مشاورات الرياض لن توقف الحرب

> لا أعتقد أن مشاورات الرياض القادمة ستكون لها علاقة بوقف الحرب أو بأي تسوية سياسية شاملة للأزمة اليمنية، لسبب بسيط وهو غياب الطرف الرئيس الآخر بهذه الحرب (الحوثيين)، ولكنها ستكون على ما يبدو أشبه بعملية إصلاحات وإعادة غربلة سيقوم بها التحالف بهياكل ومؤسسات السلطة المعروفة بالشرعية وباقي القوى المنضوية تحت مظلته ومنها الطرف الجنوبي والمجلس الانتقالي بالذات، قد تشمل مؤسسة الرئاسة وإشراك الانتقالي فيها وفي بعض المؤسسات السياسية والعسكرية، وغيرها من الإصلاحات والتغييرات التي ستتم تحت عنوان الحوار اليمني- اليمني.

وهذا سيعني فيما يعنيه للتحالف تخطي عقبة التشظي التي تعتري معسكره وتفشله، وللدخول بعد ذلك بمفاوضات مع الحوثيين ومعسكره أكثر تماسكا، كما سيعني هذا للشرعية -ظاهريا- تقليصا لنفوذها وستتظاهر بحالة تبرم وبمظهر الضحية، ولكنها تدرك أن مقابل ذلك ستكون كاسبة سياسيًا على المدى البعيد باحتواء المجلس الانتقالي والقضية الجنوبية برمتها من خلال الطُعم الذي سيبتلعه المجلس -إن ابتلعه- لتُعيد بالتالي زمن الهيمنة من جديد على الجنوب، وبسند إقليمي ودولي هذه المرة.

أما المجلس الانتقالي فإنه بكسبه لبعض المناصب والمواقع سيعزز حضوره السياسي داخليًا وخارجيًا ويمكنه من بعص المؤسسات، إلا أن هذا مكسب وإن بدا مغريا فهو آني (رشوة سياسية بامتياز) إلى حين، وقد تجره هذه المناصب للتلاشي داخل هذه المسماة بالشرعية إن لم يكن هنالك اتفاق سياسي واضح بضمانات دولية بشأن مستقبل القضية الجنوبية، ما دون ذلك فإن الانتقالي وقضيته سيتم احتواؤهما تحت بريق المناصب وسراب المكاسب.

فما سيتم لمستقبل القضية الجنوبية بمؤتمر الرياض إن تم تمرير المخطط؟ ستنطوي عليه تبعات خطيرة إن لم يتنبه لها الجنوبيون ويتصدون لها، ويصحو معها وفد الانتقالي داخل قاعات حوار الرياض وكواليسه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى