الرقصة الأخيرة

> لكل شيء إذا ما تم نقصان

فلا يغرن بطيب العيش إنسان

هكذا هي أحوال الدهر المتقلبة تخفض وترفع وليس من صفة أي شيء الثبات، فما بالنا بأحوالنا كبشر.

على مر التاريخ كانت هناك إمبراطوريات سادت ثم باد بعضها ربما لأسباب تافهة لا تخطر على بال، فما بالنا بالأشخاص ممن يسلكون طريق الظلم في حياتهم ويكونون سبباً في شقاء ملايين البشر دونهم.

على مدى عقود استمر الظلم على نفوسنا، وعشنا سنوات القهر والمعاناة، وزادت حدة المظالم حتى أنها بدت وكأنها شيء أساسي للحياة، وبرز مناصرون للظلم وتنوعت أشكاله، وظهر الثراء على أولئك الذين نسوا الله، إلا أن قواعد الحياة لا تشير بأي حال إلى سيادة الظلم على الحق، وإن طال أمد الظلم فلا بد له من نهاية.

هذا ما تشهده الجنوب الأبية في هذه الأثناء بعد أن بلغ القهر والظلم مداه، ما يعني أن متغيرات قادمة سوف تطرأ على واقعنا بعد كل تلك السنوات العجاف.

أخذ الظلم دورته الزمنية إلا أنه يبقى زهوقاً وفق التعاليم الربانية، وحين يزهق الباطل تعود الحياة إلى طبيعتها بكل ما فيها من قيم دينية وإنسانية، وتعود الشعوب إلى العطاء والتجدد والإبداع متخلصة من أدوات الماضي ومساوئ الجبروت والقهر وأخذ الحقوق وكل أشكال النهب التي سادت بكل ما لازمها من سلوكيات وأفعال جائرة بحق البسطاء.

مديريات شبوة تتحرر من دنس الطغاة عنوان أثلج صدور أبناء الوطن الجنوبي، وأعاد لهم الثقة والأمل بمستقبل أفضل من فوهة غضب شعبنا.

انطلقت شرارة التحرير متجاوزة عقبات الطريق التي جعلت من مديريات شبوة سبيلاً لإخضاع الجنوب مرة ثانية عبر سبل تواطؤ لا تعبر في جوهرها عن الانتماء للوطن وكما يقال ربما خسارة نافعة، فالسحر ارتد على الساحر، وتلك هي خصائص الرقص على رؤوس الثعابين التي لم تمت بموت صاحبها.

فهل يا ترى انتهت مدرسة الرقص تلك التي فنيت إيقاعاتها الصاخبة على أساس الخديعة والزيف والغرور.

لقد كشفت سنوات مضت من الحرب أشياء كثيرة وسوءات لم يعد بمقدور أصحابها مدارتها. إنها رقصة الديك المذبوح في هذه الأثناء لا أكثر، فقوة الحق تظل ضاربة مهما تقادم بناء الزمن وجار الظلم، فالشمس لا بد من أن تشرق نهاراً جديداً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى