متحف المكلا.. ما حصل حقيقة وليس خيالا

> د. عبده المعطري

> قد يتساءل البعض لماذا تُرك المتحف إلى الأيام الأخيرة من زيارة لجنة الثقافة بالجمعية الوطنية ونزولها الميداني لمحافظة حضرموت؟
العكس هو الصحيح، فمنذ أن وطأت أقدامنا مطار الريان الدولي توجهنا مباشرة إلى هذا المتحف -المعلم الحضاري والتاريخي والتراثي- الذي طُفنا في كافة أجنحته وطوابقه هو تحفة فريدة ونادرة.

على الرغم من تعدد المراحل التي كان لها آثارها وانعكاساتها منذ العام 1967م وحتى اليوم.
لكن أثر سيطرة تنظيم القاعدة على مختلف مناطق ومعالم المكلا ومنها "متحف المكلا" كان لها تأثيرًا كبيرًا ومدمرًا.

وما لفت انتباهي هو الموقف الشجاع والبطولي الذي قد لا يصدقه البعض وهذا هو السبب الذي جعلني أؤجل نشر خبر زيارة المتحف إلى اليوم، وحتى أتأكد بنفسي من هذه المعلومة أهي واقعية أم أنها من نسج الخيال.
المعلومة تقول إنه عندما سيطر تنظيم القاعدة الإرهابي على المنطقة العسكرية الثانية في المكلا، والسيطرة على هذا المتحف، قامت عناصر التنظيم الإرهابي بنهب كافة القطع الذهبية والمجوهرات، بما في ذلك الكراسي الذهبية التي كانت تزين كرسي عرش السلطان.

إذًا ما هي القصة، وما الذي حدث؟
ما حدث أن اثنين من أبناء حضرموت وأثناء الاشتباكات والانفجارات قام كل من (غالب محمد بافطيم) مدير إدارة المتاحف، وصالح سعيد سالمين العطاس وبحكم عملهم وعلمهم بما في المتحف من كنوز ثمينة فغامروا بحياتهم وتسللوا إلى داخل المتحف على الرغم من سيطرة القاعدة عليه ودخلوا من مداخل قد ل يعلمها غيرهم وأخذوا تلك المجوهرات وأخفوها ولا لم يعلم بها أحد ووضعوها في مكان آمن، وعند مقابلتي للأخ بافطيم في مبنى إذاعة المكلا مقر عمله الجديد التي هي الأخرى احترقت ونهبت في نفس الأحداث أبريل 2015م، أحرق أرشيفها وكل الوثائق منذ التأسيس عام 1968م، ومنها (50 ألف شريط) وأحرق الأرشيف وكل الخطابات والتسجيلات ومكتبة بالكامل وأضافوا أن كل ما جرى عمل مفتعل ومدبر.

وعندما سألته: هل كان معكم آخرين بمساعدتكم؟ أجاب: نعم كان آخرون يعرفون بما سوف نقوم به، وكان لهم دورهم.
وأضاف ما قمنا به مغامرة غير محسوبة العواقب ولكن من أجل حضرموت.

وبعد 3 سنوات من الحادثة وفجأة وبدون مقدمات أعلن هؤلاء الأبطال نقل تلك المجوهرات إلى المتحف وأن ما قاموا به هو من أجل حضرموت وتاريخ حضرموت، ولم يتبق إلا تلك الأسود الذهبية التي كانت تزين كرسي السلطان عن يمينه وعن شماله.
وبدلًا من أن يتم تكريم هؤلاء الأبطال تم الاستغناء عنهم وإبعادهم عن العمل،

والجريمة اليوم أصبحت مضاعفة فالأخ المحافظ من أبناء حضرموت، ويجب أن يصدر توجيهات بعودة الأخوة إلى أعمالهم السابقة على أقل تقدير.
ونقول أيضًا لزملاء بافطيم والعطاس وهيئة الآثار التي لم تطالب بعودة رفاقهم إلى عملهم وتكريمهم التكريم الذي يليق بهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى