​دراسة.. المجلس الانتقالي الجنوبي في خطاب قناتي العربية والحدث الإعلامي

> معد الدراسة: مبارك عامر بن حاجب*

>
سأستهل بحثي هذا بتقديم تعريف موجز لمفهوم الخطاب الإعلامي (Media Discourse)، ويسمّى أيضًا بـ (المحتوى الإعلامي Media Content). على الرغم من وجود فوارق بحثية بسيطة بين المصطلحين.

الخطاب الإعلامي أو (المحتوى الإعلامي) وهو المصطلح الأحدث لمصطلح (الخطاب الإعلامي)، خصوصًا مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة في عالمنا العربي والعالم. كما يشمل الإنتاج الإعلامي التقليدي مثل التليفزيون والراديو والصحف أو الإنتاج الإعلامي الحديث لوسائل ومنابر التواصل الإعلامية الحديثة مثل الفيسبوك وتويتر واليوتيوب وغيره.

يُحاول البحث دراسة الخطاب الإعلامي المرئي التقليدي لقناتي العربية والحدث السعوديتين، واستكشاف كيفية تناولهما للأخبار المتعلقة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، في جنوب اليمن، والأحداث التي يكون المجلس طرفًا فيها. وذلك من خلال تحليل التغطيات الإخبارية للشأن اليمني، والتحليلات والنقاشات التي تدور حوله في البرامج الحوارية، واللقاءات التي تُخصص في هذا الصدد للمسئولين اليمنيين. وستقوم منهجية البحث باقتراح بعض الفرضيات من خلال طرح عدد من الأسئلة.

وقد توصّل الباحث إلى استنتاجات عدة مهمّة توضح الكيفية التي تتناول بها قناتا العربية والحدث الأخبار المتعلقة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، والشكل الذي يحضر به المجلس على شاشتي القناتين، من خلال محاولة تحجيم حضوره ودوره، عدا فيما يتعلق باتفاق الرياض الموقّع بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا والمجلس برعاية السعودية لتوحيد صفوف اليمنيين في الحرب على الحوثيين.

من الاستنتاجات المهمّة أيضًا، وبعد تحليل أدبيات مواد القناتين على صفحتيهما في منصة اليوتيوب (YouTube)، اتضح تجاهل القناتين لاستضافة شخصيات محسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي في البرامج الحوارية المخصصة للحديث عن الملفات اليمنية سواء سياسية أو عسكرية وتحليل التطورات المختلفة، والاكتفاء فقط باستضافة ممثلي "الحكومة الشرعية" المتواجد أغلبهم خارج الأراضي اليمنية أو شخصيات غير يمنية.

تتجنب القناتان، كما لاحظ الباحث، عدم الاحتفاظ بأي مواد مرئية يّرِد فيها نقدًا لجناح الإخوان المسلمين في الشرعية اليمنية (حزب الإصلاح) ضمن أرشيفها الإعلامي المُتاح. غير أنه بدا هناك توجه بالانفتاح على المجلس طرأ في الفترة الأخيرة من خلال استضافة رئيسه عيدروس الزبيدي في مقابلة خاصة مع وجود علم الدولة الجنوبية السابقة التي يطالب المجلس باستعادتها بجانبه طيلة فترة المقابلة. وكذا إتاحة الفرصة لرئيس المجلس بالحديث، وبشكل صريح، حول أهداف المجلس الانتقالي الجنوبي في استعادة دولة الجنوب السابقة، وعلاقة المجلس بدول التحالف العربي، فضلًا عن استنتاجات أخرى مهمة تم توضيحها في نهاية البحث.

مُقدّمة
عادةً ما يطرح عدد من إعلاميي وأنصار المجلس الانتقالي الجنوبي علامات استفهام كبيرة حول الكيفية التي تُغطّي بها قناتي العربية والحدث للتطورات في جنوب اليمن بشكلٍ عام، وللأخبار والأحداث المتعلقة بالمجلس الانتقالي الذي يُعَد شريك التحالف الأساسي والأكثر حسمًا في حربه مع جماعة الحوثي. وبلغ ذروة الأمر في نشر صور مفبركة على قناة الحدث، في أغسطس 2019، تُظهر جنودًا يلاحقون شبابًا سلميين على أساس أنها صور لانتهاكات تمارسها عناصر أمنية تابعة للمجلس الانتقالي، بينما هي في الحقيقة صور قديمة تُظِهر ممارسات أجهزة علي عبدالله صالح بحق ناشطين سلميين يتبعون الحراك الجنوبي . كذلك في حادثة اغتيال المصوّر نبيل القعيطي، في 2 يونيو 2020، الذي كان يعمل لدى الوكالة الفرنسية، وكان في نفس الوقت محسوبًا على المجلس الانتقالي الجنوبي. كان للصحفي القعيطي خلال فترة الحرب دورًا كبيرًا في نقل مشاهد المواجهات من الخطوط الأولى، خصوصًا في جبهات الساحل الغربي. رأى مؤيدو المجلس الانتقالي بأن قناتي العربية والحدث تجاهلتا الحادثة تمامًا، وهي حادثة هزت الأوساط الإعلامية حتى على المستوى العالمي، وحظيت بتغطيات واسعة.

لكن في تطور ملحوظ حدث مؤخرًا. أجرت قناة الحدث مقابلة خاصة مع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي يوم الخميس 20/1/2022. وهو ما قد يعني عدم دقة الاعتقاد السائد لدى مناصري المجلس بتجاهل قناتي العربية والحدث للمجلس وأخباره. حيث يُعتبر هذا اللقاء هو الأهم في تاريخ تعاطي القناتين مع المجلس وشخصياته إعلاميًا. وعلى الرغم من هيمنة الفكرة التي تسعى إلى توحيد كل الجهود وحشد كل الأطراف في الصف المواجه للحوثي ومحاولة استنطاق موقفًا للانتقالي منها، على الجزء الأكبر من المقابلة، كانت هناك أسئلة - ولو قليلة - تتعلق بمعرفة طموحات وأهداف المجلس الانتقالي المستقبلية، رؤيته للمرحلة الراهنة ومرحلة ما بعد انتهاء الحرب على الحوثي.

غير أنّ حدثًا غريبًا قد رافق هذه المقابلة بعد أنّ بثتها قناة الحدث كاملة على شاشتها ونشرتها مباشرة على موقعها الرسمي في منصبة الـ "يوتيوب". إذ أقدمت إدارة القناة على حذف المقابلة وتعديل الفيديو، بعد حذف حوالي خمس دقائق من وقت المقابلة التي استغرقت قرابة العشرين دقيقة. الجزء المحذوف من الحوار بين المذيعة ورئيس المجلس الانتقالي كان يدور حول انتقادات لسلوك ومواقف الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح اليمني) الموجودين في رئاسة الشرعية اليمنية ودورهم "السلبي" في الحرب على الحوثي بعد طرح المذيعة أسئلة بهذا الصدد.

في هذا الدراسة، حاول الباحث تحليل المقابلة كاملة مع الأجزاء المحذوفة منها وإيضاح أسباب الحذف.  وقد تم تناول هذه المقابلة بشكل خاص، حيث قام الباحث بتحليلها وفق منهجية (تحليل المحادثة Conversation Analysis) بالإضافة إلى منهجية التحليل الموضحة أدناه.
  • أسئلة البحث
تتمحور فكرة الدراسة حول عدد من الفرضيات التي يُحاول الباحث إثباتها أو نفيها وذلك عن طريق طرح عدد من الأسئلة على النحو الآتي:  
• هل تتناول قناتا العربية والحدث أخبار المجلس الانتقالي الجنوبي؟
• كيف تتناول العربية والحدث أخبار المجلس الانتقالي الجنوبي؟
• ما مدى اهتمام العربية والحدث بأخبار المجلس الانتقالي الجنوبي؟
• هل تدعم قناتا العربية والحدث خطاب المجلس الانتقالي الجنوبي الإعلامي؟
• هل تستضيف قناتا العربية والحدث مناصري المجلس الانتقالي الجنوبي للحديث عنه؟
• هل تستضيف قناتا العربية والحدث مناصري المجلس الانتقالي الجنوبي للحديث عن الشأن اليمني؟
• هل تتحدث قناتا العربية والحدث عن الجوانب الإيجابية للمجلس الانتقالي الجنوبي؟
• كيف تنظر قناتا العربية والحدث للمجلس الانتقالي الجنوبي؟
• ماهي أسباب انفتاح القناة على المجلس مؤخرا من خلال استضافة رئيسه في لقاء خاص؟
• هل للأحداث الأخيرة في المنطقة تأثير في انفتاح قناة الحدث على المجلس خصوصا بعد هجوم الحوثيين على أبوظبي؟

منهجية البحث
للإجابة على الأسئلة المطروحة أعلاه، قام الباحث بدراسة وتحليل الخطاب الإعلامي للقناتين المنشور على موقع اليوتيوب على الإنترنت باستخدام مناهج التحليل: (تحليل الخطاب النقدي Critical Discourse Analysis) و(تحليل المحتوى Content Analysis ). المنهجان تستخدمهما أكبر مراكز البحث في تحليل الخطاب والمحتوى الإعلامي، التليفزيوني على وجه الخصوص. بالإضافة إلى منهجية (تحليل المحادثة Conversation Analysis ) التي استخدمها الباحث بشكل خاص في تحليل مقابلة عيدروس الزبيدي  الحوارية مع قناة الحدث.

مادة البحث
اعتمد الباحث في بحثه التحليلي هذا على تحليل الخطاب الإعلامي لقناتي العربية والحدث. من خلال تحليل كل فيديوهات برامج القناتين، التي تتناول الشأن اليمني بكل تفاصيله من مقابلات خاصة وبرامج حوارية وتحليلية، المنشورة على قناتيهما على موقع اليوتيوب على الإنترنت حتى تاريخ 21/12/2021 بالنسبة لـ قناة العربية و 13/12/2021 لقناة الحدث.

أولا: قناة العربية
تُعتبر قناة العربية الفضائية، القناة الإخبارية الأهم في مجموعة تلفزيون الشرق الأوسط السعودية، والقناة الأهم ضمن مجموعة القنوات الإخبارية السعودية. كما أنّها جزء لا يتجزأ من شبكة الإعلام السعودية. يقع مقرها الرسمي بمدينة دبي في الإمارات العربية المتحدة، وانطلق أول بث لها في العام 2003، وما زالت تعمل حتى الآن.

في هذا البحث أخضع الباحث كل فيديوهات برامج قناة العربية المنشورة على موقع القناة على اليوتيوب، التي تناولت الشأن اليمني السياسي والعسكري على وجه الخصوص، للبحث والتدقيق وفق منهجية البحث الموّضحة سلفا، مثل: برنامج "مقابلة خاصة"، "بانوراما"، "سؤال مباشر" و"الذاكرة السياسية"، كالتالي:

مقابلة خاصة:
أجرت قناة العربية العديد من المقابلات مع شخصيات عربية ودولية مختلفة، ضمن برنامجها الحواري (مقابلة خاصة) المنشورة على قناتها على منصة اليوتيوب على الإنترنت.  فيما يخص الشأن اليمني الذي يحتل المرتبة الأولى في اهتمامات المملكة العربية السعودية على صعيد الملفات العربية والإقليمية، أجرت القناة ثلاث مقابلات فقط مع شخصيات يمنية ضمن برنامج (مقابلة خاصة) حتى 21/12/2021.

رسم توضيحي بياني لبرنامج مقابة خاصة
رسم توضيحي بياني لبرنامج مقابة خاصة
كانت المقابلة التليفزيونية الأولى مع رياض ياسين سفير اليمن في فرنسا، بصفته الرسمية كسياسي يمني وسفير للحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا وليس كسياسي جنوبي. حيث أنّ هذا اللقاء لم يتطرق لذكر أي أجندة جنوبية أو قضايا تتصل بالمجلس الانتقالي الجنوبي لا من قريب أو بعيد. 

المقابلة التليفزيونية الثانية، التي أجرتها قناة العربية ضمن برنامجها الحواري (مقابلة خاصة) كانت مع أحمد عوض بن مبارك وزير خارجية اليمن للحكومة المعترف بها دوليا بصفته الرسمية كوزير للخارجية اليمنية، وليس كسياسي ينتمي للمناطق الجنوبية التي ينشط فيها المجلس الانتقالي الجنوبي. كان الحديث حول الحراك السياسي الذي تقوم به الحكومة في أوروبا مع الاتحاد الأوروبي في ظل حملتها الدبلوماسية ضد الحوثيين. لم يتطرق اللقاء لذكر المجلس الانتقالي الجنوبي ولو بصورة غير مباشرة.

المقابلة الخاصة الثالثة كانت مع وزير الدفاع اليمني محمد المقدشي المنشورة بتاريخ 2/12/2021. والتي كان مضمونها الحرب على القوات الحوثية في اليمن، واستمرت لمدة (18:17) فقط.

بانوراما:
على صفحة برنامج (بانوراما) الحواري على قناة العربية على اليوتيوب يوجد (905) مقطع فيديو حتى 8/12/2021. بينها مقطعان فقط يخصان الشأن اليمني يدوران حول الحرب على الحوثي، ويحملان العنوانين أدناه:
• مليشيا الحوثي تحوّل مطار صنعاء لثكنة عسكرية.
• وصول أول وفد عماني لصنعاء للتباحث مع الحوثيين حول السلام.

رسم توضيحي بياني لبرنامج بانوراما
رسم توضيحي بياني لبرنامج بانوراما

سؤال مباشر:
في صفحة برنامج (سؤال مباشر) الحواري على قناة اليوتيوب الخاصة بـ قناة العربية التليفزيونية. توجد (55) حلقة حتى 21/12/2012. منها حلقة واحدة فقط عن اليمن تحت عنوان: (رئيس الوزراء اليمني يكشف جوهر اتفاق الرياض).  وتتحدث الحلقة فقط عن تفاصيل اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي من وجهة نظر الحكومة الشرعية التي يمثّلها رئيس الوزراء معين عبد الملك - ينتمي لمحافظة شمالية، ولا توجد له أي صلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي.

رسم توضيحي بياني لبرنامج سؤال مباشر
رسم توضيحي بياني لبرنامج سؤال مباشر

الذاكرة السياسية:
توجد على صفحة برنامج (الذاكرة السياسية) الحواري الذي يُخصص لاستضافة شخصيات عربية مؤثرة شاركت في أحداث الماضي لعرض شهادتها ووجهات نظرها حول الكثير من الأحداث الماضية في دولها أو في الإقليم والعالم. يتوفر على موقع اليوتيوب لقناة العربية (71) حلقة من برنامج الذاكرة السياسية. توجد فقط مقابلة وحيدة تتكون من سبعة أجزاء مع حيدر أبو بكر العطاس كأول رئيس وزراء بعد الوحدة اليمنية. العطاس قدّم شهادته ووجهة نظره حول كثير من الأحداث، ولم يّرِد ذكر المجلس الانتقالي الجنوبي في أي مرة في كل الأجزاء السبعة من البرنامج، على الرغم من انتماء حيدر أبو بكر العطاس إلى لمحافظات الجنوبية، حيث يحظى المجلس الانتقالي الجنوبي بشعبية واسعة.

رسم توضيحي بياني لبرنامج الذاكرة السياسية
رسم توضيحي بياني لبرنامج الذاكرة السياسية

قناة الحدث
تعتبر قناة الحدث القناة الإخبارية الثانية بعد قناة العربية ضمن مجموعة إل إم بي سي السعودية التي تبث برامجها من مدينة الإنتاج الإعلامي بمدينة دبي الإماراتية. خصصت قناة الحدث برنامج واحد فقط يبث يوميًا كنافذة وحيدة تطل منها على الشأن اليمني لمناقشة الملفات اليمنية المختلفة تحت مسمى (الملف /الحدث اليمني) مثلما فعلت مع الشأن العراقي.

الحدث اليمني:
تغطية يومية شاملة للملف اليمني السياسي والعسكري على وجه الخصوص، تتضمن أخبار وتحليلات ومقابلات. يوجد على قناة الحدث على موقع القناة على اليوتيوب (536) فيديو ضمن برنامج (الحدث اليمني) من تاريخ 21 مايو 2015 حتى الساعة (6:07) مساء بتاريخ 13/12/2021.

ضمن حلقات وفيديوهات برنامج الملف اليمني على قناة الحدث على اليوتيوب يتم تغطية ونقاش كل ما يتعلق بالشأن اليمني، وبكل تفاصيله. توجد حلقات وفيديوهات عدة تتحدث عن اتفاق الرياض المبرم بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي. من بين 536 عنوانا سابق الذكر، يوجد عنوانان أو حلقتين فقط تحملان لفظتي (الانتقالي) و(الانتقالي الجنوبي) التي تشير إلى المجلس الانتقالي الجنوبي وهما:
  • الحلقة الأولى:
وتتضمن في عنوانها كلمتي (الانتقالي والجنوبي) كانت بعنوان: (الحدث اليمني: الانتقالي الجنوبي: تنفيذ اتفاق الرياض ومواجهة إيران).  مدتها (54:31) دقيقة، تم نشرها بتاريخ 13/1/2020. احتوت هذه الحلقة على المحاور والعناوين الفرعية الآتية:
- جلسة لمجلس الأمن بشأن بعثة الأمم المتحدة في الحديدة
- الانتقالي الجنوبي: تنفيذ اتفاق الرياض ومواجهة إيران
- عدن ... انهيار حاد للريال اليمني في العاصمة المؤقتة
المحور الأول من الحلقة؛ (جلسة لمجلس الأمن تتعلق ببعثة الأمم المتحدة في الحديدة)، استمر احدى عشر دقيقة وعشر ثوان (11:10) من مدة البرنامج، الذي ناقش مضمون عقد مجلس الأمن جلسته للنظر في التجديد لبعثة الأمم المتحدة في الحديدة. وفي هذا المحور من الحلقة استضافت المذيعة المنسق الإعلامي للوفد الحكومي في مباحثات استكهولم، بليغ المخلافي (من المحافظات الشمالية).

في المحور الثاني من الحلقة المتعلّق بـ المجلس الانتقالي الجنوبي، تحت عنوان: (الانتقالي الجنوبي: تنفيذ اتفاق الرياض ومواجهة إيران). استمر المحور دقيقتين وأربع وثلاثين ثانية (2:34) فقط من زمن الحلقة. في هذا المحور، استعرضت المذيعة تجديد المجلس الانتقالي الجنوبي التزامه ببنود اتفاق الرياض كاملة خلال انعقاد الدورة الثالثة للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي في "العاصمة المؤقتة عدن"، التي انعقدت تحت شعار من أجل التطبيق الخلاق لبنود اتفاق الرياض. ثم تم عرض تقرير لمدة "دقيقتين" لمراسل القناة في عدن، ردفان الدبيس، انحصر فقط في إظهار التزام المجلس الانتقالي الجنوبي بـ تطبيق اتفاق الرياض وإيجابيات تطبيقه في المعركة مع جماعة الحوثي. لم تتم استضافة أي من ممثلي أو محللي المجلس الانتقالي للتعليق على هذه التطورات.

وبعد عرض مجموعة أخبار متنوعة مكتوبة على الشاشة حول مواضيع بعيدة تتعلق بشأن غير يمني، عادت المذيعة مرة أخرى للحديث عن تنفيذ اتفاق الرياض، واستضافت المحلل السياسي اليمني باسم الحكيمي من عدن، الذي لم يتم ذكر وظيفته. وقد جرى مناقشة آلية تنفيذ اتفاق الرياض خلال مدة زمنية بلغت سبع دقائق وستة عشر ثانية (7:16).

المحور الثالث من الحلقة: (عدن.. انهيار حاد للريال اليمني في العاصمة المؤقتة عدن). تناولت المذيعة أخبار متنوعة حول اليمن مثل انهيار العملة والحوثيين، واستضافت كلا من عبدالحميد المساجدي المحلل الاقتصاد وفهد الشرفي المحلل السياسي، للنقاش حول ذلك. ثم اختتمت المذيعة الحلقة بتقرير حول تطورات الحرب بين الحكومة الشرعية والحوثي في اليمن لمراسل قناة الحدث محمد العربي من محافظة الجوف.

هذه الحلقة الوحيدة التي من خلال عنوانها قد يظنّ المشاهد أنها كانت ستُخصص بشكل كلي للحديث عن المجلس الانتقالي الجنوبي واستراتيجيته في مواجهة إيران في اليمن أو طبيعة شراكته مع دول التحالف العربي، إلا أنّ ذلك لم يحدث.
  • الحلقة الثانية:
(الحدث اليمني: السعودية تؤكد إن استئناف اتفاق الرياض يعزز الثقة بين الحكومة والانتقالي).  كانت هذه هي الحلقة الثانية في برنامج (الحدث اليمني)، بتاريخ 29/7/2020، التي تم ذكر المجلس الانتقالي الجنوبي في عنوانها من خلال لفظة (الانتقالي). استغرقت الحلقة زمناً (24:58) دقيقة، وتطرقت مجددًا فقط للحديث عن اتفاق الرياض المبرم بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي. حيث ذكر المذيع اسم المجلس الانتقالي الجنوبي كاملا عند بداية الحلقة. وقد تضمنّت المحاور التالية:

- الأول: السعودية: استئناف اتفاق الرياض يعزز الثقة بين الحكومة والانتقالي.
- الثاني: أمريكا: تنفيذ اتفاق الرياض خطوة أساسية نحو السلام في اليمن.
- الثالث: الحكومة اليمنية: مشاورات لضمان تمثيل القوى السياسية في الحكومة.

دار المحور الأول حول استئناف اتفاق الرياض وضرورة تنفيذه وإعلان المجلس الانتقالي الجنوبي عن تخليه طوعًا عن الإدارة الذاتية في سبيل التمهيد لتنفيذ بنود اتفاق الرياض وتفاصيل أخرى تتعلق بتسريع آلية التنفيذ. وقد استضافت القناة الكاتب والمحلل السعودي حمود الرويس حيث ناقشا نقاطًا عدة حول آلية تنفيذ اتفاق الرياض، واستمر المحور لمدة عشر دقائق وأربعين ثانية (10:40).

في المحور الثاني من الحلقة: (أمريكا: تنفيذ اتفاق الرياض خطوة أساسية نحو السلام في اليمن)، الذي استمر لمدة ست دقائق وست ثوان (6:06)، تم استعراض ردود الفعل الإيجابية للدول الكبرى حول آلية اتفاق الرياض، وقد تم استضافة المحلل السياسي فارس البيل من أبناء المحافظات الشمالية للحديث حول ذلك.

في المحور الثالث الذي استمر ثمان دقائق وثمانية عشر ثانية 8:18)، ناقش المذيع موضوع: (الحكومة اليمنية: مشاورات لضمان تمثيل القوى السياسية في الحكومة) ومواضيع أخرى ضمن الملف اليمني. وكان الضيف المحلل السياسي نجيب غلاب وكيل وزارة الإعلام، وهو أيضاً من أبناء المحافظات الشمالية.

رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي إلى جوار مذيعة قناة الحدث، 20 يناير 2022 (STC media)
  • مقابلة الزبيدي مع قناة الحدث
مساء يوم الخميس من تاريخ 20/1/2022 بثت قناة الحدث مقابلة خاصة مع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي في تطوّر ملحوظ شكّل انفتاحًا على المجلس الانتقالي الجنوبي من قبل القناة السعودية. وهو ما يطرح تساؤلات عدة مثل: ما الهدف من المقابلة؟ وما دوافعها؟ ما علاقتها بهجوم الحوثي على أبوظبي وتطوّر الأحداث في الداخل اليمني والإقليم؟ وغيرها من الأسئلة التي حاول الباحث تحليلها وفق مناهج البحث الموضحة أعلاه.

بعد أن بثت قناة الحدث المقابلة كاملة على شاشتها، لمدة عشرين دقيقة وستة عشر ثانية (20:16). أعادت القناة نشر المقابلة "غير كاملة" على موقعها في منصة يوتيوب، بعد حذف جزء من الحوار الذي دار بين المذيعة والضيف. أصبحت مدة الفيديو المنشور على اليوتيوب خمسة عشر دقيقة وتسعة وثلاثون ثانية (15:39). إذ تم حذف أربعة أسئلة كاملة مع أجوبتها (الرابع، الثامن، التاسع والحادي عشر) بالإضافة إلى مقدمة السؤال السابع من المقابلة الأصلية.

في هذه المادة تم تحليل المقابلة الكاملة التي بثتها قناة الحدث على شاشتها، وأعادت نشرها قناة عدن المستقلة الفضائية (AIC) التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي على منصة اليوتيوب. احتوت المقابلة الكاملة على ثلاثة وعشرين (23) سؤال كالتالي:
السؤال الأول:
 بعد الترحيب بالضيف، استهلت المذيعة مقابلتها الخاصة مع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي بالسؤال عن التطورات الأخيرة في المنطقة، مشيرة لاستهداف الحوثيين للإمارات. لم تستهل المقابلة بالسؤال عن المجلس الانتقالي الجنوبي أو التعريف به. على اعتبار أنّ هذه المقابلة النادرة والمهمة مع شخصية سياسية تمثل رأس هرم المجلس فرصة للتعرف أكثر على المجلس حديث العهد.

في بداية رد الزبيدي على هذا السؤال، شكر دول التحالف العربي على كل الجهود التي تقوم بها في اليمن وذلك لاستئصال "تنظيم الحوثيين الإرهابي" حسب وصفه. ثم طالب المجتمع الدولي بإدراج الحوثيين إلى قائمة الإرهاب لاستهدافهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. 

من خلال سؤال المذيعة الأول ورد الضيف، يتضح للمراقب أن الهدف من المقابلة هو استيضاح رأي المجلس الانتقالي الجنوبي في الحرب على الحوثي وإعلان موقفه من أي إجراء قد يتخذه التحالف العربي تجاه الحوثي.

السؤال الثاني:
كان سؤال المذيعة حول إدراج جماعة الحوثي ضمن قائمة المنظمات الراعية للإرهاب، واستشهدت فيه بكلام الرئيس الأمريكي بايدن  بأنّ إدراج الحوثيين ضمن قائمة الإرهاب هو قيد الدراسة. إذ كان هدف المذيعة كما يبدو استيضاح رأي المجلس الانتقالي الجنوبي حول هذا التوجه الذي يحاول إعلام التحالف العربي الترويج له وحشد الرأي العام العربي والعالمي من أجله. حيث عبر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عن تأييده لهذا التوجه باعتباره "هدف لكل القوى الدولية الشريفة التي تطلب السلام" حسب توصيفه.

السؤال الثالث:
سألت المذيعة الزبيدي عن إمكانية انتهاج استراتيجية جديدة في مواجهة التطورات الأخيرة في المنطقة. وأجاب رئيس المجلس الانتقالي بأنّ هذه المرحلة هي مرحلة جديدة بالفعل وتتطلب من المجتمع الدولي بالذات ودول التحالف العربي العمل بجدية لمواجهة الحوثي.

السؤال الرابع:
المذيعة:" ولكن بالإضافة إلى دور المجتمع الدولي ودور التحالف العربي. ألا تعتقد بأنّ الدور الأبرز. يقع على عاتق القوات اليمنية نفسها، المقاتلين اليمنيين؟ ألا يستوجب ذلك برأيكم توحيد صفوف جميع المناوئين للحوثي، إن كان على المستوى العسكري أو السياسي؟"

الزبيدي: "المملكة العربية السعودية بذلت جهد كبير خرافي، وإلى جانبها الإمارات العربية المتحدة في توحيد جهود كافة القوى، بما فيها الشرعية والمجلس الانتقالي والأحزاب في مواجهة الحوثي. وهم بذلوا مجهود في الميدان طبعا. لكن هناك تيارات لا يريدون للعملية أن تنجح، وفي إجهاض من داخل أجنحة الشرعية نفسها. هناك قوى تتبع الإخوان المسلمين بشكل دقيق، هم من يخذل التحالف بشكل دايم ومستمر. لكن المملكة العربية السعودية إلى هذه اللحظة وهي تجمع كل القوى اليمنية لتوحدها في صف واحد وجبهة واحدة لمواجهة الحوثي، وإنهاء الحوثي في اليمن بشكل كامل."

الحدث الذي يضع علامات استفهام حول هذا السؤال المهم هو أنّ قناة الحدث حذفت هذا السؤال بالإضافة إلى ثلاثة أسئلة أخرى من فيديو المقابلة الذي نشرته على قناتها على موقع اليوتيوب. وهو ما يجعلنا نتساءل عن السبب أو الدافع لحذف هذا السؤال الجوهري من المقابلة. بالرغم من ثناء عيدروس الزبيدي على دور المملكة العربية السعودية والإمارات في توحيد الصف الداخلي اليمني لمواجهة الحوثي.

ربما يكون السبب الأبرز في حذف هذا السؤال هو حديث الزبيدي عن تيارات تتبع الإخوان المسلمين داخل مؤسسة الرئاسة والحكومة، التي اتهمها بإجهاض وحدة الصف الداخلي اليمني. وهو ما قد يفسره البعض بأنّ هذا الكلام الصريح عن "الشرعية" واحتوائها على تيارات تتبع جماعة الإخوان المسلمين المحظورة من قبل السعودية، قد يحرج المملكة العربية السعودية باعتبارها الداعم الأول "للشرعية". هذا فضلا من أنّ قناة الحدث هي جزء من الإعلام السعودي الرسمي وربما لا تحبّذ الاحتفاظ بمثل هذه التصريحات ضمن أرشيفها الإعلامي.

 السؤال الخامس:
سألت المذيعة الضيف حول القوات المتواجدة في أبين وما هو المانع من توحدها وذهابها إلى البيضاء وتحريرها من الحوثي. وفي رده على هذا السؤال قال الزبيدي إنه على كل القوى التوجه لجبهات القتال وأنهم في المجلس الانتقالي طالبوا بتنفيذ اتفاق الرياض وتوجه كل القوات العسكرية لقتال الحوثي. وأنهم في المجلس لا يوجد لديهم مانع في توحيد القوات واتجاهها لمقاتلة الحوثي إذا ما تم إمدادها وتأمينها بشكل كامل. وأضاف بأنّ المجلس الانتقالي كان لديه مخاوف من الدخول في عمق المحافظات الشمالية التي لا توجد له حاضنة شعبية فيها، وأنّ المجلس قد تحدّث مع التحالف بهذا الشأن ورفعوا الخطط العسكرية إلى قوات التحالف بشكل واضح.

السؤال السادس:
سألت المذيعة على ما تم الاتفاق عليه بين المملكة العربية السعودية والمجلس الانتقالي. ورد الزبيدي بأنه تم الاتفاق بأن تقوم المملكة بكل الجهود بما فيها العسكرية إلى جانب قوات الإمارات لإنهاء الحوثي. وهو ما قد يبدو للمراقب بأنّ هناك خطط جديدة تم الاتفاق عليها في الرياض لمواجهة الحوثيين.

السؤال السابع:
المذيعة: "ذكرت في سياق حديثك بأنّ الإخوان هم من يُجهضون يعني هذه الجهود. البعض يقول بأنّ المجلس الانتقالي الجنوبي أيضًا يلعب دورا سلبيا في هذا الإطار. يصعّد بين الحين والآخر. وهذا ما يؤدي إلى عدم الحفاظ على وحدة الصف. الصف المناوئ للحوثي. كيف تردون على ذلك؟"
الزبيدي: "المجلس الانتقالي الجنوبي إذا كان يحاول يجهض أو يعرقل، لماذا ذهبنا إلى الرياض أساسًا. نحن مسيطرون على معظم محافظاتنا بما فيها العاصمة عدن. إذا نريد أن نعطّل فلن نذهب إلى الرياض. والإدارة الذاتية كانت ستستمر. لكن تلبية لدعوة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات في هذه الحرب، ذهبنا إلى الرياض وتم تسليم اتفاق الرياض ونحن فعالين في اتفاق الرياض. ونطالب بتنفيذ اتفاق الرياض من قبل المملكة العربية السعودية كراعية لهذا الاتفاق."

الأمر الملفت للنظر بخصوص هذا السؤال أنه تم حذف مقدمة السؤال فقط من المقابلة المنشورة على صفحة قناة الحدث على موقع اليوتيوب: " ذكرت في سياق حديثك بأنّ إ الإخوان هم من يجهضون هذه الجهود". ويبدو سبب الحذف غير مفهوم لدى المراقبين في حال ما تحدثنا حول المهنية الإعلامية في نشر المقابلات الحوارية مثلما هي. علما أنه تم بث هذه المقابلة كاملة على شاشة القناة من غير حذف للأسئلة أو الأجوبة ومن غير، أيضا، استقطاع لأجزاء أو مقدمات لأسئلة معيّنة.

لكن ربما يكون سبب استقطاع ذلك، يرجع إلى أنّ المسؤولين على القناة أو على الملف اليمني قد شعروا بالحرج أو الضغط أمام من هم أعلى منهم في اتخاذ القرار ورسم أيديولوجيا القناة، خصوصاً وأنّ هذا الكلام قد جاء على لسان المذيعة وليس الضيف. إذ أنّ مقدمة السؤال هو تعقيب على رد الزبيدي على السؤال الرابع الذي تحدث فيه عن إجهاض تيار "الإخوان المسلمين" الموجود في "الشرعية" لجهود المملكة العربية السعودية في توحيد الصف الداخلي اليمني ضد الحوثي.

سؤال مهم يطرح نفسه تعقيبا على حذف مقدمة هذا السؤال وحذف السؤال الرابع، وهو: لماذا لم تشعر قناة الحدث بالحرج – على سبيل المثال- من نشر سؤالها الذي تضمن اتهام المجلس الانتقالي بلعب "دور سلبي" في إطار توحيد الجهود تجاه الحوثي؟!

السؤال الثامن:
المذيعة: "طب بذكرك لـ اتفاق الرياض. كنت سأسألك عنه. نُفّذ الشق السياسي عبر تشكيل الحكومة. الشق الاقتصادي في طور التنفيذ. ما الذي يمنع تنفيذ الشق العسكري الأمني؟"

الزبيدي: "الشق العسكري تنفّذ فعلا وقد أعلنت المملكة العربية السعودية في المراحل الأولى. تَنفّذ معظمه ولكن هناك شق في المحافظات لم يتنفذ وهو تعيين مدير أمن. تعيين محافظين ومدراء أمن المحافظات المحررة لم يتنفذ حتى هذه اللحظة. أيضًا الشق العسكري، هناك.. نحن محافظون على جبهاتنا. بعكس الطرف الآخر. في مأرب تم اختراق الجبهات وفي شبوة تم سقوط شبوة قبل أشهر. هناك شرعية طبعا وفيها من الإخوان المسلمين. لهذا السبب سقطت. قواتنا مرابطة في الجبهات بشكل كامل من باب المندب إلى الساحل الغربي إلى شبوة. واحنا لم تسقط أي جبهة قوات جنوبية فيها إلى اليوم. متر واحد لم يسقط بل نحقق تقدم في العمق الحوثي، وهذا يعني رصيد للقوات الجنوبية، والتحالف العربي يعرف هذا الكلام."

تم حذف هذا السؤال وإجابة الزبيدي من المقابلة من موقع القناة على يوتيوب. ربما يكون سبب الحذف هو تحاشي القناة لانتقادات الزبيدي اللاذعة للإخوان المسلمين الذين لا يزالون يسيطرون على مواقع صنع القرار داخل "الشرعية" في ظل الاتهامات الموجّهة لهم بعدم تنفيذ اتفاق الرياض، وإخفاقاتهم العسكرية في شبوة ومأرب.

السؤال التاسع:
المذيعة: " تُلقي المسؤولية على الإخوان. وبطبيعة الحال هناك تمايز واختلاف بينكم وبينهم. ولكن ألا تعتقد بأنّ للمرحلة أولوياتها وبالتالي يمكن أن يكون لدينا عدو خطر ولكن عدو أكثر خطورة. وبالتالي يجب أن نتحد في سبيل إنهاء العدو الأكثر خطورة؟".

الزبيدي: "نحن دخلنا اتفاق الرياض من شأن تتوحد الجهود للكل. لكن عدم تطبيق اتفاق الرياض هذا يعرقل، ومن هو المعرقل هو جزء بالشرعية.. هو المعرقل ليس نحن. نحنُ. أنا لو كان بيدي بأن أعمل قرارات جمهورية لن أتأخر دقيقة واحدة. وسنذهب جميعنا إلى جبهات القتال. المجلس الانتقالي الجنوبي دائما.. يتعامل بشكل إيجابي مع قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية. كان على المستوى العسكري أو على المستوى الأمني وعلى المستوى السياسي. أما المستوى الاقتصادي كل الموارد لازالت بيد قوى الحكومة الشرعية والرئيس هادي."
تم أيضا حذف هذا السؤال مع الجواب كاملًا من الفيديو المنشور على صفحة قناة الحدث على موقع اليوتيوب. ربما يكون سبب الحذف هو نفسه سبب حذف الأسئلة السابقة الذكر.

ما يدعو للاندهاش أنّ المذيعة وصفت الإخوان في سؤالها بـ "العدو الخطر" بالنسبة للمجلس الانتقالي وأنّ الحوثي هو الأكثر خطورة من "الإخوان المسلمين" على المجلس الانتقالي. وبالتالي يجب، حسب قولها، الاتحاد مع العدو الخطر الذي يمثّله الإخوان المسلمون للقضاء على العدو الأكثر خطورة الذي يتمثل في الحوثي.

وفي رده على هذا السؤال، لم ينفِ الزبيدي ما قالته المذيعة بل أضاف بأنّهم في المجلس الانتقالي الجنوبي دخلوا اتفاق الرياض من أجل توحيد الجهود، متهما أطراف في الحكومة "الشرعية" بعرقلة الاتفاق.

السؤال العاشر:
المذيعة: "طب بهذا الإطار البعض يتهمكم بأنّكم لا تتقنون. ربما اختيار التوقيت المناسب لتنفيذ مشروعكم. أو لا تُحسنون تحديد الأولويات. وهذا أحد العوامل التي تساهم باستمرار شرذمة الصف. كيف ترد على ذلك؟"

هذا السؤال المهم يذكّر القارئ باتهام الكثير من معارضي المجلس الانتقالي الجنوبي بأنّ المجلس الانتقالي الجنوبي دائمًا لا يُحسن توقيت تصعيده ضد "الحكومة" وأنّ عليه تأجيل مطالبه الوطنية حتى يتم القضاء على "الانقلاب" الحوثي.

في إجابته على هذا السؤال قال الزبيدي إنهم في المجلس الانتقالي لديهم مشروع وطني. مشروع أرض وإنسان. وأنهم ليسوا في "حفل زفاف" حتى يختاروا مواعيد محددة، وأنّ الشعب هو من يحدد مساره. وأنه لولا المشروع العربي لأعلنوا مشروعهم بشكل واضح، وأنهم قطعوا عهدا على أنفسهم بأنهم سيكونون مع السعودية والإمارات حتى تنتهي مهام وأهداف عاصفة الحزم، حسب تعبيره.

السؤال الحادي عشر:
في هذا السؤال تحدثت المذيعة حول القوات الجنوبية واستخدمت لفظة "التشكيلات العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي" بدلا عن (القوات)، وأضافت:
المذيعة: "في أي جهات تتحرك اليوم وبأي جبهات تنوي التحرك أيضا؟".

هذا السؤال يشير ضمنيا إلى رغبة الكثير من المناصرين للدولة الاتحادية في اليمن بتقدم قوات العمالقة الجنوبية للقتال في المحافظات الشمالية. لأنّ توقف القوات الجنوبية على حدود المحافظات الجنوبية قد يُفسّر لدى الكثير بأنه مقدمة لـ "الانفصال" كما يصفونه.

وقد أكّد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هذا الطرح بقوله: إنّ أهداف القوات التابعة للمجلس هو تأمين دولة الجنوب المستقبلية. أي المحافظات الجنوبية بهذا الوضع الراهن. وأنه لا مانع لديهم من الذهاب مع التحالف العربي إلى أي مكان عند الحاجة. حيث قال:

الزبيدي: "إحنا قواتنا جاهزة طبعًا للتحرك في أي موقع يتطلب الذهاب إليه. خاصة واحنا تكلمنا مع قوى شعب الجنوب بأننا إلى جانب التحالف العربي في أي معركة مصيرية.  أهدافنا تأمين دولة الجنوب ومحافظات الجنوب لكن هذا لا يعفينا أن نقوم بمهامنا إلى جانب قوات التحالف بالذهاب إلى أي موقع آخر يتطلب وجودنا فيه."

السؤال الثاني عشر:
المذيعة: " لماذا تعتقد بأنّ دوركم محصور في الجنوب؟
في جوابه على هذا السؤال قال الزبيدي إن دورهم ليس في الجنوب فقط. وأنّ قوات العمالقة الجنوبية ذهبت إلى الساحل الغربي وحررت ثلاث مديريات في شبوة. وهذا ما جعل الحوثي يستهدف أبوظبي حسب قوله.
يبدو أنّ المذيعة بهذا السؤال أرادت معرفة خطط ونوايا القوات العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي مستقبلا. أو ما إذا كان لدى هذه القوات نية للذهاب إلى شمال اليمن ومحاربة الحوثيين هناك.

السؤال الثالث عشر:
 في رده على سؤال المذيعة حول الدور الذي سيلعبه المجلس الانتقالي الجنوبي في الحفاظ على الملاحة البحرية في خليج عدن. أجاب الزبيدي بأنّ المجلس الانتقالي الجنوبي لا يمتلك الآن خفر سواحل ولا بحرية وأنهم بحاجة إلى دعم إقليمي ودولي لتأسيس خفر سواحل لتأمين ساحل خليج عدن وبحر العرب من القرصنة وهجرة الأفارقة والإرهابيين.

يمُكن لمراقب التطورات السياسية والعسكرية في جنوب اليمن أن يفهم من هذ السؤال، بأنه بدأت تتكون قناعة في الوسط الإعلامي بأنّ المجلس الانتقالي الجنوبي أصبح قوة يُعتمد عليها ليس في تأمين المحافظات الجنوبية فقط، بل أنه من الممكن أن يلعب دورًا مهمًا أيضًا في تأمين الحدود البحرية الجنوبية لليمن وباب المندب.

السؤال الرابع عشر:
 سألت المذيعة الزبيدي حول اتفاق ستوكهولم. وما إذا كان هذا الاتفاق مازال قابل للتنفيذ بعد التطورات الأخيرة في اليمن. إذ أجابها بأنهم في المجلس الانتقالي الجنوبي يرون اتفاق ستوكهولم جاء من البداية لحماية الحوثيين. وذلك بعد أن كانت قوات العمالقة على مشارف مدينة الحديدة. وأنه أتى لصالح الحوثيين وأنه حاليا يعُتبر "ميتا".

جاء هذا السؤال لمعرفة رأي المجلس الانتقالي الجنوبي ضمن حملة يدعمها التحالف العربي لما بدى أنه إلغاء اتفاق ستوكهولم المبرم بين الحكومة والحوثيين.

السؤال الخامس عشر:  
بعد سرد المذيعة لمحاولات المجتمع الدولي لإنقاذ الحوثي من خلال اتفاق ستوكهولم وجولة المبعوث الأمريكي إلى المنطقة لتفعيل الحل السياسي في اليمن. سألت الزبيدي حول إمكانية قبول المجلس الانتقالي الجنوبي العودة إلى طاولة المفاوضات.

رد الزبيدي، بأنّ السلام والحوار هو هدفهم، وهو مبدأ من مبادئ المجلس الانتقالي الجنوبي، وأنهم سيقبلون المفاوضات مع أي طرف يهدف إلى السلام والأمن في المنطقة.  لكن الزبيدي يرى أنّ الحوثي مراوغ ويعتمد على مبدأ "التقية". وأنّ أفضل حال يناسب الحوثي هو الاستمرار في الحرب. كما أنه لا يستطيع تلبية متطلبات أبناء الشمال وأنّ الحرب هي الطريقة المثلى له.

كل ذلك يشير إلى أنّ المجلس الانتقالي الجنوبي وصل إلى قناعة بصعوبة التفاوض مع الحوثي وأنّ الحوثيين غير مؤهلين لإقامة سلام دائم معه.

السؤال السادس عشر:
 ناقش السؤال والإجابة إمكانية الجلوس على طاولة المفاوضات في الأخير، وأنّ الحرب مع الحوثيين لن تستمر إلى ما لا نهاية.

السؤال السابع عشر:
 سالت المذيعة عيدروس عن رأيه حول التطورات الأخيرة في المنطقة. وما إذا كانت ستضغط على المجتمع الدولي وعلى الإدارة الأمريكية على وجه الخصوص، التي لاتزال مترددة حسب قولها، لفرض وإعادة وضع الحوثي على لائحة المنظمات الإرهابية.

قال الزبيدي بأنّ الإدارة الأمريكية الحالية ارتكبت خطأ بظنها أنّ الحوثي "معصوم من الإرهاب" ولو صبروا لظهر لهم وجه الحوثي الحقيقي. وقال أنّه في حال تم تصنيف الحوثي من قبل الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب، فإنه متأكد من أنّ دول كثيرة ستلحق بها وأنه لا يمكن أن تُجرى معه مفاوضات في حال تم تصنيفه.

السؤال الثامن عشر:
 المذيعة: "طيب.. على المدى الطويل. فيما لو عدتم إلى طاولة المفاوضات كمجلس انتقالي جنوبي. من أي منطلق تذهبون للتفاوض؟ هل من منطلق مثلا المطالبة بدولة اتحادية.. من ستة أقاليم، كما نصت مخرجات الحوار؟ هل من دولة فيدرالية من إقليمين؟ أم أبعد من ذلك، من خلال المطالبة بانفصال تام للجنوب؟"

الزبيدي: "برنامجنا السياسي للمجلس الانتقالي الجنوبي حدد ثلاث خيارات. وهذه الخيارات يقررها شعب الجنوب بنفسه. الخيار الأول العودة إلى دولة ما قبل 1990 بحدودها المتعارف عليها. الخيار الثاني دولة اتحادية؛ مثلا: كل بلد يحكم نفسه ولكن في إطار دولة مركزية. والخيار الثالث الاستمرار بالوحدة اليمنية الموجودة. هذا الكلام يقرره الشعب في الجنوب باستفتاء بحق تقرير المصير تُشرف عليه الأمم المتحدة. نحن تاركين هذه الخيارات كلها لشعب الجنوب."

هذا السؤال الجريء يوضّح للمراقبين والمهتمين بتحركات المجلس الانتقالي في جنوب اليمن والشأن اليمني نوايا المجلس المستقبلية بخصوص الاستمرار في الوحدة اليمنية أو استعادة دولة ما قبل الوحدة في جنوب اليمن. إذ تكمن أيضا أهمية هذا السؤال في أنه أتى من جهة إعلامية محسوبة على المملكة العربية السعودية قائدة التحالف العربي في اليمن، التي درجت على تأكيد موقفها الداعم لـ "الوحدة اليمنية."

في إجابته، تحاشى الزبيدي الحديث عوضًا عن خيارات الجنوبيين، لكنه وضع الكرة في ملعب الشعب في محافظات الجنوب لاختيار أحد الحلول التي طرحها المجلس.

السؤال التاسع عشر:
المذيعة: "وماذا تعتقد شعب الجنوب يريد؟"
الزبيدي: "أنا لا أسبق الأحداث. لكن أنا أعتقد إنه يناضل على استعادة دولته كاملة السيادة وعاصمتها عدن."

ربما لا يعبّر هذا السؤال المثير للجدل إعلاميا عن أيديولوجيا قناة الحدث تجاه المجلس الانتقالي الجنوبي. لكن إما أنه يأتي في سياق إبداء نوع من التعاطف تجاه مطالب المجلس، وإما لمعرفة نوايا المجلس تجاه الوحدة اليمنية.

السؤال العشرون:
المذيعة: "طب.. بغض النظر عن رغبة الشعب. هل تعتقد بأنّ الظروف مواتية والمجتمع الدولي يرحّب اليوم بانفصال أي إقليم أو أي منطقة. ولو حتى جرى استفتاء وكان لصالح الانفصال؟ رأينا إقليم كردستان؛ الكرد صوتوا لصالح انفصال الإقليم عن الدولة الاتحادية. أيضًا في إقليم كاتالونيا في إسبانيا. ولكن على الرغم من ذلك، لم ينجحوا في الانفصال التام. لأنّ ببساطه المجتمع الدولي لا يرغب بذلك."

الزبيدي: "أنا أتمنى أن تكوني متفائلة. لأنّ شعب الجنوب عنده إرادة قوية. والمجتمع الدولي سيستجيب لشعب الجنوب إذا ثبت على الأرض وقال أريد حقي كامل غير منقوص. المجتمع الدولي لا يكون نيابة عن شعب الجنوب. ما يقرره شعب الجنوب دعم الجنوبيين إذا قرروا استعادة دولتهم، على المجتمع الدولي أن يلبي هذا الطلب. والأمم المتحدة صُممت على هذا الأساس. بأنها تعطي الشعوب حق تقرير مصيرها في السيادة على أراضيها."

من السؤال والإجابة، يستطيع المراقب أن يلحظ تفضيل المجلس الانتقالي الجنوبي وإصراره على استعادة دولة الجنوب السابقة أكثر من الحلول المتوقعة لشكل الدولة اليمنية في المرحلة القادمة، والتي ربما تتضمن دولة من إقليمين أو ستة أقاليم.

السؤال الحادي والعشرون:
المذيعة: "طيب بالعودة إلى التقارير التي تتحدث عن تعاون بين القاعدة والحوثيين. كان الدليل في هذه التقارير بأنّ الحوثيين لم يستهدفوا القاعدة.. لم يستهدفوا يوما مناطق تابعة لسيطرة الحوثي، وإنما كان استهدافهم مركّز على المناطق التابعة للشرعية وتحديدًا عدن. لماذا برأيكم؟"

الزبيدي: "إحنا بيننا صراع نحن والإخوان المسلمين وهناك قيادات في أعلى هرم السلطة، طبعًا من الإخوان المسلمين. هؤلاء صمموا القاعدة وداعش على أن تكون في الجنوب فقط. وظلّوا يَضخون معلومات وتقارير للأمريكيين وللغرب أنّ القاعدة موجودة في الجنوب وليس موجودة في الشمال. وأن معظمها من الشافعيين والسنيين. هؤلاء.. هذا التصميم كله تصميم من حزب الإخوان، الذين [هم] معروفون. طبعا على رأسهم ما نذكرش أسماء لكن بهيئة الرئاسة. نائب الرئيس هو على رأسهم. وأرادوا أن يقنعوا العالم إن الدواعش القاعدة هم في الجنوب ليس في الشمال. وهذا من صنعهم.. لايزالون حتى هذه اللحظة يصنعوهم ويُنتجوهم. فنحن غريمنا وعدونا بالجنوب بشكل عام هم الإخوان المسلمون. هم من ينتج هذه التنظيمات الإرهابية."

تم حذف هذا السؤال من المقابلة المنشورة على صفحة قناة الحدث غلى موقع اليوتيوب على الإنترنت. وهو السؤال الثالث الذي تم حذفه من المقابلة لاحتواء هذه الأسئلة على مضمون يتحدث عن الإخوان المسلمين في اليمن، الذين يتواجدون في مناصب رئاسية في الحكومة المعترف بها دوليا.

حاولت المذيعة إظهار أنّ القاعدة تستهدف فقط المناطق التي تسيطر عليها "الحكومة" وليس الحوثيون، وأوردت عدن على سبيل المثال. لكن المراقب يُدرك أنّ القاعدة تستهدف المناطق التي يسيطر عليها المجلس الانتقالي الجنوبي وأفراد في الغالب ينتمون لمؤسساته.

كان رد الزبيدي بوجود صراع بين المجلس الانتقالي الجنوبي والإخوان المسلمين الموجودين في الشرعية اليمنية، وعلى رأسهم نائب الرئيس لصلته بـ "القاعدة". هذا الاتهام المباشر يعكس عمق الهوة بين الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي. كما يدل أيضاً على صعوبة إيجاد نقاط مشتركة بينهما لتأسيس جبهة قوية متماسكة "ضد الحوثيين"، كما يسعى التحالف الذي تقوده السعودية لذلك، مالم تحصل تنازلات من الطرفين.

السؤال الثاني والعشرون:
المذيعة: "بعدن، شُكّلت حكومة مناصفة. وأنتم تمسكون بالأمن هناك. لماذا لم نرَ استتباب للأمن؟ لماذا لم نرَ تنمية؟ لماذا لم نرَ حُكم يكون نموذج لباقي المناطق؟"

قال الزبيدي بمعرض رده، أنّهم يواجهون في عدن منظمات مزدوجة، وأنّ الحوثي يشتغل على عدن في الفترة الأخيرة ويحاول، وفقا للزبيدي، القيام بتفجيرات كما تفعل القاعدة وداعش، وأنّ المجلس الانتقالي والقوات التابعة له في عدن يعملون بأقصى قواهم على الرغم من الإمكانيات الضئيلة جدا لديهم. وأنّ التحالف والإمارات بالذات قامت بتدريب هذه القوات في عدن لمكافحة الإرهاب وتثبيت الأمن لكن ماتزال الإمكانيات شحيحة جدًا إلى هذه اللحظة.

بالنسبة للجانب الاقتصادي اتفق الزبيدي مع ما ورد في السؤال، بعدم وجود تنمية. مرجعًا ذلك ضمنيًا لغياب دور الحكومة، التي قال إنّ عليها أن تقوم بدورها في الجانب الاقتصادي.

السؤال الثالث والعشرون:
في هذا السؤال الأخير سألت المذيعة عن تفسيرات عيدروس الزبيدي لدور الأمم المتحدة ووصفته بالمتخاذل. متهمة الأمم المتحدة بأنها تحاول الحفاظ على الوضع السيئ القائم في اليمن حسب قولها. رد الزبيدي بأنّ دور الأمم المتحدة محدود للغاية وأنّ دورها في اليمن يبدو غائبا نهائيا. مشيرًا مرة أخرى إلى أنّ الوضع في عدن صعب جدًا وكارثي. وأنّ الوضع الاقتصادي مُتعب ومنهك والعملة في حالة انهيار مستمر والمواطن هو من يدفع ثمن كل ذلك.
  • الاستنتاج:
• على الرغم من أنّ قناة الحدث خصصت تغطية خاصة للملف اليمني يوميا بكل تناقضاته تحت مسمى (الحدث اليمني) والذي يضم على قناتها على موقع اليوتيوب (536) فيديو حتى الساعة (6:07) مساء بتاريخ 13/12/2021. إلا أنه لا توجد سوى (حلقتان) بينها تتضمن لفظتي (الانتقالي) و (الانتقالي الجنوبي) التي تُشير إلى المجلس الانتقالي الجنوبي.

• على الرغم من أنّ الحلقتين أعلاه أشارتا إلى المجلس الانتقالي الجنوبي في عناوينهما إلا أنهما لم تتطرقا للحديث عنه إلا من خلال تطبيق اتفاق الرياض فقط.
• تستضيف قناة الحدث ضمن برنامجها (الحدث اليمني) ضيوف من المحافظات الشمالية اليمنية وليس من محافظات الجنوب للحديث عن اتفاق الرياض. يؤدي النقاش في الغالب إلى إبراز وجهة النظر الشمالية غير الراضية عن المجلس الانتقالي الجنوبي بطريقة ما.
• قناتا العربية والحدث تنظران للمجلس الانتقالي الجنوبي من زاوية واحدة فقط وهي اتفاق الرياض، الذي رعته السعودية، وآلية تطبيقه.
• على الرغم من الساعات الطويلة التي تُخصصها قناة الحدث يوميًا لتغطية أخبار اليمن ومناقشة الملف اليمني، إلا أنّ حضور المجلس الانتقالي الجنوبي في هذه التغطية قد يكون معدوما إلا فيما ندر. وإن حضر يكون مرتبطا في الغالب باتفاق الرياض.
• غاب اسم (المجلس الانتقالي الجنوبي) عن عناوين الأخبار والحلقات الإخبارية الحوارية على قناة العربية إلا فيما ندر.
• لم تستضف قناتا العربية والحدث محللين أو شخصيات سياسية أو عسكرية في مقابلات خاصة أو ضمن ساعات تغطية الملف اليمني للحديث عن المجلس الانتقالي الجنوبي بصفته وشخصيته.
• لم تخصص قناتا العربية والحدث أي من حلقات برامجها الحوارية للحديث عن المجلس الانتقالي الجنوبي كمكون سياسي وعسكري يمني.
• لا تستضيف قناتا العربية والحدث أي محليين سياسيين أو شخصيات محسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي ضمن تغطياتها اليومية للملف اليمن، إلا فيما ندر.
• لم يتطرّق الساسة الجنوبيون الثلاثة الذين استضافتهم قناة العربية في برامجها السياسية (العطاس، بن مبارك وياسين) للحديث عن المجلس الانتقالي الجنوبي باعتباره الطرف الأكثر فاعلية جنوبا، وكان حديثهم فقط عن وجهة نظر الحكومة الشرعية.
• الملاحظ أنّ اثنين من الساسة الجنوبيين الثلاثة الذين استضافتهم العربية في مقابلات خاصة (العطاس وبن مبارك) يختلفون في كثير من الرؤى والمواقف مع المجلس الانتقالي الجنوبي، أبرزها فيما يتعلق بالموقف من الوحدة اليمنية.
• استضافت قناة العربية حيدر أبو بكر العطاس في برنامجها (الذاكرة السياسية) للحديث فقط حول ذكرياته السياسية قبل الوحدة وبعدها. تزامن هذا الظهور الذي ذكّر ببعض الأزمات التاريخية في دولة الجنوب سابقا، مع إطلاق المجلس الانتقالي الجنوبي لما يعرف بـ "الحوار الجنوبي"، وأثارت نشر هذه اللقاءات حينها انتقادات واسعة.
• استضافت قناة العربية رئيس الوزراء اليمني، معين عبد الملك في برنامجها (سؤال مباشر) للحديث فقط عن اتفاق الرياض من وجهة نظر الحكومة الشرعية، بينما تم تغييب الطرف الثاني من الاتفاق.
• تهتم قناتا العربية والحدث بالصفة الوظيفية للمحللين السياسيين والعسكريين الذين يطلون على شاشاتها. إذ أنّ كل المحللين الذين تستضيفهم القناتين يتمتعون في الغالب بصفة وظيفية مرموقة في الحكومة الشرعية، مثلًا (مستشار).
• من خلال التعرف على الصفة الوظيفية الحكومية لضيوف القناتين يتضّح أنّ قناتي العربية والحدث لا تهتمان باستضافة المحللين السياسيين والعسكريين اليمنيين المستقلين، الذين لا ينتمون للحكومة الشرعية اليمنية. وبذلك يظل التحليل السياسي والعسكري اليمني يدور فقط في فلك وجهة نظر الحكومة الشرعية المختلفة جذريًا مع المجلس الانتقالي الجنوبي وحتى مع الحوثيين.
• بدا أنّ الهدف الأساسي لإجراء اللقاء التلفزيوني مع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، هو محاولة تسويق موقف المجلس الانتقالي من الحرب على الحوثي إعلاميًا، تزامنًا مع مساعي التحالف الميدانية في اليمن.
• يبدوا أنّ قناة الحدث لديها موقف مسبق بأنّ المجلس الانتقالي يلعب دورًا سلبيًا في توحيد الصف اليمني لمواجهة الحوثيين.
• هناك اعتراف لدى صانع السياسية الإعلامية السعودية بسيطرة "الإخوان المسلمين" على الشرعية اليمنية. وصفتهم المذيعة بـ "العدو الخطر".
• إنّ حذف قناة الحدث من صفحتها على يوتيوب أربعة أسئلة من مقابلة الزبيدي، تطرّقت لدور "الإخوان المسلمين"، يُشكك في مهنية القناة الإعلامية، ويُظهر استجابتها، على الأرجح، لضغوط سياسية عليا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى