على غرار الخليج..مجلس تعاون يمني

> مؤكد أن كل من شارك في حوار الرياض لا يعلم أبعاد هذا الحوار ومخرجاته، فالحوارات اليمنية ظاهرها جيد وتفاعلي ومؤثر، وبالأخير أفضت إلى ما هو كارثي حال اختتام جلساته، فقد خطف الحوثي مسودة الحوار ليخطف بعدها اليمن بأكمله لولا أن الجنوب لم يستسغ سيطرة الحوثي وهيمنته فانتصر ولم يعلن الاستقلال فعاد من جديد للارتباط الشعبي اليمني واسع الصلاحيات والإصلاحيات، ها هو حوار آخر ليس في موفنبيك اليمن هذه المرة بل في موفنبيك الرياض مع اختلاف الموفنبيكيات ومستوياتها الانفاقية والتحفيز طبعا.

حوار الرياض عبر عنه في تساوي الشعارين الافتراضي شعار مجلس التعاون الخليجي الراعي الرسمي للحوار وشعار المشاورات اليمنية التي قد تفضي إلى التساوي الكامل بين الشعارين وإلى التقارب الكامل بين المكونين مجلس التعاون الخليجي ومجلس التعاون اليمني مع بقاء عمان الخليجية يقاربها عمان اليمنية وقطر الخليجية تقاربها قطر اليمنية والسعودية الخليجية تقابلها السعودية اليمنية ودبي الخليجية تقابلها دبي اليمنية ولا داعي لتسمية الحواضر اليمنية نظيرات الحواضر الخليجية.

هل سيلتئم مكون يمين الكعبة الذي أطلق عليه بلاد اليمن في كيان جديد توافقي تحت مسمى مجلس التعاون اليمني كنظير لمجلس التعاون الخليجي وكلبنة أساسية لقيام الكيان الأكبر، مجلس التعاون لشبه الجزيرة العربية يضم اليمن والجنوب والخليج لم يرسم معدو هذا الحوار شعارًا كهذا صدفة ووضعه في جلسة الافتتاح وتركيز الأضواء على الشكلين الهندسيين المتشابهين بوضع الخارطة وسط الشكل وإحاطة رباعيات الأضلاع تماما حولها لا يعبر هذا إلا عن توجه قادم لإيجاد تناسق بين المكونين في المستقبل القريب التعاون الخليجي سداسي الشكل الهندسي والسياسي يقابله جنوب الجزيرة العربية التعاون اليمني سداسي الشكل الهندسي والسياسي، وهل جمع مكون الشرعية منفردا دون الحوثي هو يشبه التحضير للتفاهم الخليجي مع قطر لالتئام مكون الخليج، وهو توقع واحتمال اعتمدناه بناءً على قراءة فيما يدور حولنا بعد انسداد الافق السياسي وانعدام الحل للازمة اليمنية وتعثر حسم المعارك في اليمن شماله بالذات والمبني على عدم قناعة اليمنيين بقتال بعضهم البعض رغم اختلافهم مع الحوثي وتخوفهم من توجهه العقائدي، عكس الجنوب الذي أطلق الرصاصة الاولى في وجه الزحف الحوثي السلس المخترق كالسهم من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ليصطدم بجدار جنوبي لم يتجانس معه وليعيده إلى حدوده الطبيعة.

أيعقل أن يكون البناء على مكون مجلس التعاون اليمني طريقا لحل الأزمة اليمنية، وإنهاءً للصراع البيني المحتدم والمتجدد بين الحين والآخر، ويجتمع جنوب الجزيرة العربية المسمى مجازا باليمن السعيد قديما في مجلس واحد متعدد الرؤى والاتجاهات يلتقي فيه الجميع برؤية جديدة ونظرة مختلفة لطبيعة الحياة والهدف من التواجد في الأرض والسعي نحو البناء والتنمية والتطور والازدهار أسوة بالعالم المتحضر بلا عدوان ولا اجتياح ولا استقواء ولا نهب ولا سلب ولا تقطع ولا غدر أو خيانة تعايش حقيقي مبني على الاعتراف بحق الآخر بكيانه المستقل لا تعتدي سعودية اليمن على إمارات اليمن ولا قطرية اليمن على بحرينية اليمن وليتعايش مجلس التعاون اليمني كما يتعايش مجلس التعاون الخليجي المتعدد والمتنوع والمتناقض.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى