أقول زماننا كان أفضل وأحسن، فأرجعوا لنا زماننا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى