​نقابات تمثل السلطات

>
يفترض في نقابة كنقابة الصحفيين أن تكون على قدر من الهيبة بحكم مكانتها وتمثيلها لرموز الإعلام وعناصره في شتى ميادين العطاء الأصل، وأن تكون صوتًا مسموعًا يعكس الحريات بمعناها الشامل، وأن تدافع بضراوة عن حقوق منتسبيها.

للأسف لم يكن هناك شيء مما ذكر، فلو نظرت إلى مباني تلك النقابات تجد حالك أمام صورة بائسة من مباني بحالة يرثى لها ولا يرتادها منتسبو الإعلام، فهي لا تمثل الصحفيين بأي حال بقدر ما هي عناوين تحركها السلطات وقت ما تريد وحين تدعو الحاجة لانتخاب من يمثل تلك النقابة ويشكل فروعها.

وبذلك يكون قد اختار شخص النقيب هو كل شيء مع ما يلزم الحال من إطلاق وعود بالتحسن المعيشي وحكاية الهيكل وكلما كان يجري الأمر لم يتغير بعد من حيث الجوهر إذ مازلنا في إطار تلك النقابة التي لا صلة لها أصلا بواقعنا معشر الصحفيين.

ما دعاني للتذكير بهذا الواقع ما تمارسه ما تسمى بنقابة الصحفيين في هذه الأثناء من استباق يمنع أو يعرقل حق الصحفيين الجنوبيين من تشكيل إطار حاضن للإعلاميين الجنوبيين ممن تعاظمت معاناتهم على مدى عقود مضت في ظل غياب الحقوق بصورة عامة ناهيك عن تسخير الإعلام عبر إدارة النقابة لخدمة السلطات والتعبير عنها.

ما يجري حاليا هو انعكاس لواقع معاناة يعيشه الصحفيون الجنوبيون ممن يتلمسون طريقهم صوب عمل نقابي  يليق بمنتسبي المهنة.

إزاء ما سلف يتم تسريب ما يعني أنها اهتمامات جديدة تعنى بتطوير الأداء على صعيد الإعلام في حين أن ما يجري بعد كل عقود السبات العميق لا يمثل إلا تكريسا لماضي استخدام العمل النقابي وبما يعكس نفس السلطات المتعاقبة التي لم تؤمن قط بتلك الحقوق بقدر ماهي محط ريبة تلك السلطات القمعية التي تجيد كل مرة استخدام ورقة النقيب المتماثلة مع توجهاتها وتغض الطرف بعد ذلك عن بقية معشر الأمر الإعلاميين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى