أفراد من ذوي الهمم يخدمون المجتمع تطوعًا كرجال مرور

> العند "الأيام" هشام عطيري

>
أكثر من 8 ساعات يقضيها ثلاثة أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة في تنظيم حركة مرور المشاة والسيارات في مدينة العند الواقعة على طريق رئيس يربط الجنوب والشمال والتي تعد أكبر المناطق المزدحمة بالسيارات المختلفة والناقلات. كما تعد المدينة مركزًا تجاريًا خاصة لبيع الحلوة اليمنية بمختلف أنواعها.


طريق مدينة العند المكتظ بالحركة دفع بثلاثة من ذوي الهمم إلى التطوع والعمل على تنظيمه وتسيير حركته المرورية بدافع الحب والمسؤولية تجاه منطقتهم وهو ما أثار إعجاب وشكر المواطنين نظير جهودهم التي يبذلونها في المنطقة، وخاصة وقت الذروة التي تشهد ازدحاما شديدا للمركبات والناقلات في الطريق، إضافة إلى حركة المشاة المتواصلة، حيث سجلت في هذه المنطقة العديد من الحوادث المرورية جراء ضيق الطريق وزحمتها خاصة في وقت الذروة.

محسن صالح مسافر، عبد صالح مفتاح سالمين، محمد مانع سالم هؤلاء الثلاثة من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تطوعوا للعمل كرجال مرور في شارع العند دون كلل أو ملل على الرغم من ظروفهم المعيشية القاسية والفقر المدقع الذي يعانون منه إلا أنهم فضلوا العمل التطوعي خدمة إنسانية منذ أكثر من 6 سنوات.


المواطن عبدالله مرشد يشير إلى أن هؤلاء المتطوعين من ذوي الهمم يعملون بجهد متواصل منذ الصباح الباكر حتى مغرب اليوم نفسه دون كلل أو ملل في تنظيم حركة السير في شارع العند منذ سنوات، مشيدًا بدورهم المجتمعي تجاه مجتمعهم ومواطنيهم في منطقة العند.

يرتدي الثلاثة زي شرطي المرور وهم ليسوا برجال المرور؛ بل متطوعون لا يتحصلون مقابل ما يعملوه في خدمة الناس في منطقة تعد من أكثر المناطق اكتظاظًا بالمارة والسيارات الأمر الذي يستدعي الجهات المختصة للنظر إليهم وتكريمهم بتوظيفهم في شرطة السير بشكل رسمي.

يؤكد باسل وطش أن المتطوعين من ذوي الاحتياجات الخاصة في تنظيم حركة المرور يعد الشيء الجميل في مدينة العند، حيث يقومون بعمل جبار لا يقدر عليه أي شخص أن يقوم به وهم متطوعون ويعملون بشكل مجاني لخدمة المنطقة وأبنائها في الحد من الازدحام التي تشهده المنطقة جراء مرور الناقلات بمختلف أنواعها في هذا الطريق الوحيد بالعند الذي يعد طريقا رئيسًا، مشيرًا إلى أن حالتهم المادية صعبة.


يجدد باسل مطالبته للجهات المختصة في شرطة السير اعتماد وظائف رسمية لهؤلاء المتطوعين من ذوي الاحتياجات الخاصة بما يسهم في تحسين معيشتهم وتوفير لقمة العيش لأسرهم في ظل هذه الأوضاع التي تعاني منها البلاد.

يشير العاقل سعد ناصر أن مدينة العند وخاصة سوقها مزدحم نتيجة للكثافة السكانية، حيث تعد مدينة العند أحد المناطق التي تشهد استقطاب المئات من المواطنين للسكن فيها بشكل شهري إضافة إلى انتشار أصحاب البسطات وعدم انتظام الشوارع وخلوها من العوائق، إضافة إلى انتشار الدراجات النارية بشكل كبير وهو ما يؤثر على حركة السير في مدينة العند.

يقول سعد لقد أبدع هؤلاء الثلاثة الأشخاص من ذوي الهمم في تسهيل حركة المرور في المنطقة وهو عمل جبار يجب رفع القبعات لهم في ظل عدم تواجد أي رجل مرور من شرطة السير في هذه المنطقة ولولاهم لكانت هناك مشكلة كبيرة في سوق العند جراء عدم تنظيم حركة السير، حيث شهدت المنطقة تسجيل حوادث مرورية كثيرة في هذا السوق فهم حسب قوله يعملون أكثر من رجال المرور، وهو ما يستدعي النظر لهم بعين الرحمة فهؤلاء الثلاثة من ذوي الهمم أصبحوا منفعة للمنطقة في تسهيل حركة السير وأشخاص مهمين في المنطقة لا يجب الاستغناء عنهم.


يؤكد نائب مدير شرطة السير العقيد سعيد قائد الصيادي أن هؤلاء الثلاثة المتطوعين بتنظيم حركة المرور في العند يمتلكون مواهب ورغبة ومحبة للعمل المروري، على الرغم من أنهم لا يتقاضون رواتب إزاء ذلك، مشيرًا أن شرطة السير تقدم لهم حوافز بسيطة جراء ما يقدموه من عمل تطوعي وهو حسب قوله مبلغ لا يذكر، لافتًا أن موهبتهم وعشقهم لهذا العمل يشكل دافعًا أساسيًا لعملهم التطوعي، فهم يبذلون جهودًا على الرغم من إعاقتهم إلا أنهم يلعبون دورًا أفضل بكثير ممن يمتلكون الحواس الخمس من رجال المرور وعندهم شعور بالمسؤولية يقدموها بشكل عفوي يتقبلها المواطن باحترام وتجاوب.

ويوضح الصيادي أن المتطوعين الثلاثة من ذوي الاحتياجات الخاصة لهم في هذا العمل ما يقارب 7 سنوات يؤدون عملهم في المنطقة المزدحمة التي أرهقتنا.

وقال "نكن لهم كل الاحترام والتقدير غير أننا عاجزين عن إعطائهم حقهم، ونتمنى من وزارة الداخلية أن تسجلهم جنودا بشكل رسمي.. نحن رفعنا بهم إلا أن أوضاع البلاد لم تمكنا من متابعة مستحقاتهم".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى