خبير عسكري مصري: عدم استجابة الغرب لمطالب بوتين لن يمر مرور الكرام والقضية ليست في حرب ضد أوكرانيا

> القاهرة «الأيام» :

> اعتبر الخبير والمحلل في الشؤون العسكرية المصري اللواء سمير راغب، أن عدم استجابة الغرب لمطالب روسيا لن يمر مرور الكرام.

وقال إن روسيا خاضت 5 موجهات من توسع الناتو شرقا لذا باتت أوكرانيا اليوم بالنسبة لبوتين وروسيا خطًا لا يسمح باختراقه، لأنه إذا ما سقط سوف تكون مسافة صواريخ الناتو من موسكو ( من 5 إلى7 دقائق)، لذا قدمت روسيا مع اقتراب عام 2021 من نهايته للولايات المتحدة قائمة بمطالب قالت إنها ضرورية لدرء احتمال نشوب صراع عسكري واسع النطاق في أوكرانيا.

وأهمها وقف توسيع الناتو شرقا، وتجميد دائم للتوسع الإضافي للبنية التحتية العسكرية للتحالف (مثل القواعد وأنظمة الأسلحة) في الأراضي السوفيتية السابقة (ليتوانيا، لاتفيا، استونيا) وإنهاء المساعدة العسكرية الغربية لأوكرانيا، وفرض حظر على الصواريخ النووية متوسطة المدى (INF) في أوروبا.

ويرى راغب أن الرسالة كانت واضحة وأن مخاوف روسيا تلك ليست جديدة بل مألوفة لدى صانعي السياسة الغربيين، الذين، بدلا من الاعتراف بالأخطاء التي ارتُكبت على طول الطريق والتعويض عنها، والدخول في مفاوضات (ربح مشترك) ونزع فتيل الأزمة، أخذوا يتعاملون بغطرسة وتجاهل مع المخاوف الأمنية الروسية المشروعة، من منطلق أن موسكو ليس لديها حق النقض (الفيتو) على قرارات الناتو وأنه ليس لديها أساس لمطالبة الغرب بالتوقف عن إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا.

يقول المحل الاستراتيجي المصري إن "أزمة أوكرانيا في الواقع أزمة عابرة لأوروبا وتمثل عدة أزمات أولها أزمة العلاقات الروسية- الأوكرانية، وثانيها أزمة الداخل الأوكراني وعلاقة الناطقين بالروسية في دونباس والجنوب مع كييف والمواليين للغرب، وثالثها توسع الناتو شرقاً على حساب الأمن القومي الروسي".

ويضيف راغب:" الخطاب العام القاسي من جميع الأطراف ربما يظهر أشياء لها علاقة بالتصعيد العسكري، وما يبدو أن الغزو الروسي لأوكرانيا قريب على حد الرواية الغربية، لكنه يخفي الكثير من التفاصيل وأهمها لماذا تفجرت الأزمة، الوضع تغير الآن وأصبح للروس اليد العليا، عسكريا ودبلوماسيا وسياسيا، لذلك تبدو روسيا مصممة على متابعة الإجراءات المضادة إذا لم تحصل على ما تريد.

وقد انعكس هذا التصميم في كيفية تقديمها للمعاهدة المقترحة مع الولايات المتحدة واتفاقية منفصلة مع الناتو.. كانت لهجة كلا الخطابين حادة وقوية ومحددة.

لقد مُنح الغرب شهرا واحدا فقط للرد، لا شك أننا تجاوزنا الشهر لكن تفاعلات الأسبوع الجاري ربما تعجل في الرد الغربي أو الروسي، مما أدى إلى منع التحايل على إمكانية إجراء محادثات مطولة وغير حاسمة.

ويرى المحلل العسكري المصري أنه "لا يمكن لأحد أن يجزم بأن هناك عملا عسكريا وشيكا، لكن لا يتصور أحد أن عدم الاستجابة لمطالب روسيا سوف تمر بدون ثمن، و خاصة أن حشد قوات الناتو في شرق أوروبا وخاصة (بولندا، رومانيا، لاتفيا)، زاد عقب الأزمة، كذلك الدعم العسكري لأوكرانيا، الذي يعني أن الأوضاع الآن أسوأ من يوم حديث بوتين يوم 23 ديسمبر 2021.. بوتين لا يرغب في احتلال أرض، بوتين يرغب في عودة الأوضاع الأمنية والعسكرية في أوروبا كما كانت قبل عام 1997، ومعيار المكسب والخسارة يعتمد على ما يتم تحقيقه في ذلك وليس في قضية حرب في أوكرانيا أو غيرها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى