​دوحة القران

> سورة الليل آياتها

1 - 2 - قولُه تعالى: ((وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى *وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى)): يُقْسِمُ ربُّنا بالليلِ إذا غطَّى النهارَ بظلامِه، وبالنهارِ إذا هو أضاءَ فأنارَ الأرضَ، وظهرَ للأبصار.

3 - قولُه تعالى: ((وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى)): ويُقْسِمُ ربُّنا بمَنْ خلقَ الذَّكَرَ والأُنثى، أو بخَلْقِ الذَّكَرِ والأُنثى.

4 - قولُه تعالى: ((إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى)): هذا جوابُ الأقسامِ الماضية، والمعنى: إنَّ عملَكُم الذي تعمَلونَهُ لمختَلِفٌ، فمنكُم مَنْ يعملُ بالطاعة، ومنكم مَنْ يعملُ بالمعصية.

5 - 7 - قولُه تعالى: ((فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى *وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى *فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى)): هذا تفصيلٌ لأهلِ السَّعْي وسعيِهم، والصِّنْفُ الأوَّل: مَنْ أنفقَ من مالِه في سبيلِ الله، وتجنَّبَ محارِمَ الله فلم يُواقِعْها، وصدَّقَ بموعودِ الله من الخَلَفِ على المنفق مالَه في سبيلِ الله، وبالجنةِ التي هي الموعودُ الأكبرُ للمنفِق، فإنَّ الله يُيَسِّرُ له العمل بما يرضاهُ الله، ليصِلَ به إلى الجنة.

8-11-قولُه تعالى: ((وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى *وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى *فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى *وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى)): هذا الصِّنْفُ الثاني من أهلِ السَّعْيِ، وهم من لم يُنْفِقْ مالَه في سبيلِ الله، بل قَبَضَهُ وبَخِلَ به، واستغنى بنفسِه ومالِه عن ربِّه وعبادتِه، ولم يُصدِّق بموعود الله من الخلف مِنَ الله، ولا بالجنَّةِ، فهذا يسهِّلُ الله له عملَ الشرِّ والوقوعَ فيه، جزاءً له على استغنائه عن ربِّه، وعدمِ إنفاقِ مالِه في الخيرِ، وتكذيبِه بالحُسْنَى، فمن كانَ من هذا الصِّنْفِ، فإنَّ مالَهُ الذي بَخِلَ به، ولم ينفِقْهُ في سبيلِ الله، لن يفيدَهُ إذا سَقَطَ وهوَى في جهنم.

12-13-قولُه تعالى: ((إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى *وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَالأُولَى))؛ أي: إنَّ على الله البيان: بيانَ الحقِّ من الباطل، والطاعةِ من المعصية، وإنَّ الحياةَ الدنيا والحياةَ الآخِرةَ وما فيهِما مِلْكٌ لِلَّه، يُعطي من يشاء ويَحْرِمُ من يشاء، ومِنْ ذلك أنه وفَّقَ من أحبَّ لطاعته، وخَذَلَ من أبغضَ بمعصيتِه.

14-16-قولُه تعالى: ((فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى *لاَ يَصْلاَهَا إِلاَّ الأَشْقَى *الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى))؛ أي: فَحَذَّرْتُكُم أيها الناسُ النارَ التي تتوهَّجُ وتَلْتَهِبُ من شِدَّةِ إيقادِها، تلكَ النارُ التي لا يدخلُها ويُشْوَى فيها إلاَّ الذي شَقِيَ في حياته فكذَّب بما جاءَ عن ربِّه، وأعرضَ عنه فلم يؤمِن به.

17-21-قولُه تعالى: ((وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى *الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى *وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى *إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى *وَلَسَوْفَ يَرْضَى))؛ أي: وسيُبْعَدُ عن هذه النارِ الذي بلغَ الكمالَ في التقوى، الذي من صفتِه أنه يُعطي مالَهُ في الدنيا للمُحتاجين، وينفِقُهُ في سبيل الله، لأجلِ أن يتطهَّرَ بإعطائه هذا المالَ مِنَ الذنوبِ، وما أعطى هؤلاء المحتاجينَ لأنَّ بينَهُ وبينهُم منفعةً أعطاهُ إياهم من أجلِها، ولكنْ أعطاهُ إياهم لأجلِ أن يرضَى عنه ربه العالي على خَلْقِه، ولسوفَ يرضى هذا المُعطي بما سيُخْلِفُه الله عليه في الآخرة من الثواب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى