> مهما كانت الأسباب والمبررات الفوضى فهي أعمال وتصرفات مشينة وتنم عن جهل فاضح في معالجة القضايا والخلافات والاحتكام لاستخدام السلاح وسط أحياء مدينة مكتظة بالسكان.
خطأ فضيع لا شك أن كل طرف يتبرأ مما حصل ويحاول تحميل الطرف الآخر السبب، ناهيك عما تلعب وسائل التواصل الاجتماعي من دور في نشر الروايات الكاذبة والإساءة للأطراف التي افتعلت ما حصل كما أنها لا تتوخى أن تنشر الحقائق فكل يغني على ليلاه.

يفترض أن تكون الجهات المعنية حصيفة جدا في التعاطي مع مثل هذه الحالات وتخرج بتصريحات رسمية مسؤولة تفند ما حصل حتى تزيل اللبس الملازم لمثل هذه الحالات، ووفق كافة المعطيات والتصرفات الطائشة والمستهترة فهي وراء ما جرى ولا مبرر إطلاقاً لاستخدام القوة بتلك الطريقة.
معاناة الناس بالغة ولا تحتاج مطلقاً لتهور مثل هذه البؤر غير الحضارية التي تتخذ سبيلاً لتشويه صورة الجهات التي ينبغي أن تكون حريصة على عدم ترك بعض التصرفات الهمجية كنقطة تتخذ مدخلاً لإقلاق السكينة العامة وإلى ما هنا لك من تأويلات تلازمها.

نعم مثل تلك الأحداث لا يمكن الجزم بمنع حصولها إلا في حال أن تكون قوة القانون هي الفصل، بمعنى آخر عدم حماية عناصر من هذا النوع المستهتر بأي جهات كانت، وعدم التهاون مع مرتكبي تلك الأفعال بصورة قطعية عند إذن تقل مثل تلك السلوكيات.
المؤسف أن البعض ربما تملكه الغرور والشعور بأنه بعيد عن المحاسبة، وهو بمثل هذه الأفعال يسيء لمجتمعه وقضيته ويحمل الآخرين وزر تصرفاته الرعناء.

ماضٍ مثل هذه التصرفات لم يكن بعيداً من منظور معاناة الجنوب على مدى عقود من مثل تلك الفترات، وهي ما أدت في حصيلتها إلى ما نحن عليه.
أن تظل مؤشرات من نفس النوع أمر لا يمكن احتماله، بل يثير التوجسات من تكرار تلك السيناريوهات المؤسفة التي دفعنا عنها ومازلنا لم نخرج بعد من شرنقتها العنيدة بكل ما خلفت من مآسٍ وآلام على مدى حياتنا.
أن نعطي الأمل بواقع مختلف علينا أن ندرك أن الأمر مرهون بما نقدم من سلوكيات ومثل تجاوز الماضي بعيداً عن هذا الانكاء الذي يخلق الشك والريبة في نفوس مجتمع مازالت جراحه حية والتكرار لا شك يعطي انطباعات سلبية.