> ​نشرت ميليشيات الحوثيين المئات من مسلحيها في شوارع وأزقة العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرتها، وفرضت إجراءات أمنية مشددة، بعد ظهور شعارات مناهضة لها على جدران عشرات المباني، وسط تصاعد حالة الغضب الشعبي جراء تفاقم الأزمات والأوضاع المعيشية.

وقالت مصادر محلية في صنعاء لـ"إرم نيوز"، إن مليشيات الحوثيين نفذت خلال اليومين الماضيين، حملة اعتقالات عشوائية، استهدفت العشرات من المواطنين في العاصمة اليمنية صنعاء، بينهم رؤساء أحياء سكنية ظهرت فيها الشعارات المناهضة للحوثيين، والمطالبة برحيلهم.

وذكرت المصادر، أن وحدات أمنية تابعة لميليشيات الحوثيين، انتشرت في عدد من أحياء وشوارع المدينة، مستحدثة حواجز تفتيش، ونشرت مسلحين مقنعين، في محاولة لإخافة المواطنين، وتقوم بإيقاف العشرات من المدنيين بشكل عشوائي وإخضاعهم للتحقيقات أملا في معرفة هوية كاتبي الشعارات الجدارية في صنعاء.

كاميرات مراقبة

وأشارت إلى أن الميليشيات ألزمت عشرات المنازل والمحلات التجارية التي ظهرت عليها الشعارات الجدارية، بطمسها ووضع كاميرات مراقبة على مبانيهم ومحلاتهم من أموالهم الخاصة.

ومع مطلع الأسبوع الجاري، بدأت الشعارات الجدارية المناهضة لميليشيات الحوثيين، بالظهور على جدران المنازل والمحلات التجارية في عدد من شوارع وأحياء مدينة صنعاء، للمرة الأولى منذ سيطرة ميليشيات الحوثيين على المدينة عام 2014، في مؤشر إلى تزايد حالة الاحتقان الشعبي، وفي تحد جديد للقبضة الأمنية التي تفرضها الميليشيات على المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وكتب مجهولون شعارات جدارية تطالب برحيل الحوثيين، وتؤكد أن اليمن ليس تابعا لإيران، وهو ما أثار مخاوف لدى ميليشيات الحوثيين واستدعى استنفارها خشية اندلاع ثورة شعبية، في ظل تفاقم أزمة المحروقات وانعدام غاز الطبخ وارتفاع الأسعار.

بداية انتفاضة

وتفاعل رئيس هيئة الأركان اليمنية، قائد العمليات المشتركة في وزارة الدفاع، اللواء الركن صغير حمود بن عزيز، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي توتير، بعد أن نشر صورا عدة للشعارات الجدارية التي انتشرت في صنعاء، قائلا ”لبيك يا صنعاء يا مشعل الحرية“.

ورأى الصحفي اليمني، فهد سلطان، في تغريدة على تويتر، أن شعار ”ارحل ياحوثي“ المدون في شوارع صنعاء، ”جعل الحوثيين في حالة استنفار.. أصدروا تعليمات صارمة لعقال الحارات بتعقب هؤلاء النشطاء، ولأصحاب المساكن بالسجن وغرامات إذا كتب على ظهر منازلهم، وهناك اعتقالات لمشتبهين وذلك لمحاولة وقف تمدد الشعار الذي هو تعبير عن الرفض ودعوة للتمرد على الجماعة..“.

وعلق الناشط اليمني، ”أبو عفاش الحميري“ في صفحته على فيسبوك“بدأ الشعب يستيقظ ويعلن عن كرهه ميليشيا الحوثي وأنه لا حكم له عليه، بدأت كتابات ”ارحل يا حوثي“ تغطي معظم شوارع صنعاء، هنا بداية الانتفاضة في وجه الكهنوت ويجب على جميع الناس في مناطق سيطرة الحوثي أن يبدؤوا بمثل هذه العبارات، فبداية الغيث شخطيطة عرض الجدار، يعمم على جميع مناطق سيطرة الحوثي بملء الأحياء والجدران بمثل هذه الكتابات“.

وقال الإعلامي، عبدالكريم المدي، على ”تويتر“، إن ”شوارع صنعاء.. تقول: اليمن لا تتبع إيران“ أحرارنا في صنعاء وكل منطقة تحتلها الحوثية، تحية لكم.. بارك الله بجهودكم، عباراتكم على الجدران زلزلت أركان الإمامة الحوثية.. بارك الله فيكم ونصرنا جميعا..كل يمني عروبي يقدر جهودكم“.

شكوك

في المقابل، قالت الناشطة روعة سليمان، على تويتر، إنها تكاد تجزم أن ”الذي كتب الشعارات على الجدران في صنعاء هو الحوثي نفسه، من أجل خلق مبررات للقيام بحمله ضد شريحة معينة من الناس وإخراج من يسمونهم الأفاعي من جحورها، جس النبض لدى الشارع ومدى تجاوبهم بعد تزايد مخاوفهم من خروج المواطنين إلى الشوارع“.

وذكر حساب باسم ”العولقي“، في تغريدة على تويتر، أن ”ظهور ثورة مضادة من داخل #صنعاء تعادي الحوثيين وزيارة المبعوثة الأممية أنجلينا جولي في آن واحد تنذر بأن هناك أوراقا سياسية ستحترق وأن اللعبة تغيرت!“.