​عند فوهات آبار النفط

>
الحضارم لا تستطيع أي قوة أن تنتزع درجة إيمانهم من الصدور هكذا يتحدث تاريخهم عن أعلى درجات الصبر والحكمة والإيمان بقوة الحق، وحين تخرج حضرموت ساحلها وواديها معلنةً الرفض فإنها بأي حال لا تقبل المساومة على الحق، وهنا تكمن أسرار قوتها على مر التاريخ، وأنها الأكثر صبرًا وتحملًا، وحين تبلغ الأمور مبتغاها فلا مجال للاستكانة وأنصاف الحلول، تلك هي هبة حضرموت أصوات الحق التي تعلو.

ليس بجديد أن تخرج مليونيات الرفض من وادي حضرموت وساحلها، ذلك أمر عهدناه على مدى سنوات خلت بحضورها اللافت في نطاق نضالات شعبنا الجنوبي التي تجاوزت عقبات عدة بدهاء وحكمة أبنائها الأوفياء المدركين أن استعادة الحق لا تقبل مشاريع التجزئة باعتبارها سبيلًا للوهن، من هنا أتت فكرة التقسيم بما في طيها من بواطن الشرور.

عند إذن لم يجد هؤلاء إلا أسلوب الوطأة كسبيل لتأمين مصالحهم من ثروات حضرموت، وهي الطريقة التي تلازمت بكل أشكال القمع والنهب، ومن أجل ذلك جثت ألويتهم العتيدة عند فوهات آبار النفط لتؤمن للمتنفذين من شركاء شركات النفط من ذوي الأصل واللون الواحد استمرار الحصول على العائدات الناتجة عن تلك الشركات التي أعقبت سيطرتهم على حضرموت ليس هذا فحسب، بل باتجاهات عدة ومنها إقصاء الحضارم عن الأعمال في شركات النفط وجلب أعداد من خارج حضرموت لتلك المهام، الأمر الذي ضاعف حجم معاناة حضرموت التي يعيش سكانها على عائدات المهجر في حين أن سطوة صنعاء أرادت أن تعير المشهد على مساحة شاسعة من الأرض كما لو أنها ليست من جغرافية حضرموت.

نعم مليونية الرفض التي هي تجسيد لإرادة الرفض القطعية لوجود القوات على أراضيها إنما هي إيذان بعهد جديد تتشوق إليه الجنوب عموما بعد سنوات من النهب والدمار وكل أشكال التغيير في الهوية والثقافة التي عجزت كل العجز عن تحقيق ما ذهبوا إليه باعتباره سبيلًا لتدعيم سلطة بقائهم على أرض ليست أرضهم، ما يعني أن نهج تجاوز الحق لم يعد لدى أصحابه مبررات البقاء والتسويق على الأقل من خلو تاريخهم من المحاسن ونأيهم المعهود عن الحق، وبكل ثقة سوف تنتصر إرادة أنقياء حضرموت بعمق قوة إيمانها ورجاحة وقناعة أهلها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى