حلقات مفقودة

> كل ما يعتمل على الصعيد السياسي لا يمكن تلخيصه والإحاطة بكل تفاصيله الشائكة من منظور ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي واستنباط الرؤى المختلفة من وحي الكثير من الطرح. ربما النظريات والمأخذ لا تعد مسلمات بقدر إسهامها غير الإيجابي في معظم الأحيان على صعيد قضية الجنوب، ما يتطلب الأخذ بالخلاصات التي تشكل جسرا لوصل الحلقات المفقودة في أداء الجنوبيين بالنسبة لقضيتهم الأساسية التي هي أمام مفترق طرق وتحديات وصعوبات بقدر ما توجد من نجاحات إلا أنها في محصلتها لا تشكل الاكتفاء والطمأنينة من منظورات شتى بمعنى أننا إزاء واقع سياسي تتداخل معه مصالح الإقليم والعالم، الأمر الذي يدعو أبناء شعبنا للتعاطي بواقعية مع ما اتخذ الانتقالي من خطوات والبناء عليها بعيدًا عن فكرة الهدم التي لا يستقيم إثرها البناء وفق كافة المعطيات، ناهيك عن تبعيات تأخير الحلول التي ترتبط بزيادة معاناة شعبنا الذي يعيش تحت وطأة ظروف ضاغطة يمكنها أن تشكل بيئة خصبة للتفريخ الذي لا يتصل بصلب قضيتنا الأم، بمعنى أدق لا بد من الأخذ بأولويات التقارب الداخلي وعدم تكرار أخطاء الماضي، والحال يتطلب وضع رؤية تكون على أساسها المساعي الذكية والحصيفة في خلق تقارب نوعي جنوبي جنوبي يمنح مسارنا على الصعيد السياسي قدرة على مواجهة التحديات، لماذا لأن مصدر التحديات نابع من تلك الثغرات التي لم ندرك عمق تأثيرها في إضعافنا، بمعنى ألّا تأخذ تحسباتنا جانبًا دون آخر.

توحيد الرؤى الجنوبية يتطلب جهودًا جبارة وفرقًا تفاوضية بقدرات مميزة حتى يمكنها ممارسة دور فعال في تجاوز معضلات ما كان لها أن تكون لولا أننا تجاهلنا أهميتها.

الجنوب ملك أبنائه شعور يتأصل لدينا كلما استبد بنا التيه والضعف الذي عكس نفسه سلبا على مشاعر أبناء شعبنا الصابر بكل ما قدم من تضحيات وهو شعب عريق حي أظهر توحدا في موافقة لم يحسنها السياسيون.

فكرة أن نظل محكومين بإعطاء الأحكام حول ما تحقق أخيرا على الصعيد السياسي أمر لا طائل منه لماذا؟ لأننا أمام واقع رؤى متباينة، ورغم ذلك ترسم لك إطار المضيء باتجاهات الحلول التي لا تبدو قطعية حتى اللحظة، ما يعني بالنسبة لنا الأخذ بطبيعة ما يحيط بوضع أنفسنا على مسار الحل العادل الذي هو مرهون بما نبدي من تقارب على صعيد الحلقات المفقودة التي تبهت الأداء وتقلل من سقف نجاحاتنا اللاحقة. للأسف ربما تقادم الزمن بنا كثيرا دون أن نحدث نجاحات لافتة على هذا الصعيد وهي ليست مستحيلة، فهل نرى في قادم الأيام جهودًا مدروسة تستوعب آمال شعبنا وأظنها الفرص الأخيرة التي يمكن اعتبار ورقتها جسرا لتحقيق إرادة شعبنا، وحتى لا نشغل بأنفسنا كما هو حاصل لا بد من أن نعمل من منظور وطني مخلص بعيدًا عن مأخذنا تجاه بعضنا، فهل يا ترى نرى عملا نوعيا على هذا المسار؟ أم نظل أسيرين أكثر من شرك وأكثر من متاهة إحاطة بوضعنا الجنوبي حتى يكون المعطى الأخير منتقصا من عدالة قضيتنا التي في الأصل جوهرها استعادة الدولة الجنوبية، فهل يطول أمد تيهنا إلى ما لا نهاية؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى