أحمد عوض المحروق.. رحيل قبل الأوان

> على غير موعد غادر الحياة، وبأسف بالغ وحزن عميق، المناضل الوطني أحمد عوض المحروق، بعد معاناة وصراع مرير مع مرض عضال طيلة أشهر عديدة من عام 2021.

وقد شكلت وفاته خسارة فادحة على أسرته وذويه وأصدقاءه ووطنه، إذ أنه اتصف بروح الإخلاص الوطني في نشاطه السياسي والحقوقي والاجتماعي، منفتحًا على مختلف الاتجاهات والرؤى والأفكار البناءة والهادفة، والشهامة والصدق والمرؤة والجود، في علاقاته الشخصية مع أهله وأصدقائه وزملائه، وهذا ما أكسبه احترام وتقدير من تعرف عليه وتعامل معه.

وهو الانطباع الذي كونته شخصيًا عن قُرب بحكم معرفتي به وعلاقة المصاهرة بيننا، وظهر ذلك التقدير وعبَّر عنه قلق أولئك الكثيرين من الناس في تواصلهم ومتابعتهم لحالته المرضية خلال فترة علاجه وحزنهم العميق على مماته برسائل وبرقيات حزنهم عن بُعد، وحضورهم العددي عند الصلاة عليه ودفن جثمانه الطاهر بعدن.

وكان في فترة توليه موقع السكرتير الثاني لمنظمة الحزب الاشتراكي في محافظة أبين، وعلى إثر مقتل الرئيس سالم ربيع علي (سالمين) في عام 1978م، لعب دورًا متميزًا في إعادة اللحمة السياسية ولملمة الصفوف وفي شد النسيج الاجتماعي ، الذي تهتك في المحافظة، وأسهم مع قيادتي المحافظة السياسية والإدارية في إنعاش ونهوض تنموي وخدمي ملموس، وتحسن معيشي لسكان المحافظة خلال تلك الحقبة الزمنية القصيرة.

وبعد أحداث يناير 1986 المشؤومة آثر النزوح إلى صنعاء، مع قيادات وكوادر مدنية وعسكرية عديدة، تجنبًا من أعمال الانتقام بالهوية.

وخلال تواجده في صنعاء كان من بين الكثير من القيادات التي ناشدت وسعت إلى رأب الصدع المهول، جراء أحداث يناير المؤسفة، ونادت القيادة في عدن إلى سرعة تضميد الجراح والحفاظ على ما تبقى، وإطلاق سراح المعتقلين، وتوقيف المحاكمات السياسة، وإعلاء راية التصالح والتسامح، وعودة من تم تسريحه أو فصله المدني والعسكري إلى عمله، ومراجعة الأخطاء بوقفة نقدية شجاعة.

وللأسف الشديد لم يتم التقاط تلك اللحظة التأريخية، ولم يجد ذلك الصوت الصائب الاستجابة المرجوة مما ضاعف الأوجاع والخسائر المعروفة وقاد ذلك لاحقًا إلى إخفاقات وعواقب نجنيها جميعًا حتى اليوم.

وبعد الوحدة الاندماجية في مايو 1990، كان أحمد المحروق ممن عاد إلى صفوف قيادة الحزب الاشتراكي، على أمل تحقيق مساعيه الحميدة التي سعى إليها مع آخرين بعد أحداث يناير. ولم يتمكن من القيام بدور ما إلا بعد انتخاب المناضل الوطني الكبير علي صالح عباد مقبل أمينًا عامًا للحزب الاشتراكي بعد حرب 1994م، حيث شغل أحمد المحروق موقعًا في الأمانة العامة للحزب، وفي عام 1996م تعين في وظيفة مدير عام دائرة من دوائر وزارة الشؤون القانونية تم تعيينه وكيلًا للوزارة فنائب وزير حتى وفاته في 28 نوفمبر الماضي.
فله المجد والخلود.

* وزير الإعلام الأسبق

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى