التعامل السياسي والدبلوماسي للانتقالي يحظى بتقدير

> القيادة هي مسؤولية كبيرة على من يتحملها وعليها التعامل بفن سياسي ودبلوماسي، مع تطورات الأحداث السياسية على الساحة اليمنية والاقليمية والدولية فقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وهي تتعامل مع الآخرين بشأن القضية الجنوبية سواء مع الجانب اليمني (شرعية المنفى) أو مع دول التحالف برئاسة المملكة العربية السعودية، أو مع الجانب الدولي مبعوث الأمم المتحدة وأمريكا والآخرين تعلم جيدا جملة المصاعب والعراقيل التي يتم وضعها أمام القضية الجنوبية وتطلعات شعب الجنوب لاستعادة دولته وعاصمتها عدن.

فالقضية الجنوبية اليوم تواجه تحديات كبيرة جدا من قبل الأطراف الثلاثة (الشرعية والتحالف والأمم المتحدة بالدرجة الرئيسية) باعتبار القضية الجنوبية شأنًا داخليًا وهذا ما تم تسويقه، أثناء حرب صيف عام 1994م، وتغاضي مجلس الأمن الدولي حينها وتمديد الفترة الزمنية لنظام صنعاء في اجتياح الجنوب، فالجنوب قد دخل في وحدة اندماجية مع نظام صنعاء، وبذلك الاندماج أذيبت الدولة الجنوبية في إطار المسمى الجديد (الجمهورية اليمنية)، وهذا ما هو معترف به على مستوى العالم، وقد فرض نظام صنعاء الوحدة بالقوة، وهذا ما تم رفضه من قبل دول مجلس التعاون الخليجي، ومن قبل مجلس الأمن الدولي بموجب القرارين رقم 924 و931، والرسالة التي بعث بها الأخ علي سالم البيض وتناول فيها شرحًا مفصلًا حول الوحدة، والخلافات التي برزت بعد الوحدة مباشرة لم تلقَ أي اهتمامات تذكر من قبل أعضاء مجلس الأمن الدولي.

ظلت القضية الجنوبية يرافقها الصمت المطبق من قبل كافة التيارات السياسية وبرزت بعض التيارات السياسية الجنوبية (الحراك الجنوبي السلمي) في تنظيم المظاهرات والاعتصامات المنددة بالإجراءات التعسفية لنظام صنعاء الذي قام بقمعها والزج بالكوادر الجنوبية في غياهب السجون، وقدم الجنوب الكثير من الشهداء السنوات الماضية.

ومع ظهور التيار السياسي الجنوبي بعد حرب عام 2015م، وتواصل الكثير من القيادات الجنوبية في ضرورة العمل على إنشاء التيار السياسي الجنوبي وتحمل المسؤولية في تحقيق هدف الشعب الجنوبي وهو استعادة الدولة الجنوبية، خرجت المسيرة المليونية التي نظمت في 4 مايو 2017م، بتفويض الأخ عيدروس الزبيدي بالمهمة الوطنية الكبيرة وهي العمل على استعادة الدولة الجنوبية وعاصمتها عدن.

الأخ عيدروس عمل جاهدا في إبراز المجلس الانتقالي الجنوبي كتيار سياسي، وأشرك فيه القيادات من مختلف محافظات الجنوب، وبالنظر إلى ما تم تحقيقه من إنجازات يشعر المرء بأننا نسير في خطى ثابتة نحو تحقيق الهدف بالرغم من الصعوبات والضغوطات التي تمارس على نشاط وعمل المجلس الانتقالي سواء من شرعية المنفى أو من قبل رئاسة دول التحالف، والكل يعلم مختلف تلك الضغوطات على شعب الجنوب الذي يعيش أوضاعا معيشية مصيرية وحرب خدمات بهدف تركيعه وقبوله باستمرارية وحدة الفيد والغنيمة وحدة نهب الثروات من البقرة الحلوب (الجنوب).

وبالنظر إلى كتابات بعض الإخوة في توجيه النقد اللاذع لقيادات المجلس الانتقالي مطالبتهم بفرض واقع جديد للسيطرة على كامل الجنوب، لكن قيادة الانتقالي فضلت التعامل السياسي والدبلوماسي في حواراتها مع كل الأطراف، واضعة نصب عيونها على القضية الجنوبية وشرحها لكافة الأطراف وحضور المجلس الانتقالي لمشاورات الرياض بالرغم من علمه المسبق بمحاور ذلك اللقاء التشاوري الذي ابعد القضية الجنوبية، يمكن القول إن المجلس الانتقالي ونشاط في إطار مختلف اللجان قد أسمع الجميع بأهمية القضية الجنوبية، وتحرك في إجراء اللقاءات الجنوبية الجنوبية وأجرى اللقاءات مع من حضر من الوفود،،وهذا التحرك السياسي والدبلوماسي يحظى باحترام وتقدير دول الإقليم والمجتمع الدولي، واستطاع المجلس أن يقدم رؤيته السياسية حول حل القضية الجنوبية باعتبارها ركنا أساسيا للأزمة اليمنية، ولا بد من إدراجها في التسوية النهائية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى