جنوبنا والسّلق بطريقة الأشقاء

> بطبخة محضّرة سلفاً، وهي تجهّزت على طريقة السّلق السريع، تتهيّأ المملكة لعقد مؤتمر (مشاورات يمنية - يمنية) وآخر مارس الجاري بشأن جغرافيتنا الممزّقة المنهكة، وكما اتضح من لقاء الرئيس بأمين عام مجلس التعاون الخليجي، فإن الغاية هي مواصلة الجهود الوطنية اليمنية، وأيضا بدعم الأشقاء لبناء دولة المؤسسات الحديثة والقائمة على أسس العدل والمساواة بين كل أبنائها.. إلخ.

هنا بكل استخفاف نعود إلى نفس موّال ومصفوفة الاصطلاحات الرنانة الجوفاء والكاذبة عن الدولة الطوباوية المزمعة، والأدهى أن مؤتمرهم يرتكز على نفس المرجعيات الثلاث البائسة لسلطة الإفك، ونعرف كيف تمثّل جنوبنا وقضيته في مؤتمر الزّندقة للحوار، وأيضًا أين وُضِع وذُكِر في مبادرتهم الخليجية تلك، وهي - المبادرة التي جاءت على خلفية الصراع الحاد في الشمال على السلطة وحسب، أي أنّ كل هذا يعني إصرار أشقائنا على إبقاء جغرافيتنا ملتهبة متفجرة بالغضب الجنوبي من كل هذا الإسفاف، ولاحظوا الآن كيف تتداعى المكونات الجنوبية الكرتونية إلى الظهور تزامنًا مع هذا اللقاء، مع أن كل جماهيرها وقواعدها قد ذابت في المجلس الانتقالي الجنوبي.

يا هؤلاء، السّلق في القضايا المصيرية الحادة يفضى الى مآلات أكثر كارثية، ثم يظهر وكأنكم لم تستوعبوا بعد تطلعات جنوبنا، ولا أدري هل هذا استغباء أو استهانة بجنوبنا وقضيته، كما لا أظن أنكم ترومون دفعه إلى ما لا يحبه، أو أنكم لم تضعوا معيارا دقيقاً يقيس لكم تضحياته بطابور طويل من الشهداء والجرحى مؤخراً، ولا أعتقد أن في قاموسكم ونواميسكم هذا لا يعني شيئا البتّة.

المناظير القصيرة المدى في الرؤية، وأيضًا المناظير المشوشة الرؤية، وحتى المناظير المكيفة للرؤيا كما يريدها صاحبها، وهذه الأخيرة وفقاً لحاجتكم أنتم كما يبدو، كل هذه لا تجدي لرسم المشهد هنا وفقا لتطلعاتكم ورغبتكم، وهذا بدون النّظرة الاستعلائية الفوقية منكم ناحيتنا، حتى وإن كنا اليوم منهكين جياعًا، ولاحظوا أن هذا الأخير حدث لنا بعلمكم وتحت سمعكم من سلطة الإفك المستضافة في قصوركم المرفهة يامن تدّعون الإخوة.

لجنوبنا قضية عادلة، وهي جاءت بتمادي الشريك الشمالي في سحقنا بكل حقارة، ومعاملتنا مواطنين درجة ثالثة، بل قد استباح أرضنا وثرواتنا وما انفكّ، وكل هذا تعرفونه جيدا، وهو مسلك لا تسامح فيه مطلقا وتحت أي ظروف أو ذرائع كانت.

في الجنوب نحن شعب حي، ومهما أصابنا من تجويع وإنهاك وخلافه، والواقع لا يقبل بتسويات على الطريقة التي سُلق بها التحضير الهوشلي للقائكم المزمع بمرجعياته الكاذبة وخلافه، والقراءات الملتبسة لواقعنا هنا في كل البلاد أو في جنوبنا لا تؤسس للقادم الوردي بالصورة التي تتخيلونها، أو تتخيلون أن بمقدوركم فرضها علينا قسراً، ثم أن كل الشمال ليس رهن أيديكم أصلاً، والحوثيون لن يقبلوا أن يسيروا وفق هواكم وتطلعاتكم، فمن تحكمهم هي إيران، وهذا هو الواقعي، أليس كذلك؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى