فَتّح عينيك

> هذا عنوان لفيلم مصري، وهو من بطولة خالد زكي ومصطفى شعبان ونيللي كريم وخالد صالح وآخرين، ويلعب خالد زكي دور ملياردير مصري عاد من الخارج بطائرته الخاصة، ولكنه مكلف بممارسة أدوار تخريبية في بلده مصر، وفي مشهد يخاطب مصطفى شعبان بما معناه: أنت شايف نفسك مين؟ إحنا حاملين مشروع مش هتقدر توقف قدامه أنت ولا أكبر كبير.. إلخ، وهنا تتبلور خلاصة وفحوى الفيلم.

هذا هو مشروعهم الذي يطحن في منطقتنا العربية اليوم، وأنا هنا لا أبني على أحداث الفيلم أو خلاصته أو إسقاطاته، ولكني أستخلص حضور نفس الكيانات والفاعلين المحركين لأحداث الجحيم على رقعتنا هنا، وبينهم في رأس هرم السلطة الرسمية، ومليارديرات وجنرالات.. إلخ، ومن هؤلاء من يحرك مفاعيل الاحتراب وتشكيلاتها، بما فيها الأعمال الإرهابية، ومن يحكم قبضته على محافظة بعينها، ومن يدير ملف المخدرات، وملف دكّ أعمدة الاقتصاد.. إلخ.

يحتدمُ أوار معارك اللغط في المنتديات والمقايل ووسائل التواصل وخلافه، ولكن في الغالب بعيداً عن حقيقة ما يجري هنا، وإلّا مثلاً: هل عجزت دول التحالف عن تحمل كلفة إعادة تشغيل مصفاة عدن؟ وهي بـ 7 ملايين دولار لمحطة الكهرباء خاصتها، وتأملوا في هذه، خصوصًا وهم قدّموا الكثير من الدعم لنا، بما فيه محطات كهرباء متكاملة للمدن، ولأنهم بذلك سيرفعون عنّا شيئاً من الغلاء الذي يطحننا، خصوصًا ونحن نهدر ملايين الدولارات شهريا لشراء المحروقات من الخارج، والسبب لأن هذا النطاق محظور عليه الاقتراب منه تماماً، ولأنه ضمن برنامج الإنهاك والتّجويع المخطط من العرابين الدوليين لبلادنا، ولا تستغربوا هنا.

بنفس الأدوات وبنفس الآليات تكتوي بلداننا العربية الملتهبة، فسوريا اشتعلت بالربيع العربي وتناثرت حطاماً، وليبيا تصطلي بنيران جماعات الجنون والارتزاق، حتى العراق ما انفكّ يُطحن برحى المناطقية، والسودان يراوح عند نقطة الانفجار وربما التشظي، ويمكن أن تلحق تونس أيضاً.

لم ينطق جزافاً البروفيسور الوزير عبدالناصر الوالي عندما تحدث بمرارةٍ في فيديو مصور عن الدولة العميقة هنا، وهي سلطة الظل وبيادق بيد العرابين الدوليين، وهي المتحكمة بالقرار الفعلي للبلاد، وهي من تدير ملف تعطيل تشغيل المصفاة، ومن تتحكم بالبنك المركزي وكل الأداء المالي المنهار في البلاد، حتى بقالات الصرافة التي تكاثرت كالفطر هي من تقف وراءها وخلافه، وهم أصل وأساس كل البلاء وصور الانهيار في البلاد، ومن عجب أنهم بوجوههم القبيحة وبدلاتهم وكرافتتهم يطلون علينا كسلطة رسمية للبلاد، أليس كذلك؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى