هذا التاريخ مؤلم جداً

> كانت عدن جنة الدنيا لكن بعد 67 تغيرت عدن من أحسن حال إلى أسوأ حال، لم تعد عدن كما كانت بعد هذا التاريخ، بل تدهورت وضاع تصنيفها وليس كما يتصورها العالم في السابق، وأصبحت اليوم جنة لشياطين الإنس.
الموانئ مغلقة وثروة خليج عدن السمكية تجرف بالسفن الأجنبية على مسمع ومرأى الحكام، والجزر الجنوبية وثرواتها كذلك ضاعت مع الغير.

لم نرَ ما يسرنا في عدن اليوم عدن التي تتألم منذ ما يقارب ستين سنة وكم كانت دول عربية وأجنبية تتمنى أن تصبح عواصمها مثل عدن بتاريخها وحضارتها وتواضع سكانها، واليوم هذه الدول تجاوزت هذا التمني بعد أن أصبحت عدن قرية وتسودها الفوضى من كل جانب.

وأنا هنا لا أتطرق إلى أحداث الجبهة القومية وجبهة التحرير وما حصل من قتال في آخر لحظة من استلام الجبهة القومية للسلطة من بريطانيا، وذلك يعتبر بداية الأسباب التي أدت إلى انتكاسة عدن والجنوب بشكل عام تحت عنوان الشعارات الثورية الحماسية دون فائدة من تلك الشعارات، وقد رأينا نتائجها لما حصل للجنوب بشكل عام سابقاً وحالياً، وأيضاً لا أثير المواجع التي حصلت خلال حكم الرفاق، يكفي أن تلك الأحداث تكون للجنوب تجربة وكان من المفروض الاستفادة من تلك التجارب، لكن أنا بدوري وكثير من الناس نتذكر عدن كيف كانت بسلميتها وتاريخها وكيف هي اليوم، ولماذا يتكرر التاريخ المؤلم نفسه في عدن؟

من المسؤول عن وضع عدن اليوم، ومن المسؤول عن دهورة أحوال الناس وكل مناحي الحياة؟

كثير من الأسئلة بحاجة إلى أجوبة من حكام عدن أولاً ومن الذين يدعون سلطة قانونية كشرعية للبلاد ثانياً حتى وإن كانوا مطرودين من عدن لا نبرأهم من المسؤولية، أما الدولة الجنوبية المنتظرة لا أعتقد أن تتحقق قريباً في ظل وضع متدهور نتيجة للتشرذم من جانب الجنوبيين أنفسهم وطالما هم يمشون على نفس الطريق العوجاء (الهوجاء) التي سرنا عليها بعد الاستقلال من بريطانيا ونسير على خطاها اليوم.

العالم من حولنا تغير إلى الأفضل وحالنا لم يتغير، شغلنا الشاغل في بعضنا البعض ولا ندري كيف نتخلص من هذه العادة السيئة، تلك العادة مع الأسف تعودنا عليها بعد 67 وهي لا تزال تجري في عروق البعض ممن يدعون الوطنية والهوية الجنوبية وهم بعيدون عنها، والمشكلة أن هناك أناساً يجحدون تلك العادة المتمثلة بالعنصرية، البعض يعيش في سبات عميق شغله فقط تقسيم صكوك الوطنية والتخوين، وإلى متى نظل على هذا الحال؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى