مراقبون: التحرك المستجد للقوى الغربية في الخليج محاولة لتصحيح الخطأ

> أبوظبي "الأيام"

>
باحث بريطاني: على إدارة بايدن أن تشعر بالخجل من هجمات الحوثي على الخليج
انضمت فرنسا إلى الولايات المتحدة في تعزيز المنظومة الدفاعية للإمارات العربية المتحدة، بعد الهجمات التي تعرضت لها الدولة الخليجية الحليفة، من قبل ميليشيات موالية لإيران.

أشار مسؤولون فرنسيون إلى أن مهمات التزود بالوقود والمراقبة المنتظمة التي تقوم بها طائرات رافال المقاتلة ستتم فوق الأراضي الإماراتية فقط.

وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري أعلنت الولايات المتحدة عن قرارها بنشر طائرات مقاتلة متطورة ومدمرة صواريخ في الإمارات، لدعمها ضد الهجمات. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن القرار يشمل إرسال مدمرة الصواريخ الموجهة “يو.إس.إس كول” التابعة للبحرية الأميركية، وطائرات مقاتلة من الجيل الخامس.

ويرى مراقبون أن التحرك المستجد للقوى الغربية هو محاولة لتدارك التعاطي السلبي إزاء التهديدات التي تشكلها طهران والتي لا تختصر في مساعيها لامتلاك القنبلة النووية، بل تتجاوزها لتشمل هذه التهديدات الترسانة الصاروخية والجماعات الإرهابية التي تحولت إلى تحد حقيقي لا يستهدف فقط دول المنطقة بل والمصالح الغربية أيضا.

ومنذ وصول إدارة جو بايدن منذ عام إلى السلطة ركزت الولايات المتحدة وباقي القوى الغربية اهتمامها على سبل ترويض طهران ودفعها إلى طاولة المفاوضات بشأن ملفها النووي، متجاهلة التحديات الأخرى التي تفرضها إيران.

وشكل التعاطي الأميركي المتردد وغير الحازم مع المتمردين الحوثيين وإقدام واشنطن في فبراير الماضي على شطبهم من لائحة الإرهاب، بمثابة ضوء أخضر للمتمردين للتصعيد الميداني في اليمن ورفضا لأي حلول للسلام.

وقال المحلل السياسي والباحث البريطاني كون كوفلن، أحد كبار زملاء معهد جيتستون الأميركي، ومحلل الشؤون الدفاعية بصحيفة ديلي تليغراف، إنه يتعين على إدارة بايدن أن تشعر بالخجل إزاء قراراتها، في أعقاب الهجمات الخطيرة التي شنها الحوثيون ضد أحد أهم حلفاء واشنطن في الخليج.

وأضاف كولن في تحليل نشره معهد جيتستون أن خبراء الأمن في الخليج يقولون إن الحوثيين زادوا من هجماتهم ضد التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، والذي يضم الإمارات، والتي شملت مؤخرا استخدام الصواريخ والطائرات المسيرة التي زودتهم بها إيران، الداعم العسكري الرئيسي لهم.

وذكر كولن أنه أثناء زيارة قام بها مؤخرا للمنطقة أبلغه مسؤول أمني خليجي كبير أنه بعد القرار الأميركي بحذف تصنيف الحوثيين من لائحة المنظمات الإرهابية “من الواضح أنهم اعتقدوا أن بإمكانهم استئناف عملياتهم الإرهابية، لأنه ليس لدى أحد استعداد لإيقافهم”.

وأدى التصعيد المتزايد في هجمات الحوثيين، في وقت يفترض فيه مشاركة داعمتهم إيران في جهود دبلوماسية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، في فيينا، إلى أن تجدد الإمارات والمجتمع الدولي مطالبة إدارة بايدن باتخاذ موقف أكثر حزما مع الحركة الإرهابية.

وطلب قادة الإمارات وغيرهم من قادة الخليج من بايدن علانية إعادة فرض التصنيف الإرهابي بالنسبة إلى الحوثيين، وهي خطوة يقول المسؤولون الخليجيون إنها ستؤدي في النهاية إلى عرقلة محاولات إيران لتزويد الحوثيين بأسلحة متطورة.

ويمثل العنف الحوثي المتزايد ضد الإمارات إحراجا بالغا لإدارة بايدن، التي اتخذت قرار حذف التصنيف الإرهابي ضد الحوثيين على أمل دفعهم للتوقف عن أنشطتهم الإرهابية. كما كان بايدن يأمل في أن تعتبر إيران هذه الخطوة بادرة حسن نوايا، وأن تدفعها لاتخاذ موقف أكثر إيجابية في محادثات فيينا.

وأوضح كولن أنه لم يتحقق ما كان يأمله بايدن، ولكن حدث العكس. ومن ثم فإنه من المهم في هذه الظروف أن تعترف إدارة بايدن بأنها ارتكبت خطأ أساسيا بحذفها تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية، وأنه يتعين عليها اتخاذ إجراء فوري لإعادة التصنيف.

وبالإضافة إلى ذلك، يتعين على واشنطن تلبية طلب الإمارات، وطلب الدول الخليجية النفطية الأخرى المستهدفة بتزويدها بإمكانيات دفاعية قوية للتصدي للحوثيين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى