الرئيس التركي أمام فرصة قد لا تتكرر كي يستعيد ثقة الخليجيين

> "الأيام" غرفة الأخبار

> ​قال متابعون للشأن الخليجي إن زيارة الإمارات توفر للرئيس التركي فرصة قد لا تتكرر كي يستعيد ثقة الخليجيين ويخرج من حالة البرود الرسمي والشعبي إزاء تركيا بسبب مواقف وتصريحات مسيئة صدرت عنه تجاه زعامات خليجية، وخاصة بسبب مخلفات الاستثمار في قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي، ورعاية أنشطة الإسلاميين والتأثير بشكل سلبي في الخلاف الخليجي مع قطر.

وأشار المتابعون إلى أن الزعماء الخليجيين دأبوا خلال السنوات الماضية على ذكر تركيا بشكل إيجابي وعبروا عن رغبتهم في بناء علاقة جيدة معها، لكن أردوغان هو من كان يطلق التصريحات المستفزة التي تتجاوز في الكثير من الأحيان التقاليد الدبلوماسية، وأن الحل بيده الآن؛ وذلك بأن يقدم نقدا ذاتيا لما سبق، وأن يطلق تصريحات تطفئ غضبا كامنا لدى شعوب خليجية، خاصة في السعودية والإمارات والبحرين، ما اضطرها إلى البدء بمقاطعة تلقائية لكل ما هو تركيّ اقتصاديّا وثقافيّا.

ولفت هؤلاء إلى أنه بدل أن يكتفي أردوغان في تصريحاته بإظهار الحرص على بناء علاقات تجارية قوية مع الخليجيين، عليه أيضا أن يطمئنهم بأن تركيا تتغير، وأنها لن تنقلب عليهم مرة أخرى وفي أول فرصة تبيعهم. وشدد المتابعون على أن الخليجيين لن يقبلوا بإعطاء صفقات كبرى لتركيا دون أن تظهر مواقف واضحة وداعمة لهم في قضايا المنطقة، وأن على الرئيس التركي أن يغادر المنطقة الرمادية في الموقف من إيران والهجمات التي تشنها أذرع تابعة لها على دول مثل السعودية والإمارات.

وقبل سفره إلى الإمارات كان الرئيس التركي قد أشار بشكل عابر إلى “التنديد الشديد” بالهجمات الحوثية الأخيرة، كما أدلى بتصريحات عامة على شاكلة أنّ “الحوار والتعاون بين تركيا والإمارات مهمان لسلام واستقرار المنطقة بأسرها”، وأن بلاده “لا تميز بين أمنها واستقرارها وأمن واستقرار كافة الدول الشقيقة في منطقة الخليج”.

وفي مقال نشرته صحيفة “خليج تايمز” الإماراتية قبيل زيارته كتب الرئيس التركي أن “تركيا والإمارات يمكن أن يسهما معًا في السلام والاستقرار والازدهار الإقليمي”، مضيفا “ستكون لهذا التعاون انعكاسات إيجابية ليس فقط على العلاقات الثنائية وإنما أيضًا على المستوى الإقليمي”.

وفي مقابل غياب الوضوح التركي بشأن السعي لبناء علاقة متينة مع الإمارات وبقية دول الخليج كانت أبوظبي سبّاقة إلى كسر حالة الجمود التي طبعت العلاقة بينها وبين أنقرة، وذلك من خلال سياسة “تصفير المشاكل” التي اعتمدها الإماراتيون كاستراتيجية جديدة للتخلص من مخلفات توتر العلاقات مع دول مثل تركيا وإيران وقطر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى