رحل العملاق نجيب يابلي

> نجيب يابلي صاحب كلمة الحق والمؤرخ والفيلسوف العدني وصاحب العلاقات الاجتماعية ومعرفة الناس عرفته عن قرب عندما ساعدني الحظ أن أكتب في صحيفة "الأيام" في بداية الحراك الجنوبي تلك الصحيفة التي تعتبر المنبر الحر للقضية الجنوبية، وتحملت العناء والعذاب بسبب وقوفها وانحيازها التام مع القضية الجنوبية وكذلك كتابها وأنا أحدهم ضد الاحتلال الشمالي آنذاك.

نجيب يابلي كنت التقي به وبكثير من الإخوة الصحفيين في "الأيام"، وكنا نجتمع سواء مع المناضل الكبير هشام باشراحيل رحمة الله عليه، وأخيه الأستاذ تمام أطال الله في عمره، وكان هشام ونجيب يابلي مثل الإخوة وكانت بينهم ثقة تامة وأذكر في إحدى الأيام وفي أشد الحراك الجنوبي أن الرئيس علي عبدالله صالح تواصل بالصحيفة يريد أن يتكلم مع الأستاذ هشام، وقالوا للرئيس بعد دقائق اتصل، وكان منتدى "الأيام" مكتظًا برواده وندهوا على الأستاذ هشام رحمة الله عليه.

فقام الأستاذ هشام ونزل من سلم المنتدى وأرسل باشا ابنه ودعانا أربعة أنفار: المحامي بدر باسنيد ونجيب يابلي رحمة الله عليهم وأحمد عمر بن فريد ومقبل القميشي وعياله باشا ومحمد، وذلك من أجل أن نسمع مع الأستاذ هشام عما سيقول الرئيس، واتصل الرئيس صالح بالأستاذ هشام، رحمه الله، وكان كلام صالح قويًا وغير لائق في الأغلب موجهًا للأستاذ هشام وللصحيفة نتيجة لوقوفها مع الحراك الجنوبي، لكن الأستاذ هشام كان هادئًا رغم مشاهدتنا للغضب في وجهه لأن الذي يتكلم معه هو رئيس الجمهورية وكنا نحن المستمعون نتألم على السب والشتم من الرئيس ضد الأستاذ هشام والصحيفة.

كان في نظرنا أننا سنكتب في الغد مقالات على أساس نكتب بطرق مختلفة عما تكلم به صالح، لكن العملاقين هشام ونجيب يابلي قالا ما في داعي اتركوه بعبارة واحدة لكل ظالم نهاية.

كان الأستاذ نجيب رحمة الله عليه كلامه الفاصل عندما نتحدث عن الماضي وعن التاريخ أو عن تاريخ تواجد الاحتلال البريطاني أو عن الأسر المتواجدة في عدن ذات التاريخ العريق والطويل بالشواهد والبراهين وبالكلام المتواضع والهادئ.

نجيب يابلي يعتبر هو الوعاء الواسع للمعرفة في عدن دون منازع وكتاباته الصادقة في صحيفة "الأيام" شاهدة على ما نقول ويعتبر رحيله خسارة لا تعوض.

الحقيقة أننا مهما كتبنا عن هذه الهامة الوطنية فلا نستطيع أن نعطيه حقه، وليس بأيدينا سوى أن نسأل الله أن يرحمه ويغفر له. إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى