لسنا بمأمن مما يجري

> تأخذنا قضايا الصراع العالمي إلى رهن المخاوف والتكهنات وسيناريوهات عدة من منظور التداعيات الناجمة عن ذلك، ناهيك عما تفرزه المستجدات على صعيد العالم من تأثيرات مباشرة على بلداننا الهشة بطبيعتها الاقتصادية المرتبطة بالحصول على معظم احتياجاتها الغذائية من مصادر خارجية، لا بل إننا نستبق الأمور بالترويج للارتفاعات السعرية خصوصًا على صعيد الأغذية كون حالة الحرب الدائرة تجري في أهم البلدان المنتجة للحبوب على وجه التحديد رغم أن البدائل ممكنة في اختار واجهات أخرى للاستيراد، إلا أن استغلال الأمر لا بد من أن يدفع تبعياته المباشرة المواطن في أجزاء العالم الفقير المغلوب على أمره خصوصًا البلدان التي هي فاقدة استقرارها الذي كان نسبيًا قبل أن تدار رحى الحروب المأساوية في ربوعها، فها نحن في هذه الأثناء الأشد تعصبًا مع الرئيس بوتين من منظور ما أظهرت سياسة القطب الواحد بعد انهيار الاتحاد السوفييتي من استثمار لا إنساني لكل مآسينا وآلامنا، بل لثرواتنا بعد أن تخلى واضعو القيم التي شملتها مبادئ دساتيرهم وهيئاتهم الأممية عن كل ذلك ليتماهوا تمامًا مع قيم الحاكم في بلداننا من زاوية مصالحهم أولا، أو هكذا تم تجيير ثورات الربيع العربي للفوضى العارمة التي دمرت آمال وتطلعات الأجيال، وفتحت الباب على أوسع نطاق لممارسات الفساد بشتى صوره بما فيه فساد الشركات الناهبة للثروات الشريكة مع أطراف الفساد وأشكاله الجديدة، من هنا فقد المواطن ثقته بعدالة الغرب وكل ما كان عن القيم وحقوق الإنسان.

نعم باتت الحرب الراهنة مع أوكرانيا التي اتخذ الغرب من تفكك دول الاتحاد السوفياتي مدخلا لاستثمار ما حدث عبر دول الطوق الروسي الا ان الامور وفق معطيات محاذير الروس الشديدة لا تمضي وفق مشيئة الغرب.

فمما لا شك فيه أن منطقتنا العربية تقع في قلب الصراعات العالمية من منظور مواقعها الاستراتيجية ناهيك عن ثرواتها وما يمكن أن تتخلق من تحالفات جديدة هي من ناتج الحرب القائمة التي قد تفضي إلى عودة قطبي العالم الذي يشكل بحسب الكثيرين سبيلا لعودة التوازن وربما حل قضايا الصراع التي ظل الغرب يتعاطى معها بنفس الا حل، بل بغياب كل مؤشرات العدالة.

لا شك لسنا ساديين سلوكيًا لنبارك الحرب بأي حال إلا أن فرط الإذلال الذي مارسه القطب الأحادي ولد شعورا بعدم الرضا، وساهم في تغول الفساد وطول أمد الحروب وتخلي الدول الهشة عن التزاماتها تجاه السكان، الأمر الذي لازمت فيه المجاعات والأوبئة أجزاء العالم الفقير الذي لم يجنِ ثمار ثوراته المختطفة بمباركة الغرب الرأسمالي نفسه،

فهل ما يحدث هو حنين للشيوعية؟ ثم أيهما أفظع بشاعة الرأسمالية أم سطوة الشيوعية التي لم تأتِ نتائج الحرب عليها إلا بما هو أبشع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى