الإقليم وتبعات الانصياع للآخر

> تتلبّد فضاءات الإقليم بسحبٍ مكفهرّة بعد اجتيازها من مسيرات الحوثي، التي أشعلت أهدافا في ضواحي أبوظبي، مما يعني أنّ هذا تطور جد خطير، وطفرة على مجريات الحرب، وربما جاء ذلك على خلفية مسح العمالقة الجنوبيين المدعومين إماراتيا للوجود الحوثي من شبوة، كما قرأهُ بعض، وأيا كان، فهذا مؤشر على مآلات ربما تكون أكثر سخونة قد تشهدها المنطقة في المدى المنظور.

* تعاطى الإقليم باستخفاف مع شكاوى جنوبية من أداء الجيش الوطني للشرعية، وهذا يقودُ الإخوان معظمه، وراجت فيديوهات عن ضبط نقاط حضرمية لشاحناتٍ قادمة من خارج البلاد، على أنها تحمل مؤونا مرخصّة لتجارٍ من صنعاء، لكن في التّبطين الأسفل لها تخبّأت مُسيّرات مجزّأة، هذا يعني أنّ عددا من هذه الشّاحنات مرّت بنقاط جيش الشرعية في حضرموت الوادي بعلمهم أيضا، لكنّ الاستخبارات العسكرية للإقليم وحتى قيادته أداروا ظهورهم لكل ذلك بكل أسف!

* اليوم تأخذ الحرب مع الحوثي / إيران منحى دراماتيكيا حادا باتجاه جغرافيا الإقليم، وهذا يفصحُ عن مُتغيّراتٍ ربما تكون أكثر حِدّة وتأثيرا على جوانب اقتصادية وديموغرافية وأمنية وخلافه هناك، وعلى الصعيد الاقتصادي للإمارات، فقد أورد الخبير المصري علاء فاروق الباحث في العلاقات الدولية : "إنّ الأزمة الكبرى هي هزٌ صورة الإمارات وانهيار قطاع السياحة" - خبر / الأيام عدد 22 يناير 2022م، أي من الجائز أن تصبح المدن والأبراج هناك مجرد أطلال وخرائب ينعق عليها الغراب والبوم، وهذا إذا تكرّرت هذه الضربات المجنونة للحوثي وطالت المدن.

* لقد تلاعب الإخوان وتغاضى التحالف، وصيرورة الأحداث وتقادمها رجّحت كفّة الحوثي ميدانيا، وفي الجنوب هنا تجرّعنا مرارة الخوض والسّحق بسيناريوهات الإنهاك والتّجويع من سلطة الإخوان، وبلغ حالنا حدّ الشحاذة، والكل صمت على سلطة الإفك الشرعية بعرّابيها الإخوان، مع أننا الأكثر وفاءً وصدقيّةً لإخوتنا في الإقليم، واليوم يتكشّف الواقع عن تغول إمكانيات الحوثي وصفاقته إلى حدّ توجيه صفعاته الموجعة للشقيقة الإمارات، ولا ندري من سيكون التالي يا تُرى؟

* في الواقع لم تأخذ هذه الحرب شكلها الجِدّي بعد بدء خوضها بستة أشهر، مع أن للإقليم قدراته العسكرية المتفردة، ولكن بدا واضحا أن ثمّة إملاءات تُفرض عليه وتَرسم إيقاع وقعها، واتضح هذا جليا بعد اتفاق أستوكهولم للحديدة، وحدّث ولا حَرج عن الأداء المسرحي لجيش الشرعية الإخواني في تخوم الشمال، ناهيك عن تمثيليات الاستعلامات الهزلية للحوثي بالعتاد المقدّم كدعم من الإقليم، والمؤسف أن الإقليم لم يحرك ساكنا إزاء كل ذلك! ولذلك تدخل هذه الحرب الكذبة عامها السابع دون محصلة تُذكر، بل بتبعاتٍ سوداء وخيمة على الإقليم ذاته أيضا.

* يُقال: "أنت حيث تضع نفسك"، وهذا واقعي، فهل تراخي الإقليم فيما ذكرناه سلفا يضعه اليوم تحت رحمة نَزق وطيش الحوثي/ إيران؟ هذا جائز جدا كما يتضح، أليس كذلك ؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى