وأوصلوا هذا للرئيس أيضا

> قبل عام بالضبط عنونت مقالًا لي بـ (أوصلوا هذا للرئيس)، ونشرته "الأيام" الغراء بتاريخ 14 يناير2021م في صفحتها الأخيرة، وهو عن أحد أبناء منطقة الرئيس من العسكريين الجنوبيين الذين لم يستلموا رواتبهم لأشهر، وجاع وأسرته وأسرة ابنه شهيد هذه الحرب التي تسكن معه، وتهرّب من الدائنين.. إلخ، وطبعاً كل ذلك أداء ممنهج، وتسلكه السلطة في جنوبنا بغية إذلاله وتركيعه لغايات خبيثة تخصها.

مساء أمس تكومت امرأة عدنية جنوبية على بوابة مسجدنا للتسول، وإلى جوارها قرفصت ابنتها الصّبية والحزن الممزوج بالخجل يسحق وجهها، وهما اضطرّتا للتسول لأول مرة -هذا قالته السيدة- وبسبب الجوع كسرتا حواجز العفاف والكرامة والخجل ومدتا أيديهما للناس.
الاستهداف الممنهج لجنوبنا بتجويعه وإنهاكه بدءًا بتخريب مصفاة عدن عمداً، وتزامن معه العبث بالبنك المركزي، وأيضًا تفريخ مئات بقالات الصرافة التي تلاعبت بعملة البلاد، وكل هذا أداء يديره ويملكه فاعلون في رأس السلطة، ناهيك عن العبث بكل الخدمات في جنوبنا.

بالنسبة للمصفاة فقد حدثني شخصيًا قيادي كبير فيها بأن الرئيس أصدر أوامره فعلاً بصرف 7 ملايين دولار للشركة الصينية التي ستشغلها، لكن الحيتان في كواليس السلطة أخفوها، وما زالت المصفاة متوقفة، وما زلنا ندفع ملايين الدولارات شهرياً لشراء المحروقات من الخارج، وهذه يتاجر بها ويتربح منها حيتان كبار في رأس السلطة، لكن فخامته لم يسأل لماذا لم تشتغل المصفاة؟ أو من أخفى أوامره بسداد قيمة تشغيلها للشركة الصينية؟ أو أن وراء الأكمّة ما وراءها.

في ضيافة المملكة في الرياض، هناك يقبع عرّابو السلطة مُترفين، وبينهم من ينهب عوائد نفط البلاد، وأيضاً يدير عصابات الإرهاب والقتل والتّفجيرات في جنوبنا، وهناك بعض ممن يملكون كبار بقالات الصرافة، وكذلك من يتحكم بتحريك وتموضع جيش الشرعية المدعوم بالمليارات وهو نائم في تخوم حضرموت وشبوة، والطريف أن عندما تقرر تحرير شبوة من الحوثي لم يتحرك، بل تحرك جيش العمالقة الجنوبيين من سواحل الحديدة البعيدة وحررها في أيام وحسب وهم بكل أسف يتهوّرون الآن ويحررون حريب والبلق الشماليتين، وكل هذه الأمور مثار استغراب وغضب شارعنا الجنوبي.

كل ما يدور هنا ملتبس ومبهم، لكن غاياته ظاهرة للكل، أما الأهم الآن هو: إذا كان الرئيس رئيس حقا فأين هو من كل ما يجري؟ وأين هو من تجويع الشعب عمداً من قِبل فاعلين في السلطة حوله ومعه ؟ ولأنهُ من غير اللائق به البقاء رئيسا (بالشّراكة) مع مجرمين قتلة ولصوص أفّاكين، وهم أرهقوا الشعب بالنهب والتجويع والإنهاك، وكل هذه ذنوب وآثام كبار لا تحتملها الأرض على سعتها، وهي تقع على رقبة الرئيس شخصياً بصفته الرئيس والمسؤول الأول عن البلاد أمام الشعب وقبلهم أمام الله سبحانه وتعالى، أليس كذلك؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى