أسئلة وأسئلة

> لا أدري كيف ستقيم قيادة الإقليم دحر قوات العمالقة الجنوبية للحوثي من مناطق شبوة المحتلة في أيام محدودة وحسب؟ ولماذا لم يحدث ذلك خلال وجود القوات الشرعية السابقة؟
لماذا استدعيت العمالقة الجنوبية تحديداً لهذه المهمة؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟ ثم ماذا بعد ذلك وإلى أين أيضًا؟

كل هذه الأسئلة غابت تمامًا عن ذهن شارعنا الجنوبي، وهو الذي غرق حتى العنق في لجة متابعة الانتصارات المتتالية للعمالقة منذ أن حطوا أقدامهم على رمال شبوة، وأفرط في الزهو والتبجح بالقدرة القتالية لأشاوسنا الجنوبيين، وهذا مشروع ولاشك، وفي وسائط التواصل تستغرقك وتبتلعك هذه الموجة في جوفها، حتى لا تجد موقعًا لشاطئ تسترد نفسك فيه من جرفها الهائل.

هكذا ديدن الشارع في أي بلد في المعمورة، وعندنا هنا أكثر بقليل أيضًا، لكن الأسئلة الأهم أيضًا هي: من يرسم إيقاعات وخطى الحرب على جغرافيتنا وكيف يرسمها؟ وعلى أي أسس وخلفيات يجري ذلك؟ ولماذا ظلت القوات المكناة بالشرعية هناك في مواجهة الحوثي ولم تقدم على خطوة التحرير هذه؟ بل لماذا هي تخلت عن هذه المديريات الشبوانية بهذه السهولة بدون إبداء مقاومة تذكر؟

السؤال الأكثر أهمية هو: ما هي الهوية الحقيقية لهذه القوات المحسوبة على الشرعية في شبوة؟

هنا يرتسم الملمح الضبابي الغائم للمشهد الحقيقي علي جغرافيتنا، وهنا تتعرّى الصورة الحقيقية لمهزلة الحرب الجارية في ربوعنا، حتى لو تشدقت الأبواق الإعلامية والمنصات والفضائيات والناس بالبطولات والانكسارات وعلامات النصر لهذا أو ذاك، لأن الأصل في كل ما يجري يتدثّر ويتقولب في بوتقة المهزلة المتحصنة في تجويفها، وهي التي حولها تتجندل الجثامين وتُراق الدماء، تحديدًا دماءنا وجثاميننا نحن الجنوبيين، ولأن من يحسبوا في جيش الشرعية دائمًا ما يهربون أو ينسحبون أو يستسلمون.

لا أروم من وراء ذلك كسر الروح المعنوية لمقاتلينا الجنوبيين الأشاوس أو إحباطهم، كلّا، لكني أبسط الصورة أمام قيادة التحالف بهذا الواقع الصادم والمعهود، ولأُميط اللثام الذي تتخفى وراءه القوات الشرعية وقياداتها الإخوانية، أما الأكثر أهمية هو لقيادتنا الجنوبية في الانتقالي، وهي التي تُبهر كما يُبهر الشارع باستبسال جنودنا الجنوبيين وبطولاتهم المعروفة، بل تطلق التصريحات الرنانة الشاطحة أيضًا، ولأن المحوري هو إن هُدرت دماؤنا فمن المفترض أن تُهدر على ديننا وعرضنا وأرضنا الجنوبية وقضيتنا، ولا أكثر من ذلك، بل يكفينا ما اجترحناه وضحينا به منذ بدايات هذه الحرب اللعبة والمهزلة التي يدركها الكل جيدًا، سواء هنا أو في الإقليم والخارج أيضًا، أليس كذلك؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى