لتذكيركم فقط

> الرفض الشعبي للنهب في حضرموت زلزل مافياته، وهو نهب صلف، وتخيلوا أن في بوادي وادي حضرموت (الخشعة) التي تجنّدنا فيها وحرسنا صحاريها في بدايات الثمانينات من القرن الفارط، اليوم هناك حقول وآبار نفط مملوكة لشيوخ من الهضبة الزيدية، حتى مطار سيئون الحضرمي، والمصيبة أن ثمة من حضرموت من يطالب بلجم الهبّة، وثمة عرابون وأتباع يسعون إلى شقّ صفوفها، مع علمنا المسبق أن النهب في حضرموت مرتبط بنافذين من الداخل والإقليم والخارج أيضاً.

بعد 7 يوليو 1994م أصبح كل جنوبنا مساحة فيد ونهب للنافذين وسلطة هذا التأريخ الأسود، وهم فاقموا ذلك بهرسنا بخبث على كل الصعد والمستويات، ومن المحال أن تسقط ذاكرتنا الجنوبية ذلك مطلقًا، بل هذا هو الباعث الحقيقي لانطلاق ماردنا الجنوبي لاسترداد كيانه، وأيضًا عدم التهاون مع كل من ارتكب كل هذه الفظائع بحقنا، ومهما كان الثمن والمغريات المقدمة الآن، فلا تسامح مطلقًا هنا.

فعلًا لقد تورطنا في هذه الوحدة المشؤومة، ولكن من المفروض أنه لا يستطيع أحد أن يفرض علينا ما لا نريده كشعب، وندرك يقينًا أن اللصوص المتفيدين من هذه الوحدة قدّموا كل ما يغري من ثروات جنوبنا للكبار الآخرين في الإقليم والخارج، وهكذا توثقت المصالح القذرة بينهم، ولذلك نحن ندفع اليوم ما ندفعه لاستعادة دولتنا المسلوبة.

لذلك، لا خيارات أخرى أمامنا عدا الاستماتة عند حقوقنا ومطالبنا، ومهما كان الثمن الذي سندفعه، ولكن علينا أولا أن نتراص معا كجنوبيين، ونقدم التنازلات لبعضنا مهما كانت مكلفة، ونتخندق جميعا تحت شعار استعادة دولتنا، ومن يأتينا من الجنوبيين بكيانات ومكونات تتدثر زورًا بالجنوب وهو يضمر إعادتنا إلى بيت الطاعة، فليذهب إلى الجحيم غير مأسوف عليه.

الأكثر أهمية هو أن لا نرخي حبل ثورة مطالبنا أو نخفت وهج شعلتها أبداً، فالضرورة أن تبقى هذه الشعلة متقدة دائماً، بل نضاعف عنفوانها ووهجها، وهبة حضرموت شرارة بالضرورة أن تسري في كل جنوبنا، لأن كل الجنوب يغرق في المظالم والنهب والفساد والجوع.

ندرك يقيناً أن الإقليم يخاتل في مسألة قضيتنا الجنوبية المشروعة، وهذا تثبته كل مخرجات أداء الست السنوات الماضية، وبالطبع هذا يعود لحسابات وقراءات تخص مصالحه ومن يرتبط بهم خارجيًا، ونحن نتفهم ذلك جيدًا، ورغم خطاب الأخوة والدين والعروبة و... و... الذي يصدح به خطابه وما تبطنه ممارساته، لكن الأهم أن لنا قضيتنا ومشروعنا المشروع، ولنا إرادتنا الصلبة ومشروعية مقاومتنا المستميتة لكل المشاريع التي تنتقص أو تتحايل على مشروعنا، لأن الأكثر أهمية وواقعية هو ما ضاع حق ووراءه مطالب، أليس كذلك؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى