بعد العسر يسر

> إلى كل عزيز وغالٍ من أهلي أهل وطني وبلادي، إلى أحبائي وكل صديق ورفيق وصديقة ورفيقة، وكل الناس الطيبين الأوفياء لقيمهم ومبادئهم، أقول في هذه اللحظات الفارقة بين عام مضى وآخر آتٍ، إنكم كغيركم من شعوب الأرض مررتم بظروف قاسية، وعانيتم صنوفاً شتى من العذاب والشقاء، وتعرضتم للظلم الشديد وهي حالات ذكرها التاريخ، وهي رغم قسوتها وشدة وطأتها إلا أنها استثناء وليست قاعدة لحياة الأمم والشعوب المختلفة.

عندما أقول كلام كهذا لا أعني التقليل من معاناتكم، أو الاستخفاف بنتائج ما ترتب على ذلك من مآسٍ وأحزان وكوارث حلت بنا وحصلت في بلادنا، لكنها دعوة صريحة تحاول أن تتجاوز الوجع وتغادر اليأس والإحباط وتزرع الأمل وتثبته في نفوسنا جميعاً بأن الفجر قادم ليبدد الظلام، وأن العدل مشيئة الله سيعم البلاد، وأن وعد الله حق لا ريب فيه.

إن بعد العسر يسراً وكل هذه المآسي والكوارث إلى الزوال، والمهم أن نتعلم مما حصل ونتجنب أي عمل يلحق الأذى بأهلنا والبسطاء منا، ونعلم يقينًا أننا شركاء في الوطن ولا يمتلك أحد منا الحق في ممارسة الوصاية على الآخرين، ولا يقرر منفرد مصير الوطن ومستقبل الأجيال القادمة.
دعونا نتعلم من تجربتنا المرة القاسية منذ 1967 حتى اليوم، مرورًا بالانعطاف نحو الهاوية في 1978 وبنكبة 1986 والطامة الكبرى 1990 وصولًا إلى اليوم الذي نرى فيه وطننا محتلاً وممزقاً وشعبنا في حالة من الضياع والتيه.

نحن على أبواب عام 2022 وعلى بعد أسابيع قليلة من اكتمال العام السابع من الحرب الظالمة.

وما زال الأمل يحدونا بأن يجد المجتمعون في فيينا سبيلًا للوصول إلى اتفاق بشأن النووي الإيراني وسيجدون ذلك حتمًا فليس لهم منه مهرب، ويكون ذلك مدخلًا لإنهاء الحرب وإنعاش فرص إحلال السلام، ونوجد نحن في عقولنا أفكار جديدة، ونتخذ أساليب فعالة جديدة ونتبع سياسة صادقة تهدف إلى إنقاذ بلادنا وإخراجه من حالة البؤس والشقاء والضياع.

عندي ثقة كبيرة بقدرة أبناء الجنوب على إحداث تحول نوعي كبير، وما علينا سوى فتح عقولنا لأفكار وآراء الآخر وفتح قلوبنا لمحبة بعضنا وتعزيز الثقة بيننا وامتلاك قرارنا؛ ليتجدد الأمل بغد أفضل وعام يحل فيه السلام ويشع فيه النور. مع أطيب الأمنيات أن يكون عام 2022 عام نهاية الأحزان والكوارث وعام السعادة والاستقرار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى