الشهيد جواس.. وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

> هكذا قال فارس الفرسان الشاعر الجاهلي عنترة مخاطباً قومه:

سيذكرني قومي إذا الخيل أقبلت

وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

تعرف مكانة ومنزلة الأبطال في تاريخ الشعوب عند النوائب والمحن وكثيراً ما تفتخر الشعوب بأبطالها ممن يظهرون شجاعة وفطنة وحكمة في أوقات المحن فيكونون بقوة باسهم وحنكتهم منقذين، وقيادات على مستوى من النباهة يجيدون لعب أدوار لا يمكن أن يأتي بها سواهم.

تذكرت كل ذلك وأنا أقراء ما كتب عن مآثر الشهيد البطل اللواء ثابت مثنى جواس تلك الهامة الأسطورية في مناقبها وسيرة جباه مليئة بالمآثر والبطولات.

هكذا تلخصت شخصية القائد جواس من لدن البسطاء فأظهرت قدرات لا حدود لها.. قائد عسكري فذ ببطولاته وإنسان بسيط لم ينتابه الغرور قط.

جواس خاض معارك البطولات ومارس مهامه العسكرية بكل كفاءة واقتدار أظهر حكمة القائد في وقت الشدائد فكانت قراراته حكيمه وصائبة ولم يجازف قط بأرواع مقاتليه، وتلك من مثالبه التي يذكرها الكثيرون.

جواس القائد بتلك الهيبة والحضور كان يمثل شيئاً كثيراً للوطن طالته يد الغدر في أدق المراحل التي يمر بها الوطن الجنوبي، وتنوعت الجهات المستفيدة من النيل من هذا القائد العظيم وهي بمحصلتها من أعمال القوى الظلامية التي يرعبها وجود مثل هؤلاء الرجال في مقدمة الصفوف، وبعد أن طالته يد الغدر في سلسلة من تم استهدافهم خلال الفترة الماضية لم يعد مجدياً النواح على خسارتنا البالغة جراء ما حدث.

إن تنوعت الجهات التي اقتضت مصالحها استهدافه فهي في خلاصتها انعكاس لواقع الحال الجنوبي الذي ترك عقب التحرير مساحة مكشوفة لقوى الشر دون الأخذ بأي محاذير تمنع البقاء تحت طائلة تلك النفوس الشريرة التي لم تجد رادعاً تجاه ما تعمله وتفكر به، لأننا ببساطة لم نكن نعطي أهمية لدور الرجال أمثال جواس ممن كانوا وراء ما تحقق وللأسف لم تتم المحافظة على ما تحقق ولا حتى حفظ الجميل لمن كانوا قيادات فاعلة في الميدان.

جحود لا يمكنه إلا أن يعبر عن مستوى من العدمية غير المسبوقة، بل هي نمط من الحسابات الخاطئة جداً التي أجزم بأن لها تبعيات مؤسفة ونتائج كارثية.

الأرض التي جاءت بجواس البطل لا يمكنها أن تسقط من ذاكرة الأجيال ما حل بالأبطال بعد الانتهاء من مهامهم.

رحل الشهيد جواس مرفوع الهامة بسجل مآثر الأبطال والفرسان وستقفون يوماً عند نفس بيت الشاعر عنترة بالقول:

سيذكرني قومي إذا الخيل أقبلت

وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

علماً بأن حاجتكم لمثل الشهيد البطل جواس لن تنتهي، لأننا على مشارف سيناريوهات كثيرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى